دعم الشعب للشعب
عبدالفتاح علي البنوس
تغيرت المفاهيم والقيم والمبادئ لدى البعض في مجتمعنا اليمني فصاروا ينظرون إلى الأمور بالمقلوب ويصورون الأحداث وفق الأهواء والميول والرغبات والمصالح ويدافعون عن ذلك بل ويستميتون في الدفاع وهم يدركون ويقرون في قريرة أنفسهم بأنهم يصطفون في الجبهة الغلط ويدعمون الباطل ، شغلونا على مدى سنوات تبرعوا لفك الحصار الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة الفلسطينية وكنا نجود بما نستطيع باعتبار القضية الفلسطينية ودعمها هي القضية المفصلية لكل العرب ، واليوم وشعبنا ووطننا يتعرض للقصف والدمار والحصار منذ عام ونصف على يد الكيان السعودي وأسيادهم الأمريكان والصهاينة ولجوء تحالفهم السلولي بعد فشله العسكري إلى اللعب بالورقة الاقتصادية بتشديد الحصار وسحب العملة الوطنية وإتلافها وأخيرا الإيعاز (لعزب الويل ) الأقرع هادي بإصدار قرار نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن بهدف التضييق أكثر على اليمنيين وإجبارهم على الركوع والخضوع للهيمنة السعودية والتسليم بولاية الزهايمري سلمان وابنه المهفوف والقبول بعودة لصوص الثروات وخدام وعبيد السعودية وقتلة اليمنيين من الخونة والمرتزقة، جاءت مبادرة السيد عبد الملك الحوثي بالدعوة لدعم البنك المركزي وإفشال مخطط الأعداء وهي مبادرة وطنية قوبلت بتفاعل رائع جدا من الكثيرين كما قوبلت بحالة من السخرية والتندر من قبل البعض الآخر وفي مقدمتهم بعض من كانوا يدعوننا لدعم الفلسطينيين لفك الحصار عنهم رغم أن الحصار المفروض علينا أكثر ضررا وإيلاما من حصار الإسرائيليين للفلسطينيين.
حيث تسابق هؤلاء على تبادل النكات والتندر على هذه المبادرة وكأنها فضيحة أو جريمة رغم أنها الخيار الوطني الأنجع للتغلب على المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد بلادنا وهي تجربة ناجحة للكثير من الدول التي رفضت ولاية وهيمنة البيت الأبيض وتل أبيب ، فكان الرد الشعبي على هؤلاء المأزومين بتلكم المشاهد الوطنية اليمنية الصادقة الوفية لجموع المواطنين الذين تدفقوا على مكاتب البريد والبنوك لدعم البنك رغم ظروفهم الصعبة مجسدين صورة جديدة من صور البذل والجود والعطاء والصبر والتحمل والتحدي ضاربين عرض الحائط بتفاهات وتندرات البعض والتي لن تكون أقذع وأشنع من تأييدهم للعدوان وتحالفهم ضد وطنهم وشعبهم ، هؤلاء الحمقى الذين يستنكرون الدعوة لدعم الشعب لنفسه واقتصاده ولا يرون أي ضير أو عيب في الارتزاق والعمالة لآل سعود مقابل ريالاتهم النجسة .
وكم كانت رائعة ومؤثرة جدا صور ومشاهد الأطفال وهم يتسابقون على التبرع (بحق جعالتهم ) لدعم البنك باندفاعية لا تقل كثيرا عن آبائهم .
بوركت الخطى الداعمة للوطن واقتصاده والمساندة والمحافظة على الشعب ومكتسباته واللعنة على كل خائن عميل وضيع باع نفسه ووطنه ودينه وأرضه وعرضه من أجل الأخضر السعودي .