الثورة نت/..
تتجدد المواجهة بين العملاقين الإسباني والإيطالي في كأس أوروبا لكرة القدم ولكن هذه المرة في ثمن النهائي الذي يعد بمثابة نهائي مبكر الاثنين 27 يونيو/حزيران في باريس.
فقبل أربعة أعوام، قدم المنتخبان عروضا رائعة وبلغا معا المباراة النهائية الذي أكد الجيل الذهبي لإسبانيا فيها تفوقه التام برباعية نظيفة.
وكان الموقف قاسيا جدا مطلع يوليو/تموز 2012: ثنائية إسبانية في الشوط الأول عبر دافيد سيلفا وجوردي البا وأخرى في الثاني بتوقيع فرناندو توريس وخوان ماتا.
وخاضت إيطاليا آخر نصف ساعة من تلك المباراة بعشرة لاعبين بسبب إصابة تياغو موتا بعد استنفاد المدرب تشيزاري برانديلي التبديلات الثلاثة.
واجتازت إسبانيا عقبة إيطاليا أيضا في ربع نهائي كأس أوروبا 2008 أيضا بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادل سلبي في طريقها إلى اللقب الثاني في تاريخها بعد عام 1964.
تتفوق إسبانيا على إيطاليا في المواجهات الأخيرة، فقد خسرت أمامها مرة واحدة في آخر 11 مباراة جمعت بينهما وكانت 1-2 في مباراة ودية عام 2011.
وفي البطولة الحالية، بدت معطيات المنتخبين الإسباني والإيطالي جيدة جدا بعد حسمهما التأهل من الجولة الثانية إثر فوزهما بالمباراتين الأولين، لكنهما سقطا في الجولة الثالثة، إسبانيا أمام كرواتيا 1-2، وإيطاليا أمام جمهورية إيرلندا بالنتيجة ذاتها.
بدأت إسبانيا البطولة بفوز صعب على تشيكيا 1-0، ثم تغلبت على تركيا بسهولة 3-0 وحسمت تأهلها، قبل أن تخسر في المباراة الثالثة أمام كرواتيا 1-2.
وحلت اسبانيا ثانية في المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، بفارق نقطة خلف كرواتيا (خسرت أمام البرتغال 0-1 السبت وودعت البطولة من ثمن النهائي)، ما أدى إلى اصطدامها مبكرا بإيطاليا متصدرة المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط أيضا ولكن بفارق الأهداف أمام بلجيكا.
والخسارة أمام كرواتيا هي الأولى لإسبانيا في 15 مباراة في البطولة.
وكانت إيطاليا حققت فوزا لافتا على بلجيكا في الجولة الأولى 2-0 بعد أداء نال إشادة واسعة امتاز بالتنظيم والواقعية، ثم حسمت تأهلها بفوزها على السويد 1-0 في الجولة الثانية، قبل أن تسقط أمام جمهورية ايرلندا في الثالثة.
وإذا كان مدرب إسبانيا فيسنتي دل بوسكي اختار الاحتفاظ بنفس التشكيلة في المباريات الثلاث، فإن أنطونيو كونتي مدرب إيطاليا والذي سيترك منصبه للإشراف على تشيلسي الإنجليزي بعد البطولة أراح ثمانية لاعبين أمام ايرلندا.
أفضلية إسبانية
تشارك إسبانيا في كأس أوروبا للمرة العاشرة، وقد ظفرت باللقب في أول مشاركة لها في النسخة الثانية التي استضافتها عام 1964 على حساب الاتحاد السوفياتي بطل النسخة الأولى.
وبعد فشلها في التأهل اعوام 1968 و1972 و1976، فإنها عادت إلى البطولة في 1980 في إيطاليا وخرجت من دور المجموعات، لكنها بلغت المباراة النهائية للنسخة التالية في فرنسا وخسرت أمام البلد المضيف في 1984. خرجت من دور المجموعات عام 1988 في ألمانيا، وفشلت في التأهل عام 1992 في السويد، ثم خرجت من ربع نهائي 1996 في إنجلترا و2000 في بلجيكا وهولندا، ومن دور المجموعات عام 2004 في البرتغال، قبل أن تحرز اللقب في النسختين الأخيرتين في 2008 بسويسرا والنمسا و2012 في أوكرانيا وبولندا.
أما إيطاليا فقد أحرزت اللقب في مشاركتها الأولى على أرضها عام 1968، ثم حلت رابعة أيضا على أرضها في 1980، وفي نسخة 1988 بلغت نصف النهائي، وأفضل نتائجها في الألفية الثالثة حلولها وصيفة في 2000 و2012.
وتسعى إسبانيا لأن تكون أول من يتوج بطلا لأوروبا 3 مرات متتالية، وهي وصلت إلى المجد العالمي أيضا بين هذين الإنجازين بإحراز لقب كأس العالم في جنوب أفريقيا عام 2010 على حساب هولندا بهدف لاندريس انييستا، لكنها خرجت من الدور الأول في مونديال البرازيل 2014 حيث تعرضت لصفعة قوية بخسارتها المذلة أمام هولندا 1-5.
فابريغاس ضد كونتي
اعتبر لاعب وسط منتخب إسبانيا سيسك فابريغاس الذي سيلعب تحت إشراف كونتي في تشيلسي الموسم المقبل “أن الطريقة التي يلعب بها منتخب إيطاليا تتطلب بذل أقصى ما يمكن أمامه”.
وتابع “يجب أن نعود لتقديم أفضل مستوياتنا لأنهم لن يتوقفوا عن الركض والقتال على كل كرة. لديهم دفاع قوي جدا ويجيدون الاستفادة من الفرص”.
ويملك دل بوسكي من دون شك الأسلحة اللازمة في التشكيلة لتقديم مباراة رائعة، برغم الارهاق جراء خوض ثلاث مباريات في الدور الأول، ففضلا عن انييستا وفابريغاس هناك جوردي البا وسيرخيو راموس (اهدر ركلة جزاء امام كرواتيا) ودافيد سلفا والمهاجم المتألق الفارو موراتا المطلوب من أبرز الأندية الأوروبية والذي بدأ ريال مدريد اجراءات استعادته من يوفنتوس الإيطالي.
وكان دل بوسكي قال بعد الخسارة أمام كرواتيا “إنها ليست الطريق التي كنا نرغب فيها. هذه كرة القدم، كانت المباراة في متناولنا، لكن في كرة القدم لا يمكنك الاسترخاء. سنحاول التعافي من هذه الخيبة ونستعد لمباراة الاثنين”.
إيطاليا تفتقد كاندريفا
سيعود كونتي من دون شك إلى التشكيلة التي بدأ بها البطولة أمام بلجيكا ونالت الثناء، بعد أن أجرى أمام ايرلندا ثمانية تغييرات.
وانتقدت الصحافة الإيطالية ضعف خط الاحتياط في المنتخب الإيطالي مشيدة فقط بسرعة بعض اللاعبين كلرونزو أينسيني (شارك مكان تشيرو ايموبيلي في آخر ربع ساعة) وستيقان الشعراوي (حل مكان دي تشيليو في آخر عشر دقائق).
وكان كونتي اشتكى من صعوبة القرعة بالنسبة إلى منتخب إيطاليا “الذي وقع في مجموعة صعبة وعليه أن يواجه إسبانيا في ثمن النهائي”، مؤكدا في الوقت ذاته “لكن يجب أن نحترم القوانين”.
وترتكز تشكيلة كونتي الأساسية على الحارس جانلويجي بوفون، وأندريا بارزالي وليوناردو بونوتشي وغورغو كييليني وماركو بارولو ودانييلي دي روسي وايمانويلي جاكيريني وماتيو دارميان وايدر وغراتسيانو بيليه.
والغائب الوحيد من التشكيلة التي بدأت البطولة سيكون لاعب الوسط أنطونيو كاندريفا وذلك لإصابة في المحالب.
وقال زميل كاندريفا المدافع أندريا بارزاغلي “نشعر بالخيبة بالنسبة إلى كاندريفا لأننا ندرك أهميته بالنسبة إلى الفريق. لقد كان رائعا في المباراتين الأولين لكننا في النهاية 23 لاعبا وستكون الفرصة سانحة أمام أحدهم للحول بدلا منه”.
وأصيب كاندريفا في المباراة الثانية في البطولة ضد السويد ومنذ ذلك التاريخ وهو يخضع لتدريب خاص بمفرده.
ومن المتوقع أن يحل بدلا منه اليسيو فلورنزي في مركز الجناح الأيمن.
المصدر: أ ف ب