سلّم نفسك
أشواق مهدي دومان
أنا اليمني الشّامخ أنطق لغة السلام في قلب الحرب ..
كلمتي خالدة ،سيمفونية يحق لي و لبني وطني أن يُكتبوها شعرا، و يتغنوا بها لحناً مجيداً ، وقصصا تقصّ على العالم الصّامت حكايا نصر لنا كفتية آمنا بربنا ، وجاهدنا فيه ، فكتب الله لنا قوة نستمدها من قوة السماء ، وإن كنّا في الأرض بين الجبال الوعرة نُقصف ليلاً ونهاراً حتى يُسقط العدوُ عزمنا (كما يتوهّم) ،حتى تُثخننا الجراح فنركع ونخضع للقاصف من علو…
سلّم نفسك :
كلمة وجّهها رجال اليمن (رجال الله) ، أحفاد الأنصار الذين تظل الرجولة فيهم ولهم حقا موروثا أصيلا مخلوقا في جيناتهم التي نطق بها وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه حين قال:
” نحن قوم أولو قوة وأولو بأس شديد”..
رجولة لم تُكتب إلا في صفحات القرن الواحد والعشرين بقلم اليمني ، فقد تكسّرت أقلام العرب جميعهم ، وتساقطوا كالفراش المبثوث أمام مصالحهم الوهمية حين اجتمعوا في ليل ،وباعوا العروبة والإسلام ،وباعوا أصل الحضارات ومنبعها(يمن الإيمان ووطن الحكمة) ؛ فتداعت أقلامهم للانكسار فانكسرت بذلة وخِسّة،وتساقطوا،وتهاووا كهُبل ويغوث ونسر…
و بقي اليمنيّ وحده يكتبها بدمه : لارجولة إلا لنا(أحفاد الأنصار) ، و لانصر إلا بنا …
ياسعودي:سلّم نفسك: فأنا لا أتمنى إزهاق روحك ، ولم يكن دمُك هدفاً لي في يوم من الأيام ،
ياسعودي :سلّم نفسك فلم أمعن في ذبحك ونحرك وقصفك من الجو …
سلّم نفسك فأنا لم أجمع عليك عشرين دولة ،بل العالم أجمع لقتلك..
سلّم نفسك فأنا لم أفتِ بقتلك ولم أُحلل دمك على منابر شيوخ الوهابية المتهالكة…
سلّم نفسك فأنا لم أحاصرك فتموت جوعاً إن لم تبعثر جسدك أعتى وأحقد صواريخ رُميتُ بها عاماً ونصف..
ياسعودي:سلّم نفسك فلستَ عدوي كما علّمتكَ مبادؤكم التكفيرية الماسونية العالمية …
سلّم نفسك حتّى أُعرّفكَ بي مسلماً أعبد ماتعبد و أكفر بما تكفر ..
سلّم نفسك فلستُ قاتلا لك إن جنحت للسّلم …
سلّم نفسك فأنا غير راكع ولن أخضع سوى لله..
سلّم نفسك فأنا في أرضي وتحت سمائي وأنت الجرثومة المتطفلة ، و الغاصب المحتل الجاني الذي وجب اجتثاثه من أرضي الطاهرة..
ياسعودي:سلّم نفسك ، وإلا فنيراني ستلقفك ومابك من إفك وزور ؛ فقد خُلِقت لله و للذود عن حياض هذه العقيدة السّمحة المستنيرة من القرآن وحده ، لا من كتب شيوخكم الوضعية ، البشرية ،القاصرة، الواهنة…
سلّم نفسك فأنا حرب لكل جبناء الكون ، وأنا السّلم لمن سالمني..
سلّم نفسك قبل أن ترى من قوّتي وبأسي وشدّتي ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر…
سلّم نفسك.