اللي ما يدي من بلده لا له و لا لولده
أشواق مهدي دومان
صدقتُ هذا المثل بتغيير وإضافات بسيطة ،تتناسب مع عالم النت والفيس الذي يعد سلاحا ذا حدين، فإن استخدمته في نشر الفضيلة فأنت موفق ونيتك تجعل الله يعفو عنك ذلك الإدمان عليه أو فيه …
وأما إن كان العكس فيا جهنم رحّبي…
عالم كالبحر فيه السمك وفيه الحيتان ، فيه اللآلئ مكنونة تصونها أصدافها وفيه المرجان ، وفيه الأخطبوط الذي يلتهمك حين تتاح له فرصة لأن يحكم قبضته عليك …
كما أنّ فيه شواطئ نظيفة طاهرة ، وفيه شواطئ تُرمى فيها القمائم فتشم رائحة الوسخ من بعيد جدا…
بمعنى لو أردت أن تجعل من الفيس نهرا تستعذب فيه وتنتصر لكلمة حق فأنت سوي النفس …
وأما إن استطاع عالم الفيس جرّك إلى مستنقع فهنا المصيبة ، ومستنقع يجر مستنقعا وهلم جرّا…
الداعي لكلامي- الذي قد لا يحلو للجميع أو البعض (وليس بالضرورة)- هو كثرة طلبات الصداقة من رجال أو نساء ليسوا من اليمن ، وكلمة حق أقولها في غير انحياز لإخواننا الشيعة فأقول لهم:
أنتم أنقى وأطهر وأشرف من كل ظنون الكون …
وقد صادقت الكثيرين ولم أجد فيهم إلا طهرا في اللسان والنشر والكتابة ..
لهم قضية يعشقونها وهي أجمل وأسمى أنواع العشق :
عشق آل البيت ..
في قلوبهم جرح لم يندمل على سيدنا الحسين “ع”..
في صوتهم صرخة شجية مبكية تسمعها في حسينياتهم..
في نفوسهم طهر وعفاف يظهر ولاتخفيه حروفهم..
وقد لامس جرح اليمن قلوبهم ولأن قلوبهم مجروحة على سيدنا الحسين، فقد رأوا في يمننا حسين العصر فرأيناهم يتفاعلون معنا ويشعرون بنا ويتحسّسون آلامنا وكأنهم هنا في اليمن ؛ بينما باعنا أهلنا وأبناء وطننا وتاجروا بأرواح ووطن…
هؤلاء المجروحون شعروا بنا فكل صاحب ألم وحزن يميل لمن يشبهه وتأتلف روحه معه ، ولهذا لايعجب بكلامك إلا من شبه فكرك ومنطقك و اقتربت روحه من روحك…..
ولهذا قيل:
” اللي ما يدي من بلده لا له ولا لولده” فبيئة واحدة وتربية واحدة وهواء واحد و….إلخ، كله يجعل أهل الوطن الواحد متشابهين أكثر ببعضهم..
وقد يذكر البعض أنّ هذا المثل خاص بمسألة الزواج والترغيب في (البلدي )..وهنا أضيف:
وإن كان هناك ممن يسعدون بزواجهم من أجنبيات أو من عربيات ، ولكن يبقى ذلك الخوف من المستقبل وتظل تلك اللحظة التي يمكن أن يتوقعها الرجل من تلك التي لا تنتمي لوطنه ..
يظل مترقبا لرحيلها ، لشوقها لموطنها،لحنينها لأهلها وكثير منهن تطلب من زوجها أن يترك وطنه بما فيه ليأتي للعيش في وطنها، والبعض يرحل معها تاركا تاريخاً وأماً وأباً ودنيا كاملة لتكون وحدها كونه الذي تخلى عن ذرات تراب وطنه… والبعض منهن تكون أكثر جرأة فتهرب بمعية أبنائها أو تتركهم له وما أكثر الحكايا والقصص الواقعية بهذا الشأن…
لأعود فأقول:
المثل أضيف إليه أنه لاينطبق على مسألة الزواج فقط …
فموجبات ومستلزمات العصر تدعوك إلى عالم جديد للتواصل هو عالم النت ومنها صداقات الفيس ، حين يطلب صداقتك رجلاً أو امرأة من آخر الدنيا ..تقول:تمام ..
تدخل صفحته تجد أنّك تغرق في بحر فلا هواه هواك ولا قيمه قيمك ولا روحه تنسجم مع روحك وكذلك النساء وما أدراك ما النساء..
وأذكر أول مادخلت الفيس وصادقتني إحداهن(عربية) وهو أول يوم لي في هذا العالم ولا أدري كيف أستخدمه وأتعامل معه كعالم جديد، وما أدرى بنفسي إلا مرجومة في مستنقع مجموعة مغلقة ، دعيتُ على كل من (دهدهني) للفيس …
كيف أفعل؟
من أين أخرج؟
أخيراً زارتنا إحدى أخواتي فأخرجتني. من تلك البلوى…
طال حديثي وزاد شجني أن أدخل صفحة البعض ممن يطلب صداقة من غير بلدي فأجد أنه أو أنها تصادق كثيرا من شباب اليمن الذين يبدون لنا ملائكة ولكنهم بمجرد ما تنزل تلك (بدر البدور ) صورتها أو صورة لأخرى جميلة،فينسون أنفسهم و (تقع فيهم فشلة ) أخاف على أحدهم من أن يصاب بسكتة قلبية من هول ما يعجب( وهات) يا تعليقات:
منورة..قمر ..شمس ..نجوم ….
وهي من خلف الشاشة تستغرب هذا الانبهار. ولعلها تشعر حينها بأنها يوسف العصر والزمان…
وقد آلمني أن يقف ابن بلدي موقفاً يُستهتر به من بنات (….) وليس كلامي غيرة منهن …فلا ثقافة غيرة من مثل أولئك …
ولهذ أوجّه لهؤلاء المساكين بعض النصائح (إن قبلوها) ؛ فالنصح أغلى مايوهب:
1-وفر لزوجك خادمة تقوم بأعمال المنزل ..
2-خصص ميزانية لأطباء التجميل ..
3-خصص ميزانية لمراكز التجميل..
4-(بحبح )جيبك واشترِ أدوات التجميل من الماركات العالمية
5- اشترِأجمل الفساتين ؛ ستجد زوجك العفيفة التي لم تنشر لها صورة ولم تكن إلا لك ..ستجدها الأجمل والأرق والأحلى..
بدلا من اللهث وراء مستنقع اختلط فيه الحابل بالنابل وهجرت زوجك لأجل علاقات وهمية وخربت بيتك بيديك…
(فبغير تبداع)الله يرضى عليكم ….
فقد شعرت في البداية (بالضحك )، ثم شعرت بالإشفاق على مثل هؤلاء ، وفعلاً:
@ شرّ البليّة مايُضحك @
والسلام=