عليٌ يسقطُ شهيداً في عاصمة دولته

محمد المطري

في مثل هذه الأيام وفي مثل هذه الليالي وفي شهر رمضان المبارك في  سنة اربعين للهجرة نرى عليا يسقط شهيدا في عاصمة دولته وفي باب محرابه .بالرغم من أن دعوة رسول الله (ص) كانت بالشكل الذي تخلق ساحة للعظماء وتخلق التفافا تحت راية العظماء.
لا أن نراهم يتساقطون واحداً تلو الآخر مع أن القرآن أمر المسلمين بأن يكونوا مع الصادقين لا أن يقتلوهم وهم في مقام العبادة والتضرع والخشوع بين يديِ لله عز وجل.
ففي هذه الحادثة المؤلمة دروس وعبر كثيرة نستفيدُ منها خاصةً ونحن نواجه هذا العدوان الكبير على بلدنا الحبيب. فتكون هذه الذكرى محطةً لترسيخ القيم والمبادئ الإسلامية التي جاء بها ديننا الحنيف.
ففي موضوع الشهادة مثلاً فقد كان عليٌ يعلم يوم أُخبرَ بأن لحيته ستُخضَبُ من دم رأسه هذا الخبر لو يأتي لشخصٍ منا ربما قد يكون مزعجاً قد ينظر الى ما حوله ينظر الى أسرته الى أولاده فيبدو متأسفاً ويودع نفسه حيناً بعد حين وينتظر متى يخضِبُ دمُ رأسِه لحيته, لكن علياً كان يهمه شيءٌ واحدٌ فقال (يارسول الله أفي سلامةٍ من ديني؟) قال نعم قال إذاً لا أبالي. إذاً فما أحوجنا الى هذه المشاعر.
وبهذا كان موقف عليٍ منسجما مع القرءان الكريم الذي يقول (يأيها الذين آمنو اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنَ إلا وانتم مسلمون) فبعد أن ضربه إبنُ ملجم صاح بكلماته الشهيرة ’ (فزتُ وربِ الكعبة)   لماذا قال هذه العبارة.لأنه سار على منهجيةٍ هي منهجيةٌ يفوزُ من سار عليها…