العدوان السعودي والفتاوى المعلبة المدفوعة الثمن والأجر
حسن الوريث
عبارة يتداولها أبناء الشعب اليمني تقول إن أصوات الصواريخ الساقطة على اليمن لا تؤذينا كأصوات الساقطين ابتهاجاً بها، فهناك من يبتهجون فرحاً بالعدوان على اليمن بل ويطبلون له ويبررون له ويعطون العذر لنظام بني سعود في عدوانها علينا وحصارها وتدمير كل مقدراتنا ويمكن أن نقول إن البعض واقع تحت تأثيرات معينة جهلاً أو طمعاً، لكن أن يأتي هذا التبرير للقتل والتدمير والعدوان ممن يسمون أنفسهم مشايخ دين ويتصدرون للفتوى فهذه لعمري هي التي لا يمكن أن يتم قبولها .
في بداية العدوان السعودي على اليمن أطل علينا احد اليمنيين ممن يدعون أنفسهم مشايخ دين يعلن تأييد العدوان بل ويباركه وبالأمس أطل يمني اَخر يسمي نفسه شيخ يفتي بأنه لا يجوز أن نسمي ما تقوم به السعودية في اليمن عدواناً وأنها لم ترتكب مجزرة سوق الهنود في الحديدة وأنه لو ثبت أنها من قام بذلك عن طريق الخطأ فيمكن تعويضهم، بكل بساطة يؤكد أن أصحاب هذه الفتاوى مدفوعة الثمن لم يبيعوا الوطن فقط لكنهم باعوا الدين واستلموا بآيات الله ثمناً قليلاً وبخساً دولارات وريالات سعودية معدودات ويدل دلالة واضحة على أن أصحاب هذه الفتاوى المعلبة والجاهزة للبيع خطرهم وضررهم أشد وأكبر من أولئك الناس الذين انساقوا وراء تأييد العدوان وعندما يتحول الخطيب والمرشد والشيخ إلى بائع ومشتري فهنا الكارثة ،فهو لا يدري أنه يصبح شريكاً أساسياً في الدماء التي تسفك بالطائرات والصواريخ السعودية وشريك في دماء الناس الذين يموتون جراء الحصار الخانق الذي فرضته دول العدوان على بلادنا وسيكون عقابه في الآخرة أشد من عقاب أولئك الناس الذين يتبعونه .
هل يمكن أن يكون الاستخفاف بدماء الناس وأرواحهم وتبرير القتل وصل إلى هذه الدرجة ؟ وهل دماء اليمنيين رخيصة إلى هذا الحد الذي يفتي فيه هؤلاء بأن قتل اليمنيين حلال وأنه لا يجوز أن نسمي ما تقوم به السعودية من قتل للمواطنين وهدم للمنازل على رؤوس ساكنيها وتدمير وحصار بأنه عدوان ؟ وإذا لم يكن هذا عدواناً فماذا نسميه ؟ أم أن هؤلاء الأشخاص أدمنوا التبرير للجرائم والقتل والعدوان كما برروا من قبل جرائم دار الرئاسة وميدان السبعين وذبح الجنود في حضرموت وغيرها من الجرائم الإرهابية التي ارتكبت في حق الوطن والمواطن في كافة إنحاء البلاد وكأن وظيفتهم وعملهم الذي تم تكليفهم به هو التبرير لما ترتكبه السعودية وعصاباتها المسماة القاعدة وداعش في حق الشعب اليمني والشعوب العربية والإسلامية والمهم استلام الثمن ولو على حساب الدماء وذبح الوطن.
مما لاشك فيه أن أي إنسان سوي عندما يرى تلك المشاهد للجرائم والمجازر التي يرتكبها العدوان السعودي في اليمن لا يملك في أبسط الأحوال إلا أن يدين مثل هكذا جرائم وليس الدفاع عنها وخاصة من العلماء الذين يعتبرون ورثة الأنبياء، لكن حين ينحرف هؤلاء عن أداء مهمتهم ودورهم يتحول الناس إلى شريعة الغاب يقتل القوي الضعيف ويأكل ماله ويهتك عرضه وحين يتحول علماء الدين وخطباء المساجد إلى مجرد أبواق فقط فعلى الدنيا السلام، فهؤلاء هم ورثة الأنبياء وشوكة الميزان الذين يوجهون الناس إلى الحق والخير لكن ما نراه عند هؤلاء البعض غير ما هو متوقع وبالتالي فكل ما يحدث في بلاد الإسلام من قتل وتناحر وتدمير وتخريب هو بسبب انحراف قادة الرأي في المجتمعات الإسلامية وفي مقدمتهم العلماء والخطباء والمرشدين أصحاب الفتاوى المعلبة المدفوعة الثمن والأجر .