الجنوبيون لن‮ ‬يقبلوا الإقصاء في‮ ‬الدولة اليمنية المقبلة


لقاء/أحمد بن زاهر –
أكد أستاذ الإدارة المشارك بجامعة حضرموت الدكتور عبدالله الخلاقي‮ ‬أن القضية الجنوبية تعد المحور الأساسي‮ ‬والقضية الأهم لمختلف المشاركين بمؤتمر الحوار الوطني‮ ‬وهذا‮ ‬يتطلب الوقوف أمامها بمسئولية للخروج بحلول جادة ومرضية لكافة الجنوبيين‮.‬
مشيرا إلى أن البديل إذا لم تجد القضية الجنوبية حلاٍ‮ ‬عادلاٍ‮ ‬سيكون الشتات والانفصال وعهذا ما لا‮ ‬يتمناه اليمنيون‮.‬
كما تطرق الدكتور الخلاقي‮ ‬في‮ ‬الحوار التالي‮ ‬إلى التغيير الذي‮ ‬شهدته اليمن وإلى نظام الحكم الذي‮ ‬يرجوه لليمن الموحد فإلى التفاصيل‮:‬
• ‬بداية كيف تنظرون لمؤتمر الحوار الوطني¿
‮- ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬الشامل الذي‮ ‬بدأ أول جلساته‮ ‬يوم‮ ‬18‮ ‬مارس الجاري‮ ‬هو ثمرة جهد دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬وبدعم دولي‮ ‬واسع لما شكله اليمن من أهمية جغرافية وديمغرافية وموقعه الاستراتيجي‮ ‬حيث‮ ‬يقع على خط التجارة الدولية ويواجه دول القرن الأفريقي‮ ‬المتسم بعدم الاستقرار وبسكانه ومهاجريه المنتشرين في‮ ‬عدد كبير من دول العالم وخصوصا الإسلامية ولهم تأثير كبير بها فانفلاتهم‮ ‬يشكل خطرا على المنطقة والمصالح الدولية فعلى الفرقاء السياسيين أن‮ ‬يعوا جيدا ما هو المطلوب منهم لجعل اليمن والمنطقة تعيش وضعا طبيعيا وعليهم إزالة كل ما علق من مساوئ خلال السنوات الماضية وخصوصا أن‮ ‬عن تلك الحقبة موزعون على كافة الأحزاب السياسية التي‮ ‬حكمت اليمن‮ (‬مؤتمر‮- ‬وإصلاح‮- ‬واشتراكي‮) ‬فقد مارست هذه القيارة أسوأ الأعمال التي‮ ‬قادت إلى ما نحن عليه اليوم‮.‬
القضية الجنوبية
• ‬ما هي‮ ‬رؤيتكم لحل القضية الجنوبية¿
‮- ‬إن القضية الجنوبية أهم موضع مطروح على المؤتمر بل هي‮ ‬حجر الزاوية الذي‮ ‬يبقي‮ ‬بنيان هذه الوحدة أو‮ ‬يهدها وبالتالي‮ ‬لا بد من عرض كل المشاكل والممارسات السيئة بكل صراحة وخصوصا مسألة بناء الدولة المستقبلية فالجنوبيون لن‮ ‬يرضوا بأن‮ ‬يكونوا مهمشين في‮ ‬الجيش ووزارة الخارجية وغيرها من الوزارات السيادية‮ ‬ولا بد من إعادة بناء الدولة ومؤسساتها بما‮ ‬يجعل الأخوة الجنوبيين‮ ‬يثقون بعدم الانقلاب عليهم أو السيطرة من قبل قيادات من المحافظات الشمالية كما هو سائد كما أن إعادة كل ما نهب ضرورة ملحة ومحاسبة الذين عاثوا في‮ ‬الأرض فساداٍ‮ ‬وأثروا على حساب الشعب وقادوا البلد إلى الهاوية‮.‬
وأضاف‮: ‬إن الأمل معقود على مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬للخروج بالبلد من المأزق الذي‮ ‬تعيشه لأن البديل هو الانفصال إذا ما استمرت القيادات من المحافظات الشمالية تروج للوحدة دون أن تعمل على خلق الاطمئنان لأبناء الجنوب‮ ‬كما أنه لا بد من توفير الندية والمساواة في‮ ‬إدارة شئون البلد‮ ‬وعليهم أيضا رفع الوصاية عن القيادات الجنوبية المختارة من أحزابها وكل من له صفة حزبية‮ ‬لابد أن‮ ‬يشعر المواطن بأن من هم في‮ ‬القيادة من أبناء الجنوب الذين‮ ‬يعملون من أجل خلق ظروف جيدة له وأن‮ ‬يرفعوا الظلم الذي‮ ‬وقع عليهم وعلى الأحزاب السياسية خاصة‮ (‬المؤتمر‮- ‬الاصلاح‮- ‬الاشتراكي‮) ‬ان تختار قيادات جنوبية تتصف بالنزاهة وقوة الشخصية وحبها لتطبيق النظام والقانون‮ ‬كما انه لابد من إعطاء ضمانات بعدم تكرار ما حدث خلال السنوات الماضية‮ ‬وأملنا كبير في‮ ‬مؤتمر الحوار الوطني‮ ‬في‮ ‬إخراج البلاد مما هي‮ ‬فيه‮ ‬خاصة وأن مؤتمر الحوار‮ ‬يحظى برعاية دولية ستشكل ضغطاٍ‮ ‬على كل من‮ ‬يخرج على منطق السير في‮ ‬الحلول الناجعة‮.‬
مفهوم التغيير
• ‬الا ترون بأن التغيير الذي‮ ‬شهدته اليمن‮ ‬يؤسس لدولة‮ ‬يمنية حديثة¿
‮- ‬إلى حد الآن لم‮ ‬يحدث أي‮ ‬تغيير بالمفهوم الصحيح لكلمة التغيير فالأوضاع الأمنية سيئة للغاية والممارسات الإدارية‮ (‬الإدارة العامة‮) ‬والوزارات والمحافظات لم تشهد تقدماٍ‮ ‬فالإدارة فالتة من عقالها والمحاكم والنيابات العامة لا هيبة لها‮ ‬وأحكامها سارية المفعول على مستوى مكاتبها فقط إلا من كان قويا وقادرا على تطبيق وتنفيذ الحكم كشيخ أو نافذ له سلطة اجتماعية ويقدر على تحمل أعباء التنفيذ ومتطلباته لهذا فإن ما حدث ويحدث هي‮ ‬أعمال تهدف إلى استنزاف أحوال الدولة وعرقلة الوصول إلى التغيير الحقيقي‮ ‬والسبب عدم الانضباط من قبل الوزراء والمحافظين والوكلاء ومدراء العموم والقيادات الحزبية وأيضا بسبب فقدان المحاسبة والاختيار السيئ للقيادات‮ ‬فهذه القيادة لن تسمح بإحداث تقدم وتطور في‮ ‬العمل الاداري‮ ‬بمؤسسات الدولة‮ ‬فالدولة إلى حد الآن فشلت في‮ ‬إدارة شؤون المواطن بسبب القيادات السيئة‮ ‬غير الكفؤة‮.‬
تطور الوعي‮ ‬الاجتماعي
• ‬المواطن في‮ ‬شمال الوطن هو المواطن في‮ ‬جنوب الوطن‮ ‬يطمح للعدل والمساواة‮ ‬ما رأيك في‮ ‬ذلك¿
‮- ‬المواطنون في‮ ‬المحافظات الشمالية وقع عليهم‮ ‬غبن كبير وهذا واضح للعيان ولكنه حدث ولازال‮ ‬يحدث برضاهم وبدعم من أفراد القبيلة فالمواطن في‮ ‬الشمال خاضع لشيخ القبيلة فحيثما ذهب الشيخ توجه معه المواطنون بل إن أفراد القبيلة‮ ‬يتجمعون ويتجمهرون أمام بيت الشيخ تأييداٍ‮ ‬له ولتصرفاته‮ ‬على المواطنين في‮ ‬المحافظات الشمالية أن‮ ‬يتحرروا من قيود المشيخة أولاٍ‮ ‬ثم عليهم الانطلاق إلى المسألة السياسية التي‮ ‬هي‮ ‬الأساس لبناء دولة المستقبل بآفاتها الرحبة‮ ‬أما في‮ ‬المحافظات الجنوبية فالامر مختلف فقد سادت الدولة بكل قطاعها وقانونها على الحياة الاجتماعية وانصاع المواطن للدولة وليس للشيخ وهو الآن‮ ‬يريد استعادة الدولة التي‮ ‬افتقدها لأكثر من‮ ‬22‮ ‬عاما فإذا ما أردنا المساواة بين المواطنين شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬فعلى المواطن في‮ ‬المحافظات الشمالية أن‮ ‬يرتقي‮ ‬إلى مستوى الدولة ويرفع عقيدته بالتحرر من المتسلطين عليه من المشايخ وابنائهم والنافذين في‮ ‬السلطة وأن تحرر القيادات الحزبية الوسطية من القيادات التقليدية المسيطرة عليها والداعمة للمشايخ بل إن القيادات الحزبية الحالية هي‮ ‬السبب في‮ ‬التخلف الذي‮ ‬نعيشه لأنها صورة حقيقية لنفوذ المشايخ فالمسألة هنا هي‮ ‬مسألة تطور الوعي‮ ‬الاجتماعي‮.‬
نظام الحكم القادم
• ‬هل أنتم مع نظام حكم لا مركزي‮ ‬في‮ ‬إطار اليمن الموحد¿
‮- ‬الدولة القادمة‮ ‬يجب أن تكون فيدرالية تمارس فيها الفيدراليات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بمعنى أن تكون هناك حكومات محلية وبرلمانات ومحاكم فيدرالية وترتبط الفيدرالية بحكومة ذات صلاحيات محددة تكون فيها الوزارات وموظفوها من كافة ابناء الوطن‮.‬
الفيدراليات على شكل كوتة لكل فيدرالية نسبة معينة ضماناٍ‮ ‬لعدم الاستحواذ من قبل منطقة أو فرد بعينه على وزارة أو مصلحة أو مؤسسة حكومية مثل ما هو سائد الآن وبالذات في‮ ‬الجيش والخارجية‮.‬
فالقول بنظام لا مركزي‮ ‬قد مل‮ ‬المواطن من سماعه ولن‮ ‬يثق به فعلى المتحاورين في‮ ‬المؤتمر أن‮ ‬يحددوا بشكل واضح نظام الحكم القادم وأن‮ ‬يكونوا على مستوى المسؤولية والشجاعة والقدرة على تبني‮ ‬الحكم الفيدرالي‮ ‬وهو المخرج الحقيقي‮ ‬لليمن ولبقاء وحدة البلد‮.‬

قد يعجبك ايضا