ن …والقلم.. نبدأ من التشكيك !!!
عبدالرحمن بجاش
هل هي خاصية يمنية ان يتم التشكيك بكل شئ ؟؟!!!أم هو العجز ؟؟ فتبرر لنفسك بالتشكيك في كل شئ ؟؟ لا أقصد أشخاصا, اتحدث عن حالة عامة نبهني اليها أشخاص هم أصدقاء وزملاء, فما إن تحدث صاحبك عن أي شئ, فيدخل من باب التشكيك دائما !!! , تتحدث عن نجاح حققه أي كان , تولي فلان من الناس لموقع يستحقه , فتسمع العبارة اياها (( أكيد إنه ….)) .
يقال أن الشريعة بالظاهر, وعندما تقيم أمر ما فمما هو معلن, وبما يتعلق بالتطور الحاصل على الممارسة الحزبية والسياسية للنهضة في تونس وزعيمها راشد الغنوشي, فقد حقق النهضة قفزة كبيرة جدا, ستضع تونس على بداية الطريق الصحيح, ومثلما انتشرت نار بوعزيزي في ارجاء الوطن وجرى اطفاؤها بماء الغرب, نتمنى أن نرى التأثير يمتد من مغرب الوطن إلى مشرقه وألاّ يطفأ بماء الغرب الذي يعرف الديمقراطية غربية فقط , أما البقية فلهم حر أغسطس !.
بدأ التعليق والتعقيب بعضه (( أنها خطوة تمام ..لكن )) , قلت فورا من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !! , فالإخوان المسلمون ليسوا هم فقط من فشلوا في نقل هذه المنطقة إلى آفاق التطور , لانهم ظلوا اسيري ايديولوجيتهم العتيقة والتي توقفت هناك في الإسماعيلية او عند جيش الاخوان بالكثير !!! , بالمقابل فاليسار, والقوميون, وكل أشكال التحرر الوطني قد فشلت هي الأخرى فلم تقدم أي بديل ديمقراطي إلى اللحظة ولن تقدمه, على الأقل فالإخوان ببعدهم الدولي وافقهم المحلي ما يزالون متواجدين, وإن كانوا في مصر تحديدا والمنطقة لم يقدموا بديلا, وهنا علينا أن نتذكر ما قاله بورقيبة يوما (( باريس اقرب من مكة )) , ونجاح العدالة في تركيا لا يحسب لحركة الاخوان بقدر ما يحسب لقرب تركيا من اوروبا ورياحها, وانتمائهم للمنطقة التي هم فيها ولإرث الدولة العثمانية, لا يتورعون عن القول إن للغنوشي تأثيرا ما على تجربتهم, عودوا لقراءة أربكان وضربة البداية .
هل سنرى غنوشي في المشرق العربي؟ حتى غنوشي من اليسار؟.
أسئلة كبيرة تطرح نفسها ولن تجد لها جوابا ,. لعجز الحياة السياسية والحزبية عن أن تفرز جديدا, فقد استسلم المثقف أو غُيٍب, وذلك الذي كان فاعلا أصابه العجز أما الاحزاب فإنها صارت غبارا !! , والعقم سيظل سيد الموقف إلى أن نجد رجلا مثل الغنوشي قادرا على القفز الى الامام أو حزبا كالحزب الشيوعي الصيني .
تبقى الصورة الوحيدة النقية هناك في تونس, علينا أن نظل نتابع تطوراتها, ونساندها وإن كانت صادرة عن فصيل من الاخوان, هم جزء من الطبقة الوسطى الضامنة لأي تطور في أي مجتمع الحامل لأي مشروع , ويحسب لبورقيبة حفاظه عليها, ما افاد تونس اليوم .
سيظل التشكيك قائما في وقت عجز اليسار تحديدا عن أن يقدم أي بديل, أو أن يتقدم خطوة واحدة, لجموده الفكري تحديدا, والقوميين عجزوا هم ايضا لانهم حبيسو الماضي إذ يتحدثون عنه أكثر من المستقبل, والذي يبدو أنه تاه الطريق في العالم العربي, وخلاصة الأمر هنا أن البدائل لن نراها وسنعود الى مربعات قديمة عقيمه, ستعود بالمتصارعين أنفسهم إلى سدة الفعل هنا, فابشروا بجولة صراع قادمة وإن بعد سنوات إن لم تجد دول المنطقة ايضا رؤى لمستقبلها تنعكس على الداخل هنا, الآن العقم سيد الموقف, والتشكيك دليل العجز عنوان كل المراحل . لله الأمر من قبل ومن بعد .