مابين داعشية كيري وقرار نقل البنك
فهمي اليوسفي
بدأت الملامح الأولية لاخطبوطية كيري تتضح أكثر من خلال المستجدات التي تحمل بصمات كيرية 100% منها قرار الفار هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن مع انها تحمل ريحة كيرية ممزوجة بداعشية. صهيونية بامتياز .
هذه الملامح بدأت تطفوا علي السطح سواء باليمن أو سوريا. وتفوح منها تلك الريحة .
بغض النظر عن ضجيج الكونجرس الأمريكي وصحيفة الجارديان وتقرير بريطانيا الذي أعدته منظمة هيومن رايتس الصهيونية ضد الجارة سعود لأن ذلك من وجهة نظري بمثابة حقن تخدير جزء منها يتم ترويجها وتسويقها داخل الأسواق الاستهلاكية علي الساحة الأمريكية بحكم اقتراب موسم الانتخابات .خشية من أي انعكاسات على هذه الانتخابات وأيضا لأجل تخدير وامتصاص غضب الكثير علي مستوى الساحة الدولية المنزعجين من المواقف السلبية الدموية للغرب التي تشهدها أجزاء من منطقة الشرق الأوسط.
ولو كان الكونجرس وتلك الصحف والمنظمات كلا يتحمل ويشعر بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية لا صدرت كل هذه المؤسسات قرارات بفك الحصار على اليمن .. باعتباره حصارا غير مشروع والصمت والإغفال عن هذه النقطة جزء من المشاركة بالجريمة بإدراك أو دون إدراك ويصعدون هذه القضية الي أعلي المستويات. .
وهناء لماذا لم يتم الإشارة لهذه النقطة من قبل هذا المجلس الأمريكي والصحف الامبريالية وكذا المنظمات الغربية؟
إذاً ما يقوم به هذا الدبلوماسي الأمريكي أو ما همس به أوباما لمسامع سلمان آل سعود هو عكس موقف الكونجرس.
وما تسوقه صحف ومنظمات الغرب بإدانات للسعودية والتي يتطلب أن لا نعلق الآمال على هذه المواقف ونستسلم لمن هندسها ضد بلدنا نظرا لأهدافها السلبية ضد يمننا وكل أبنائه مع أن المساحة الأعظم لا يدركون عمقها وخطورتها.
وبتعبير أدق ضجيج الكونجرس وهذيان صحف ومنظمات النيتو هو فشنج لا يحقق أي نتائج إيجابية تجاه اليمن أو سوريا.
وبنفس الوقت لا تكفل تشكيل أي ضغوط على تحالف العدوان والدواعش والعملاء الذين يقفون بصف العدوان.
إذاً كل المبادرات التي أتى بها كيري ومقترحاته ووعوده الوهمية لبلدنا والقطر السوري هي بمثابة ألغام بالغة الخطورة -إن جاز التعبير-
ومطبوخة أمريكيا وسعودياً وحضور أنور عشقي بذاك الاجتماع أكبر دليل لأن ما يتسرب من بعض الأزقة توحي بأنه مهندس مشروع التقسيم والتمزيق للمنطقة ورجل إسرائيل في الجزيرة العربية. وتعتبر جزءاً من العدوان غير المباشر مع أنها تصب لخدمة الدواعش. وتحقق الأهداف والمطامع الأمريكية والسعودية مع محاولة تحقيق ما لم تستطع تحقيقه بالحسم العسكري وشراء الضمير الأممي والاستعانة بالدواعش من معظم أقطار العالم.
ولاشك بأن لهذه الزيارة وما تحمله من الباطن والمباشر أبعاد بالغة الخطورة علي اليمن أو سوريا أكثر من ذي قبل إذا تم ترجمتها بعين العقل.
لعبة كيري الراهنة ببلدنا التي يتولى إدارتها عن طريق الاستشعار عن بعد هي نفس اللعبة التي يتولي إدارتها بسوريا مع تزامنها بمستجدات دولية موسمية بين أهم قطبي المعادلة في الساحة الدولية ( أمريكا وروسيا ) .
لو نظرنا لمستجدات الساحتين (الروسية والأمريكية). سنجد أن لها علاقة بمسرح الأحداث الجارية ببلدنا وفي القطر السوري … ولمزيد من الإيضاح هاهو العالم يتابع مستجدات الانتخابات الأمريكية . المتزامنة مع انتخابات الدوما الروسية .
هناء يقف القطبين حاضرين ندا لند بالمنطقة الشرق أوسطية وبالذات سوريا مع أن الموقف الروسي أكثر إيجابية من الغرب برمته.
زيارة كيري الأخيرة للسعودية المطعمة بتسويق إعلامي تحت مبرر أنها جاءت بطلب عبدربه منصور بالنسبة لليمن وبطلب من قيادات للمعارضة السورية هذه فقط تسريبات إعلامية من المطبخ المشترك لكيري وعشقي فأصبحت حبلى بمبادرتين وهدنتين واحدة نقلت للتنفيذ والأخرى قيد التفاوض إضافة لمقترحين أشبه بأحزمة ناسفة.
وكلها تحمل علامة الماركة الأمريكية بطراز جديد وتفوح منها ريحة صهيونية بنكهة داعشية.
.ومن نتائجها احتيالات ومقالب بدأ كيري يشرف علي التنفيذ من ضمنها .
إيقاف استمرارية الجيش السوري والمسنود ببعض نسور الجو الروسي من استكمال تطهير بعض المناطق بسوريا فكان ذلك من خلال الخطط الاحتيالية التي جاءت من النافذة الدبلوماسية لواشنطن والتي أصبحت تصب لخدمة الدواعش والتنسيق مع الجانب الإسرائيلي ليدخل علي خط الاستهداف للجيش السوري خلافا للاتفاق المبرم بين موسكو وواشنطن. بعد أن حرصت غرفة الدبلوماسية الأمريكية بعدم اطلاع الرأي العام الدولي بنتائج ذاك الاتفاق وكأنها تبيت المكر والخداع ولم تمض ساعات إلا وانكشفت الأسباب بخرق الاتفاق والانقلاب عليه.
وذلك بإقدام الأمريكان بقصف الجيش السوري بدير الزور والتي تعد لطمة بين العيون للنوايا الطيبة للروس وإنقاذ وإسناد للدواعش وغلاط للرأي العام الدولي.
هناء لا نستبعد بأن الأمريكان ربما قد انزلوا أسلحة للدواعش بسوريا عن طريق الإنزال الجوي وربما بعضها متطورة ومحرمة. هذا بعد أن استخدم كيري المراوغة والتبرير للفضائح وخروقات الاتفاق.
وهذه تبرز الاخطبوطية الداعشية لكيري بسوريا.
أما في اليمن فقد بدأت مؤشراتها ونتائجها تصب لصالح دول تحالف العدوان والدواعش والعملاء التابعين.
بل برزت على السطح وأصبحت مبادراته ومقترحاته بما فيها الهدنة هي بنفس نموذج الاحتيال والخداع والالتفاف الذي أتبعه بسوريا وأصبحت تتضح الأهداف من خلال استخدام الاحتيال وسيلتا لسحب الجيش اليمني واللجان الشعبية من نجران وجيزان وعسير ووضع حيل لتمكين قوى العدوان من التوسع على كافة الجبهات. والتعتيم على جرائم العدوان ببلدنا ومحاولة إعادة ترتيب صفوف الجيش السعودي بالمنطقة الجنوبية وتحصين الشركات الغربية بنفس المكان من خلال مقترحات منها هدنة.
رفع درجة الجاهزية الداعشية بأكثر من جبهة.
الإعداد والتحضير غير المباشر للانفصال والتمزيق للجنوب وتقاس من خلال كلمة كيري بالمؤتمر الصحفي في السعودية والتي لمح من خلاله بتقرير المصير كإشارة وتطمين غير مباشر لرموز العمالة والانفصال بالجنوب والمتعطشين لعودة السلطنات.
كان ذلك عاملا لضجيج ما سمعناه بتشكيل مجلس جنوبي. لكي يكون هناك التفاف لمشروع التمزيق والانفصال بالجنوب والزج بهم جميعا في خوض حربا مع القوى التي تتصدى للعدوان بالشمال ممن تقول لا وألف لا للقوى الرجعية والإمبريالية.
تأمين وتحصين الشركات الغربية ورفع درجة الابتزاز لبني سعود من خلال مقترحات تكفل عدم تأديب تلك الشركات مع ضمان عدم استهدافها بصواريخ أصبحت تطالها بعض الأحيان من قبل الجيش واللجان الشعبية.
رفع درجة الحصار لليمن براً وبحرا وجوا وعدم فك هذا الحصار غير المشروع كما أفضى بإعطاء الضوء الأخضر لعبدربه هادي باتخاذ قرار بنقل البنك المركزي إلى عدن كجزء من تعزيز الحصار ورفع برنامج العدوان من خلال الاقتصاد والعملة النقدية. وتضييق الخناق على الوفد المفاوض من العودة إلى الوطن وشراء الضمير الدولي الذي أصبح صامتا بما تقوم به دول التحالف بقيادة بني سعود .
إذا قرار هادي بنقل البنك يعني رفع درجة الاستهداف أي وبصريح العبارة الانتقال من الاستهداف الفردي ولمجموعات معينة لاستهداف شامل للسواد الأعظم من اليمنيين وتوحي بأن قرار عبدربه منصور هو بضوء أخضر من كيري بعد أن خضع للدراسة بديوان ال سعود .
ويعد جريمة ضمن الجرائم المستمرة التي يقدم عليها تحالف العدوان .
هذه نبذة من الأهداف. البالغة الخطورة وفق قراءتي وتحليلي الذاتي .
.. كيري حرص بعدم الإعلان عن الاتفاق اكتشاف تحاشيا لأي تأثير سلبي على الانتخابات الأمريكية .
حقيقة أتقنت المطابخ الصهيوامريكية هندسة ضجة الكونجرس وضجيج الصحف والمنظمات الغربية ليس كرها ومقتا للسعودية بل لأهداف وضعت أشرت إليها سلفا كرديف لذلك من خلال الخارطة السرية لكيري بملفي اليمن وسوريا. ليتولى تنفيذ اللعبة بدبلوماسيته الاخطبوطية .
بالتالي في حالة استوعب المجلس السياسي وكافة القوى التي تتصدى للعدوان ابعاد اللعبة الراهنة لكيري فإن الأمر يستدعي سرعة وضع الخطط المدروسة بعيدا عن الترقيع والعشوائية ووضع آلية للتنسيق الدبلوماسي وبالذات الجانب الروسي والصيني ويتاح المجال لمن ينبغي الاستعانة بهم ممن لديهم قدرات على هندسة مثل هذه المشاريع التي ينبغي أن تكون حاضرة بدلا من إبقائهم بالفريزر. .
مع الحرص بعدم توفير أي فرصة لداعشية كيري من الاستمرار بتمرير هذه الأعمال الموامراتية.
بل ينبغي إجهاضها لكونها بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل اليمن وجزء من مواجهة التحديات. .
من هذا المنطلق ينبغي أن ندرك بأن مبادرات كيري ومقترحاته وكافة الحيل الحلزونية التي يقدمها لا تجلب سوى مزيدا من افتراس اليمن أرضا وشعباً ونضع ببالنا بأن الدفاع عن أرضنا وعرضنا واجب مقدس نكون أو لا نكون.
فمن أراد الوقوف بصف التصدي للعدوان فإن ذلك واجبا عليه وإن قرر الذهاب لمستودعات العمالة بالرياض فليس منا ولسنا منه.
ولا ينبغي السماح بعودته. فاليمن لا تقبل العملاء.