زمن الفاضحات ..!!
عبدالله الصعفاني
شاء الله سبحانه أن يقع للشعب اليمني من غدر الأشقاء ونفاق الأصدقاء وغطرسة الأعداء ما اهتز له كيان الدهشة وهو يرى بعض أبنائه يموتون غدراً وهم في ذمة الله ، إما نائمون في منازلهم أو في مرافق مدنية أو حتى يطرقون سبل الحياة على السيارات.
· وشاء الله للشعب اليمني بملايينه الخمسة والعشرين أن يشاهد معظم وأهم ما شيده يدمر بآخر ما أنتجته المصانع الأمريكية والأوروبية من الصواريخ على النحو الذي لم يترك منجزاً عاماً أو خاصاً إلا ودمره في عمليات حربية عدوانية طويلة المدى، هدفها تركيعه وفرض الوصاية عليه ومحاولة النيل من عقله وقلبه ومنع أي ميل نحو فكرة الانعتاق من الوصاية .
· وفات على أعداء اليمن أن حضارتهم الطارئة المسكونة بالتقاء المصالح والانتهازية والحقد والحاجة لتصفير الأرصدة البالغة قرابة ثمانمائة دولار لايمكن لها أن تحقق أهدافها في نهاية المطاف؛ لأنهم ببساطة أغفلوا المسافة البعيدة بين كرامة اليمني وعزته ورغبته في صيانتها مهما يكن شأنه مع الفقر وبين التسليم لقرارات الخيانة والعمالة المحلية وغطرسة العدوان الخارجي بأدواته المحلية والإقليمية والعربية التي تذكرنا اليوم بخلفية كون الجامعة العربية أنشئت في أربعينيات القرن الماضي ليصدر في أواخر نفس العقد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين لتشهد الشهور اللاحقة قرار الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني عالي الكلمة الظالمة حتى على من صنعوه .
· والشاهد هنا أن لا نستغرب إذا أصبحت إسرائيل اليوم دولة شقيقة برعاية الجامعة العربية دونما اعتبار لكون ظلم ذوي القربى بل وتمثيلهم لدور المظلة في إباحة سماء اليمن وقتل أبنائه وتخريب منجزاته .. فقط علينا تذكر أننا أمام أحداث ومواقف وحروب كاشفات فاضحات، وأنه حان لنا كيمنيين تحديدًا أن نهدأ من روع السؤال الاستنكاري .. ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار.
· لم تعد صورة مواقفنا العربية مرتجة ولا حتى متقلبة، وإنما بان الحال الذي استقر عليه حيث لا حياة إلا بمشيئة إسرائيل ، وإلا فأين تجليات مكة والمدينة بحرميها ؟ وماذا بقي من وقفة المسلمين في عرفات الله ؟ ولماذا بيعت القدس تحت شمس الوقاحة ؟ وما الذي حدث لمصر حتى تكون شاهداً صامتاً على احتلال بغداد بعد شنق صدام حسين وما هذه الإستماتة لتدمير سوريا طمعاً في تركيع عاصمة الأمويين بعد الذي الحقوه بعاصمة العباسيين؟ ثم كيف للأردن والسودان وجيبوتي أن تتحول لأنظمة للفوز برشاوي تعذيب اليمنيين على ذمة الحصار واشتراطاته الظالمة ؟
· أما وقد حدث ما حدث فليس أمام اليمني سوى الصمود أمام العدوان دونما إغفال لحقيقة أن من أشكال الصمود المهمة هو تفعيل أداء ما تبقى من المؤسسات والرقابة العادلة التي تمنع تجار الحروب ممن يرون العدوان والاحتراب فرصة للفساد والتكسب وتعطيل الوظيفة العامة لتتحول إلى خليط من صور المحسوبية والتكسب الانتهازي .. ويتم ذلك خصماً من حقوق فقراء صاروا جِلداً فوق عظم بانتهازية وأطماع شاركت العدوان في تسويد عيش الناس ودفعتهم إلى المزيد من الإحساس بالملل واليأس .