صنعاء مرة ثانية وعاشرة

ستظل صنعاء الحضارة والتاريخ في مهجة كل يمني يحب تراثه العريق ويفتخر بتاريخه التليد
مطهر تقي
نعم هي صنعاء رمز حضارتنا وهويتنا المعمارية المتميزة والحضن الدافئ لكل مواطن يمني يفد إليها يقتاد عيشه أو يجود مهنته أو يمدن نفسيته وهواه، نعم ستظل صنعاء كذلك على مر الزمن طالما وأبناؤها ومحبوها يعشقون تراثها ويحافظون عليه وتقوم الدولة من خلال أجهزتها المعنية بتقديم الخدمات للمواطنين وبحماية والحفاظ على تراثها وفق رؤية عالمية لحفظ التراث وباعتبارها مدينة تراثية عالمية تحت رعاية منظمة اليونسكو العالمية والذي تأثر أداءها سلباً وكذلك أجهزة الدولة منذ زلزال 2011م، الذي عكست نتائجه المدمرة على أداء أجهزة الدولة وفي أنحاء اليمن بصورة كاملة وعلى صنعاء الحضارة بالذات لا زال أثره السلبي على هذه المدنية العظيمة إلا من تلك الجهود الاستثنائية للبعض من المدراء المتعاقين على مديرية صنعاء وكذلك مجلسها المحلي والبعض من موظفي هيئة الحفاظ على المدن التاريخية من الذين حاولوا تخطي عقبات الإمكانات المالية وضعف هيبة أداء أجهزة الدولة من خلال حماسهم وحبهم للمدينة. أذكر على سبيل المثال لا الحصر النشيط نبيل منصر والمتحمسة أمة الرزاق جحاف والخبير ياسين ومحمد الديلمي، أما المجلس المحلي وقيادته التنفيذية فهم مجاهد الغيل وعبدالحميد قعطاب وكمال الورد وعادل المؤيد .
أما الشيخ محمد العزيري وأحمد محمد صلاح فهما يبذلان جهوداً متميزة في أمانة العاصمة من أجل مدينة صنعاء ويشكلان تكاملية مع زملائهما في المجلس المحلي وكذلك حسين الكدس الإعلامي المتميز في نشاطه من أجل صنعاء .
صحيح إن المديرية لم توفق بمدير يقوم بواجبه حسب لائحة المجلس المحلي وغير منسجم مع قيادة المجلس المحلي ويحاول منذ تعيينه أن يتجاوز زملاءه بإنفراده في الإدارة بدون خبرة سابقة تساعده على إدارة المديرية إلا أنه وبعد إعلان المجلس السياسي الأعلى بدأ ينهج أسلوباً جديداً مع زملائه أعضاء المجلس المحلي ويحاول أن يجود عمله وإن كان الواجب يحتم عليه أن يطبق القانون واللوائح بالتعاون مع زملائه بعيدا عن تفرده بالعمل هو الأسلوب الصحيح و بالرغم من كل ذلك لا زال المواطن في صنعاء القديمة يأمل فيه خيرا.
أما بخصوص المشروع الاستثماري في الفرضة الذي ينفذه المقاول محمد الرقيحي، فنحن مع أي مشروع خيري يعود بالنفع على المواطن شريطة عدم مخالفته لقانون هيئة الحفاظ على المدن وكذلك شريطة أخذ موافقة الهيئة بتصريح منها بحسب القانون.
وإذا صحت الأخبار بالتجاوز في الصرفيات المالية بصورة غير قانونية وكذلك تجاوز اللوائح المالية للمجلس بمخالفات عديدة فتلك مشكلة يجب معالجتها من خلال إجراء التحقيق اللازم من قبل الجهات المختصة في الأمانة أو النيابة الإدارية .
وهنا أتوجه بالشكر والثناء إلى المدراء السابقين للمديرية الذين قدموا خدمات جليلة لسكانها ابتداء من الخلوق فهد علاية والنشيط حسن القريطي والمتميز خالد الأكوع والمثابر نجيب العذري.
أما رئيس هيئة الحفاظ على المدن التاريخية الأستاذ محمد فارس الذي عين قبل شهور قليلة فلا زال الأمل أن يتلمس طبيعة العمل ويفهم مهمة الهيئة التي حددها قانون الهيئة ويعتمد على طاقهما الفني والإداري المتميز وينفتح على سكان المدينة وعلى منظمات المجتمع المدني فيها فهم الظهير السكاني الداعم له وهم أصاحب المدينة المعنيون بحق الرقابة الشعبية على أداء من يعمل بالمديرية بموجب القوانين واللوائح المنظمة ويثق أن الجميع سيدعمونه في الحفاظ على المدينة ويقفون معه في أداء مهمته ويؤكد الجميع أن هيئة الحفاظ على المدن هي المسؤولة الأولى عن المدينة بكل مبانيها ولا يحق للمديرية وكذلك المجلس المحلي أو حتى أمانة العاصمة تجاوز الهيئة.
وما يهم المواطن اليوم في مديرية صنعاء القديمة ليس تنفيذ الخطط الموضوعة من قبل منظمات دولية معنية بالتراث وصيانته فتلك آمال وطموحات لا تتحمل الدولة تنفيذها في هذا الوقت والزمن الصعب وحين تقف الدولة على أقدامها ويعم السلام سيتم تنفيذ ذلك، أما اليوم فالمهم هو إنقاذ السكان من انهيار منازلهم على رؤوسهم وكذلك إنقاذ عدد من المنشآت التاريخية من الانهيار على من يجاورها من الأسواق والمساجد والمواطنين، فهناك العشرات إن لم تكن المئات من المنازل وصل حالها بفعل ضرب الصواريح والقنابل على المدينة وضواحيها إلى التأثر الخطير لمنازلها ومنشآتها وكذلك فعل الأمطار الشديدة التي ساهمت بتفاقم الحال على المنازل والمنشآت .
وهنا أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذة هدى أبلان القائم بأعمال وزير الثقافة على اهتمامها بهذا الشأن كذلك جهود الدكتور أحمد الملصي والأستاذ علي شريم وكيلا أمانة العاصمة على جهودهما وأخص بالذكر أيضا الغرفة التجارية ورجلها النشيط الأستاذ محمد أحمد صلاح وكذلك جمعية البنوك ومجلس الترويج السياحي وكذلك صندوق التراث والصندوق الاجتماعي بجانب أمانة العاصمة والمجلس المحلي للمديرية الذين أبدوا جميعاً استعدادهم للمساهمة المالية في تبني إنقاذ السكان ومنازلهم بحيث تتولى كل جهة الإنفاق على الترميم السريع لعدد من المنازل وبعض المنشآت تعاوناً منهم وإسهاما وطنياً لمساعدة المواطنين المعسرين مالياً غير القادرين على ترميم منازلهم، فهذا هو هم المدينة وسكانها اليوم، والشكر موصول لكل من يمد يد المساعدة للمدينة وسكانها .
والله من وراء القصد

قد يعجبك ايضا