تحطم أطماع نظام آل سعود في اليمن
عبدالعزيز الحزي
تاريخ نظام آل سعود وسياسته تجاه اليمن خلال المائة السنة الماضية حافل بالأطماع في الأرض اليمنية التي تم قضمها بطرق عديدة سواء بالمال أو القوة التي استمدها هذا النظام التوسعي من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والقوى الدولية العالمية المهيمنة.
ولا يزال نظام آل سعود يطمع بالمزيد من الأراضي اليمنية إذ إنه لم يكتف بما استولى عليه من أراضي اليمن(عسير ونجران وجيزان) , فالآن يطمع بأراض جديدة ومنفذ على البحر العربي وذلك بضم أراضي محافظة حضرموت.
وكان أول توسع لنظام آل سعود تجاه اليمن عام 1934م والذي تمثل باحتلال إقليم عسير ونجران وجيزان وضمه إليه، فلقد دخلت اليمن مع هذا النظام في العديد من الحروب والمناوشات المسلحة, وبرغم اتفاقية الطائف 1934م, ومعاهدة جدة عام 2000, التي أبرمت مع نظام آل سعود إلا أن هذا النظام الاستيطاني التوسعي واصل سياسته في ابتلاع الأراضي اليمنية من خلال استخدام القوة تارة والمال تارة أخرى, حيث عمد نظام آل سعود إلى شراء ذمم بعض العملاء من مشايخ ومسئولين مدنين وعسكريين في اليمن لتسهيل قضم وابتلاع الأرض اليمنية بشكل تدريجي وممنهج ومتفق عليه مع عملائهم في اليمن, كما سعى النظام السعودي في سبيل تحقيق سياسته التوسعية إلى محاربة اليمن اقتصاديا وأمنيا لتبقي اليمن دولة منهكة وضعيفة وغير قادرة على مجابهة أطماع هذا النظام أو استعادة الأراضي الشاسعة التي احتلها خلال العقود الماضية.
ولقد كشفت ويكليكس العديد من الوثائق التي فضحت النظام السعودي في كل الجوانب ونواياه الخبيثة ومؤامرته الكبيرة التي تحاك ضد اليمن،
وليس كما يدعي هذا النظام المستبد أنه جاء بمرتزقته من مختلف بلدان العالم من أجل استعادة شرعية رئيس انتهت ولايته ولم يعد له قبول لدى الشعب اليمني, لقد كشفت هذه الوثائق حقيقة أطماع آل سعود في عدوانه على اليمن وهو إيجاد منفذ بحري على بحرب مفتوح (بحر العرب) عن طريق الجمهورية اليمنية وهذا مخطط له منذ عشرات السنين مؤامرة واضحة المعالم وحقائق تكشف الستار وتفضح العدوان على اليمن.
وما يزال نظام آل سعود يتطلع إلى ضم حضرموت والمهرة إلى مملكته وذلك بطرق عديدة، فسعى هذا النظام عبر مبادرة خبيثة (المبادرة الخليجية) ساهمت إلى حد بعيد في إقرار مشروع لتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم والذي تم بمقتضاه جعل حضرموت والمهرة إقليما واحدا, وهو ما أعتبر مقدمة لتقسيم اليمن, وبالتالي الحاق إقليم حضرموت بنظام آل سعود ، لكن مع ذلك كله تحطمت رغبات نظام آل سعود على جدار قوي من اليقظة والوعي للشعب اليمني لمثل هذه المخططات، فصارت أطماع هذا النظام اقل ما يقال عنها بأنها أماني الجهلة وأحلام اليقظة وسراب بقيعة.
كما أن رغبة نظام آل سعود في فتح خط جديد كمنفذ لتصدير النفط من خلال أراضي حضرموت والاستغناء عن مضيق هرمز الذي تسيطر عليه إيران ، دفع هذا النظام التوسعي إلى محاولة فصل حضرموت عن أراضي الجمهورية اليمنية وضمها، وفي حال انفصال إقليم حضرموت فعليا فانه سيسعى إلى ضم أرخبيل جزر سقطرى وبهذا يكون لهذا النظام السيطرة على ممرات الملاحة الدولية في بحر العرب.
ولم تقتصر إطماع هذا النظام فقط على إيجاد منفذ بحري مفتوح بل تعدته إلى الرغبة في السيطرة على منابع النفط في اليمن،فلقد صدرت دراسة جيولوجية قبل نحو 20 عاما باسم (الكنز المخفي في اليمن) عن شركات مسح عالمية متخصصة في الاستكشافات النفطية كشف عن وجود بحيرة نفطية هي الأكبر في الجزيرة العربية تقع ما بين محافظات مأرب والجوف وحضرموت وشبوة وأبين, وتضم ثالث اكبر حقل نفطي في العالم, فإذا تم استثمار هذه المنطقة فانه بإمكان اليمن أن يصدر ما مقداره (5.2 ) مليون برميل من هذه المنطقة وحدها, لذلك هناك أجندة سعودية خفية في اليمن من الممر الاستراتيجي لعبور النفط, إلى السيطرة على بحيرة النفط التي وصفتها التقارير بالعظمى .
ويحاول نظام آل سعود من خلال عدوانه المستمر, وكذلك احتواء الرئيس المستقيل الفار “هادي” وبعض القيادات,الضغط على كل الأطراف من اجل المساومة والوصول إلى هدفه, وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه عام 1934م, وضمها لمناطق يمنية ( عسير ونجران, وجيزان), إلا أن ما يعيق تحقيق هذا السيناريو عدة عوامل منها ما هو داخلي, إذ أن الظروف الدولية عام 1934م هي غيرها الآن, إذ أن اليمنيين, يقفون بالمرصاد لهذه الفكرة, بل ويسعون إلى استعادة المناطق التي فقدها اليمن عام 1934, كذلك لدى الشعب اليمني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا القوة الكافية لمقاومة هذا المشروع,فلقد ظل الشعب صامدا صمود الجبال الرواسي لأكثر من عام أمام أعتا آلة عسكرية وتحالف يسانده الغرب ويداهنه الشرق، (قصف عنيف، وتدمير للبنية التحتية وخراب وقتل وتشريد ,وغارات جوية يومية على مختلف المناطق) ومن هنا نستطيع أن نؤكد ونجزم بأن الشعب اليمني لا يمكن أن يساوم في ذرة من تراب وطنه أو أن يفرط بشبر واحد من أراضيه مهما كلف الثمن .