ميركل تدعو إلى “رد فعل متعقل” من الاتحاد الأوروبي حيال خروج بريطانيا

 
دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى “رد فعل متعقل” من قبل الاتحاد الأوروبي حيال خروج بريطانيا من التكتل.
وقالت ميركل، في تصريحات لوسائل الإعلام أذيعت أمس، إنه “قبل أخذ ردود أفعال محمومة بأي صورة من الصور ينبغي التفكير في هدوء حول ما يجب علينا أن نفعله بشكل أفضل بوصفنا الدول الـ27 المتبقية”.
وأضافت إن محادثاتها مع كل شركاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي تقريبا تدور حول هذا الأمر.. مشيرة إلى أن موضوع الأمن الداخلي والخارجي تراه كل الدول الأخرى في الاتحاد على أنه “مسألة ضخمة”.
في الوقت ذاته، عبرت المستشارة الألمانية عن تفاؤلها حيال توصل الدول المتبقية في الاتحاد الأوروبي إلى حل جيد لفترة ما بعد خروج بريطانيا.. وقالت “لقد وجدنا في أوروبا في السنوات الأخيرة الكثير والكثير من الحلول، وفي هذا الشأن علينا أن نواصل العمل على الجوانب الصعبة”.
يذكر أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي تعتزم إجراء مشاورات داخل مجلس وزرائها يوم الأربعاء المقبل حول استراتيجيات الخروج من بريطانيا.
من جانب آخر شدد فرانك فالتر شتاينماير، وزير الخارجية الألماني، على ضرورة وقف المواجهة مع روسيا، حسبما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية، امس.
وجاء تصريح شتاينماير أثناء كلمة ألقاها خلال المؤتمر الـ15 للسفراء الألمان في الخارج الذي جرى في مقر الخارجية الألمانية، حيث قال: “لا نستطيع أن نعرض عن روسيا التي غدا الوضع فيها معقدا للغاية. بالعكس، علينا أن نجد الطريق من أجل الانتقال من مرحلة المواجهة، والتوتر المتزايد إلى التفهم الثابت للأمن المشترك”.
وبحسب شتاينماير فإن الأمن الحقيقي “يمكن التوصل إليه عندما يشعر الآخر كذلك أنه في مأمن أيضا”.
أما من جانب العلاقة الألمانية- التركية فقد أفاد قال مايكل روث وزير الشؤون الأوروبية الألماني لمحطة تلفزيونية امس إن حكومته حققت بعض التقدم في المحادثات مع تركيا بشان السماح للمشرعين الألمان بزيارة 250 جنديا متمركزين في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية.
وقال روث لمحطة سودفستراندفانك التلفزيونية بعد عودته من زيارة لأنقرة أنه لمس “تقدما كبيرا” بشأن هذا الموضوع وعبر عن أمله في أن يُحل قريبا.
ومنعت تركيا المشرعين الألمان من زيارة القاعدة الجوية ردا على قانون أصدره البرلمان الألماني في يونيو وصف فيه أعمال القتل التي مارسها الجنود العثمانيون بحق الأرمن عام 1915م بأنها إبادة جماعية.
وتستخدم ست طائرات استطلاع ألمانية فضلا عن طائرة تزويد بالوقود القاعدة الجوية التركية في إطار عملياتها الداعمة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش.
إلى ذلك قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن موافقة أنقرة على زيارة وفد نيابي ألماني لقاعدة إنجرليك الجوية، مرهونة بموقف برلين الرسمي من قضية “إبادة الأرمن”.
يذكر أن أنقرة تمنع وفد النواب الألمان منذ يونيو الماضي من زيارة إنجرليك حيث ترابط القوة الألمانية المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم “داعش”.
وأكد جاويش أوغلو بشكل رسمي ما ذكرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية حول إصرار أنقرة على الربط بين زيارة البرلمانيين الألمان لـ إنجرليك، وموقف الحكومة الألمانية من قرار البرلمان(البوندستاغ) الذي سبق له أن اعترف بإبادة الأرمن في الامبراطورية العثمانية في أثناء الحرب العالمية الأولى. وتطالب أنقرة الحكومة الألمانية بالنأي بنفسها عن موقف البرلمانيين الألمان حول هذه لمسألة.
وقال الوزير التركي في مؤتمر صحفي عقده امس: “الزيارة إلى قاعدة إنجرليك التي يريد النواب الألمان القيام بها، مرهونة بالخطوات التي ستتخذها ألمانيا. وإذا أقدمت برلين على الخطوات اللازمة، فنحن سنسمح بهذه الزيارة، وإذا لا، فعليهم ألا يجدوا غضاضة.. إننا لن نسمح لأولئك الذين يحاولون التلاعب بتاريخنا، بزيارة منشآتنا الاستراتيجية”.