( قد العيد الربوع )

عبدالفتاح علي البنوس

ساعات قلائل تفصلنا عن غروب هلال رمضان وإطلالة هلال شوال واستقبال عيد الفطر المبارك كضيف جديد يخلف رمضان وهو ضيف يحمل معه الفرح والسعادة والسرور والبهجة ,حيث تتجلى فيه قيم التراحم والتواصل والتآلف التي تطغى على المشهد العيدي الذي تتعدد مظاهر وصور وأشكال وأساليب الاحتفال به من منطقة إلى أخرى بحسب العادات والتقاليد, ومادام العيد غدا فلا بد من التأكيد على عدد من النقاط الهامة التي ينبغي على الجميع القيام والتحلي بها في العيد وفي مقدمتها التأكيد على ضرورة دفع زكاة الفطر قبل صلاة العيد تطهيرا للنفوس بعد الصيام والحرص على دفعها قبل صلاة العيد لأنها حينها ستعتبر صدقة وبعد دفع زكاة الفطر يتم الحرص على أداء صلاة العيد ومن ثم زيارة الأرحام والأهل والأقارب ومنحهم عسب العيد والتي نسميها (العوادة) حيث يكون لها أثرها النفسي والمعنوي قبل المادي لدى الأرحام اللواتي يشعرن بالارتياح وهن يحظين بالاهتمام من أقاربهن ولو كان ذلك مقتصرا على مناسبة العيد .
وهنا يجب على الجميع الحرص على صلة الأرحام في هذه المناسبة والتخلي عن القطيعة والهجران فمهما حصل لا مبرر للقطيعة وخصوصا خلال العيد فلا ننسى بأن صلة الرحم هي من تجلب الرزق الوفير وتطيل في العمر ولأهمية ذلك جاء في الحديث القدسي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه بأن الرحم معلقة بالعرش وتقول اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ,ولعمري لا أجد أتعس وأشقى من قاطع رحمه وهو يعلم فداحة هذا الفعل وما يترتب عليه من عقوبات إلهية خصصها لهذا الجنس من البشر الذين يقطعون أرحامهم من أجل أطماع الدنيا ومتاعها الزائل أو بسبب خلافات أسرية ومشاحنات شخصية حيث ينفث هؤلاء سموم حقدهم على أرحامهم وكأنهم بذلك يعاقبوهن لأنهن طالبن بحقهن في الميراث أو اختلفن معهم أو مع زوجاتهم وما أقسى وأصعب عندما تكون القطيعة من الإبن لإمه سواء في العيد أو على مدار العام .
من الجرم الخطير هجر الأرحام في العيد وحري بمن كان على هذا الحال بأن يصلح علاقته ويتوب إلى ربه ويطلب منهن المسامحة ,فالعيد فرصة للتصالح والتسامح وتصفية القلوب فلا يفوت هؤلاء الفرصة فلا أحد يعلم كم تبقى له من العمر  ,وفي العيد ينبغي التأكيد على ضروة تلمس أحوال البسطاء والفقراء والمحتاجين واليتامى ومساعدتهم بما يرسم ملامح الفرح بالعيد على محياهم تنفيذا للتوجيه النبوي والأمر الصريح والذي قال فيه:( اغنوهم في هذا اليوم )بمعنى لا تجعلوهم يشعروا بفقرهم وحاجتهم للعون والمساعدة ,الدعممة هنا غير محمودة وهنيئا لمن جاد في هذا اليوم وبذل من ماله للمستحقين وعطف عليهم ,وفي العيد ينبغي الإكثار من الحمد لله والثناء له على ما أسبغ علينا من نعمه والجود على الأولاد وكافة أفراد الأسرة دونما إسراف فهي أيام عيد و (ما فيش داعي للحبزاز والليصصة عيجي موت ) و(هوه يوم أو يومين في السنة ورعى الله من تجمل )ما( حد بيدخل معه في قبره شي ) (يوبه واحد نفسه وعادوه طالع قبل ما ينزل نازل وبعدين يمكنها تلباج يا ليتني -يا ليتني) .
العيد مناسبة للسرور لذا نوجه رسالة موجزة لأولئك الذين أدمنوا على الدبور نقول لهم فيها :صلوا على النبي و(أجمعوا دومان) و(اتعوذبوا من أم الدرعان) و(بطلوا الجنان) عيد (عيدوا ساع الناس) وأجلوا عرض مسلسل الدبور حقكم إلى ما بعد العيد وما (فيش) داعي للفتن والمصائب التي تصنعوها وتختلقوها هكذا (خوره) و(تبراش, خلوا الناس (يعيدوا ويفتهنوا لهم) ويكفيهم وساخات وقذارات قوى العدوان ومرتزقتهم ,لاتفسدوا عليها العيد بحقكم البطولات العيدية الخارقة, (لا تزيدوا تضنكونا أكثر مما قد أحنا ضانكين )أمانة فاض الكيل (وفار التنور وقديه في النخر) كان على الأقل احترموا العيد الضيف الجديد (وافتهنوا لكم شوية من الدبور المحلق فوق رؤوسكم) على الأقل قد أسمه عيد يا (جن) (شغالين قرعة) ولا تقل صناعة يابانية وكالة, وفي العيد حاولوا تبسروا لكم (مهره) وعمل ثاني غير (الدبور) وهذا (مش عيب) ولا (نقص في حقكم)  جربوا تبطلوا الدبور هذا العيد و(عتبسروا) الفرق بأم أعينكم وبدون ما حد يقل لكم وبالمجان والتجربة خير برهان.
وفي الأخير هناك مقولة متداولة تقول : على حسابك قد العيد الربوع وها هي تتحقق في هذا العام فعلى حسابنا قد العيد غدا الربوع , وبهذه المناسبة الدينية نبارك للجميع ونرسل لكم تهانينا عبر صفحات جريدة الثورة الغراء: عيدكم مبارك ومن العايدين السالمين الغانمين الفائزين وحجاج زائرين وحراوه مقبعين (للعزبان فقط) وكل عام وأنتم والوطن بألف ألف خير وتقبل الله منا ومنكم خالص الأعمال , وقبل ما أنسى (لا تزيدوا اللعفتة وتمكنوها عصير وقلي وزبيب) (شويه شويه لاتبشموا علينا) عاد (إحنا بحاجتكم ) وما فيكم (سخى تبشموا) .
وعساكم من عواده وأنتم في خير وسعادة  و حتى الملتقى ………دمتم سالمين .

قد يعجبك ايضا