لا إرهاب..عدالة..(2)
هلال جزيلان
يقول المهاتما غاندي «كما أن الرجل لا يقدر أن يعيش في جسد شخص آخر, فإن الأمم أيضاً لا تحب أن تعيش في حكم أمم أخرى, بغض النظر عن مدى نبل وعظمة الأمم الثانية»..
هذا هو المقياس فلا تعتقد بأنك لو تسعى لتسيطر على العالم أنك ستكسب مودتهم, بالعكس بل ستخسرهم تماماً وستجني في المقابل إرهاباً.. وهنا اللوم يعود عليك لأنك قد بدر منك سوء التعامل هذه هي الحقيقة، فعندما تسعى، للإستيلاء على ثروات دولة أخرى، وعلى مكتسبات مجتمع آخر، وتسعى لتغيير ثقافة مجتمع آخر ،بطرقك اللامثالية هل تنتظر منهم السلام مقابل ذلك؟؟
لا يوجد سلام أنت ستحصل على إرهاب بلا شك، أنت الذي تزرع وأنت في المقابل تحصد، لأنه لا يوجد عندك عدل في الرؤية ولا رؤية للحياة أصلاً كاستحقاق إنساني، وبهذا تدعي الإنسانية وهي لا تظهر عليك ,وإنما تظهر عليك البراغماتية النتنة وهذا للأسف!! ما تسير عليه الدول الغربية اليوم رؤية استعمارية بحته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومع هذا تشكو من الإرهاب وتقوم تلك الدول بشن الحرب عليه باعتقادها أنها تنقذ العالم من هذا الذي تسميه «خطر الإرهاب» ولهذا قال موتسي تونغ: «أن تقتل إنساناً من أجل خير العالم أمر يتناقض مع خير العالم، ولكن أن تتألم وتضحي بنفسك من أجل العالم ذلكم هو الخير كل» فلو أنها غيرت هذه السياسة التي تتنافى مع السلام الذي هو الحرب، لماذا لا تعود لنفسها وتصالح أولئك الذين يقومون بإرهابها وتتبنى نظرة عادلة تجاههم؟؟، فقط.. لحصل ما تتمناه،ماذا لو أن قامت بنوع من التضحية بحق لكسبت شعوب العالم في صفها، فالعنف لا يولد إلا عنفاً مهما كان، وقد قال في هذا المهاتما غاندي الآتي:
«أعترض على العنف لأنه يبدو أنه خير في ظاهِره, والخير فيه مؤقت, بينما الشر الذى يسببه دائم»، فلا وجود للحرب إن أردنا في المقابل سلام، الأمر سهل طبعاً لو أن الدول تلك فقهت ذلك، ولكن حب السيطرة والقوة مازال سائداً والاستحواذ أيضاً حاصل ومفهوم ومعمول به للأسف!!
وعلى فكرة لا يوجد انتصار يأتي بالعنف أبداً ولو كان في ظاهره نصراً فهو هزيمة في الأصل ولهذا يقول المهاتما غاندي ايضا: «النصر الذى يحقق من خلال العنف مساو للهزيمة, لأنه مؤقت» أي بمعنى حتى لو انتصرت تلك الدول على الإرهاب بالإرهاب الذي هو خيار الحرب فلا تعتقد أنها انتصرت، إن هذا لا يتأتى، لأن الانتصار في ذلك مؤقت، هي الحقيقة لكنهم لا يفقهون حتى يقعون، وهنا سأطرح مثالا لرؤية عادلة لزعيم حقيقي هو المهاتما غاندي عندما سئل إذا كان هندوسياً رد قائلاً: «نعم.. وأنا أيضاً مسلم, مسيحي, بوذي, و يهودي» إي أنه ينظر للجميع برؤية واحدة عادلة دون تحيز، لو أن الكل اعتمد هذه الرؤية في جوهره يا ترى هل سنعاني إرهاباً يوماً ما؟ أو أنه في المقابل الإنسانية ستعيش في سلام ؟؟ لكن للأسف!!.