نصائح رمضانية للمصاب بفقر الدم

ضعف مكونات الغذاء وافتقاره للعناصر اللازمة للجسم؛ مشكلة تأتي بنتائج غير محمودة ، ومنها التسبب بفقر الدم أو بمشاكل أخرى – شائعة في مجتمعنا- ترتبط بسوء التغذية؛ تبعاً للعناصر الضرورية التي يفتقر إليها الجسد ويؤكد الدكتور وليد أحمد الدبعي استشاري كيمياء التغذية أن فقر الدم ليس مرضاً واحداً؛ بل يتشكل من مجموعة كبيرة من الأمراض تتقاطع جميعها حول عاملٍ واحد وهو وجود نقص في المعدل الطبيعي لصبغة الدم (الهيموجلوبين)، حيث المعدل الطبيعي لكميتها في الدم عند الذكور كحدٍ أقصى (18)غراماً في كل(100)سنتمتر مكعب من الدم، في حين أن الحد الأقصى للمستوى الطبيعي منها لدى الإناث(16)غراماً في كل(100)سنتمتر مكعب من الدم.
وعلى كلٍ، يصحب المستوى المنخفض لصبغة الدم (الهيموجلوبين) في كل أنواع فقر الدم خصائص مرضية وخاصة في كريات الدم الحمراء، وتبعاً لذلك فإن الاختصاصي في أمراض الدم يستطيع بمجرد فحص دم المصاب بـ (الأنيميا) أن يميز نوعه الذي يعاني منه المريض.

وفي معرض تناولنا للمشكلة سنسلط الضوء فقط على فقر الدم المرتبط بسوء التغذية، إذ بات- حالياً- أكثر اتساعاً من ذي قبل بسبب تدهور الحالة المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، ومن دواعيه: الجهل بأسس التغذية الصحيحة وأهمية حفظ القيمة الغذائية للأطعمة المختلفة من خلال إعدادها إعداداً سليماً بما لا يدع الجسم عرضة لشكلٍ أو أكثر من أشكال عوز التغذية الذي يعتبر أحد أسباب فقر الدم.
ولا ترتبط الإصابة به بجنس معين ولا تقتصر على فئة عمرية بعينها، فالذكور والإناث من مختلف الأعمار يصابون به.
بيد أن إصابة الإناث في سن الإنجاب تعد ضعف نسبتها عند الذكور؛ وهذا عائد إلى زيادة حاجة الأمهات إلى الحديد أثناء الحمل والولادة وخلال فترة الإرضاع.
وقد أظهرت دراسة- أجرتها منظمة الصحة العالمية- أن معدل الهيموجلوبين أقل مـن معدله الطبيعي لـدى(4%) من الذكور و(8%) من الإناث في العالم، ويرتفع هذا المعدل من(2- 5)أضعاف في بلدان العالم الثالث، لكنه- بشكلٍ أساسي-  يرتبط بسوء التغذية وصعوبة الحصول على تغذيةٍ سليمة نتيجة الفقـر ورداءة الأحوال الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.
وهذا ينطبق على حال البلاد وما يبدو عليه الكثير من اليمنيين بسبب اضمحلال الاقتصاد واتساع رقعة الفقر ومع النزوح الواسع للأسر من مناطق المواجهات المسلحة والاقتتال في بعض المحافظات والمناطق اليمنية بصعدة وأبين وحجة وأرحب والتي شهدت العام الماضي وحتى فترة قريبة مواجهات دامية أجبرت الكثير من الأهالي على الفرار إلى مناطق آمنة.
إن قدرة جسم الإنسان على أداء وظائفه بشكلٍ طبيعي واستمرارها في الظروف المختلفة؛ تتوقف على مقدار ما يوفره الغذاء من الاحتياجات اللازمة له كماً ونوعاً، لكن نقص هذه الاحتياجات وعدم توافر المتطلبات اللازمة في مكونات الغـذاء أو وجودهـا فيه بكميات لا تـفي بالحـاجة؛ قــد لا يـفي بمتطلبـات عــمـلية تـكـوين الـدم؛ مـن حـديـدٍ، وفيـتامـيـن (B12)، وفـولات (أملاح حمض الفولـيك)، وبـعـض المـعـادن؛ مثل(النحاس، الزنك والكوبلـت)، مما يتـرتـب عـليه الإصابة  بـالـكثـير مـن الأمـراض، والتـسبـب ببعض أنواع فقر الدم(الأنيميا)؛ وبالتحديد فقر الدم الغذائي الذي يشمـل عوز الحديد؛ وفقر الدم [بعوز فيتامين(B12) ] أو (بعـوز الفـولات).
ومن خلال الملاحظة السريرية تظهر على المريض بفقر الدم علامات: الضعف العام، التوعك، الصداع، الدوار أو الدوخة خصوصاً عند محاولة الوقوف، وكذلك ضعف الذاكرة وتدني القدرة على العمـل.
بالإضافةً إلى شحوب لون الجلد والأغشية المخاطية وخاصةً الملتحمة(الغشاء المبطن للجفن)وهشاشة الأظافر وتقوسها وتساقط الشعر.
وعند تشخيص الحالة يأخذ الأطباء – من جانبهم- عينة من دم المريض لفحصها بالمختبر؛ كي يتم التأكد من صحة التشخيص.  كما يمكن للطبيب تشخيص أنواعاً كثيرة من (الأنيميا) بمجرد أن يعرف تاريخ المرض من المريض نفسه.

وبهذا نأتي إلى حيز التعافي ووسائله الكفيلة بانتشال الكثيرين من حيز المعاناة بفقر الدم (الأنيميا) الناجم عن عدم كفاية الحديد في الغذاء، حيث يكون ممكناً عبر إعطاء المريض أو المريضة أقراص الحديد(حبوب الحديد).
وبالإمكان- أيضاً- منع عودة المرض مجدداً مع تناول الأطعمة المحتوية على كميات كافية من الحديد؛ مثل الكبدة، اللحوم، الفواكه والخضراوات وبالأخص(السبانخ، الكرفس والخس).
أما فقر الدم المعروف باسم (الأنيميا الخبيثة)، فينتج عن نقصٍ في( فيتامينB12) في نخاع العظام، وعلاجه يتأتى من خلال حقن المريض بالفيتامين ذاته على فترات طويلة.
وعند الوقوف على خط التغذية السليمة المؤمّنة احتياجات الجسم وفق معايير الكم والنوع، فذلك لكونها مهمة جداً لمثل حالات فقر الدم الناجم عن عوزٍ غذائي.
وبذلك تُستثنى الحالات الشديدة من الصيام، إلى جانب حالات فقر الدم في الظروف الاستثنائية؛ كبداية الحمل خلال الثلاثة الأشهر الأولى، وكذا الإرضاع مدة الستة الأشهر الأولى بعد الولادة.
أما بقية مرضى فقر الدم المرتبط بعوز الغذاء؛ فإن بمقدورهم الصيام مع الاهتمام بتغذيتهم جيداً، حيث تشكل جانباً مهماً  للوقاية من المرض وتبعاته.

قد يعجبك ايضا