ضربة يمنية قاضية

عبدالفتاح علي البنوس
* الاتفاق على تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون البلاد في مختلف المجالات يعد بمثابة ضربة يمنية وطنية قاضية لقوى العدوان ومرتزقتهم من القباقيب والأحذية في جمهورية الرياض الفندقية سبعة نجوم حيث يمثل هذا الاتفاق تجسيدا عمليا للإرادة الشعبية الساعية لتعزيز الجبهة الداخلية وسد كافة المنافذ التي كان يتسلل منها أبواق الشقاق والنفاق بهدف دق إسفين بين المؤتمر وأنصار الله، ولعل الأهمية التي يكتسبها هذا الاتفاق تكمن في توقيت الإعلان عنه في هذه المرحلة الحساسة في ظل تعنت وفد الرياض وإصراره على الحسم العسكري ووضع التعقيدات والعراقيل أمام التوصل إلى أية صيغة توافقية تنهي الأزمة اليمنية والتخندق خلف مطالب وشروط تعجيزية وغير منطقية لا تخلو من الاستخفاف والإساءة للشعب اليمني والتضحيات التي قدمها وكل ذلك في ظل استمرار العدوان والحصار والزحوفات والخروقات والانتهاكات لقرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من إبريل الماضي .
وأعتقد جازما بأن هذا الاتفاق هو بمثابة تعزيز سياسي قوي ومتين للصمود اليمني الأسطوري في مختلف الجبهات وعلى مختلف الأصعدة وسيسهم في لجم الأصوات التي عمدت في الآونة الأخيرة على إثارة البلابل و الضغائن بين المؤتمر وأنصار الله وبقية القوى المناهضة للعدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وسيعزز من وحدة الصف الوطني كما اعتبره أيضا المقدمة التي ستعمل القوى الوطنية بموجبها على رسم ملامح اليمن الجديد ومعالجة كافة آثار وتداعيات وانعكاسات الحرب العالمية الظالمة التي تعرضت لها بلادنا بكل تعقيداتها وتفصيلاتها المتعددة الأشكال والأوجه وستجعل الشارع اليمني إلا من شذ كالبنان أو البنيان وستعزز من موقف المفاوض اليمني وتمنحه فرصاً عديدة للتغلب على تعنت وحماقة وغطرسة وفد الرياض سواء في مشاورات السلام بالكويت أو في أية محطة حوار أو مفاوضات مستقبلية في حال مضى هؤلاء الحمقى خلف الإملاءات السعودية ورفضوا الدخول في حوارات ونقاشات جادة ومسؤولة تسهم في حل للأزمة اليمنية، وهو ما أنا متأكد من حصوله في ظل طغيان منطق العربدة والغطرسة السعودية الأمريكية على سير مشاورات الكويت في جولتها الثانية والانتهاكات المستمرة في الميدان المصاحبة للعدوان والحصار الشامل  .
وسيدرك آل سعود وأسيادهم وعبيدهم من خونة الداخل بأن الرهان على خيار الحسم العسكري لم يعد مجديا على الإطلاق تماما كما هو التعنت خلف مطالب غير معقولة ولا مقبولة يمثل تنفيذها المستحيل بعينه، وأعتقد بأن هذا الاتفاق يعد انتصارا للحكمة والمظلومية اليمانية التي كان لصمود شعبنا وثبات وبطولة واستبسال وتضحيات أبطال جيشنا المغوار ولجاننا الشعبية الأشاوس أبلغ الأثر في إظهارها للعالم وكشف وفضح قوى العدوان والجرائم التي ارتكبوها في حق وطننا وشعبنا قرابة العام والنصف تحت غطاء دولي وأممي ارتهن للريال السعودي .
وأتطلع كمواطن يمني إلى أن ألمس ثمار هذا الاتفاق  على أرض الواقع عن قريب  وأن تكون له انعكاسات إيجابية على مختلف الجوانب وفي مقدمتها الجانب الاقتصادي المرتبط بحياة ومعيشة الشعب في حدود الإمكانيات المتوفرة وبحسب ما ستؤول إليه الأوضاع، وأتمنى على جماهير شعبنا اليمني الوفية الصابرة الصامدة أن تخرج للميادين والشوارع العامة في مختلف المحافظات من أجل دعم وإسناد هذا الاتفاق والوقوف كما هو العهد بهم إلى جانب الوطن للتصدي للعدوان والنضال من أجل تحرير البلاد من الغزاة والمحتلين واستعادة السيادة اليمنية البرية والبحرية والجوية ووقف العدوان ورفع الحصار والحصول على تعهدات مزمنة لإعادة إعمار ما دمره العدوان السلولي الغاشم ومن ثم الانتقال نحو خطوات عملية لبناء الدولة وتهيئة الأرضية أمام جماهير الشعب لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية نزيهة وشفافة  يحتكم الجميع خلالها لصندوق الاقتراع الذي يمثل إرادة الشعب اليمني ويتنافس الجميع من أجل اليمن الأرض والإنسان والتنمية والبناء والتعمير والتطوير لا من أجل الأشخاص والأحزاب والجماعات والطوائف والمذاهب وغيرها من مظاهر وصور التفرقة والتشرذم والتشظي .
وحتى الملتقى ……. دمتم سالمين.

قد يعجبك ايضا