واشنطن / وكالات
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الولايات المتحدة لا تزال غير عازمة على تنسيق عملياتها في سوريا مع القوات الروسية، لكنها تناقش مع روسيا سبل تطبيق أفضل لاحترام وقف الأعمال القتالية في هذا البلد.
وذكر المتحدث باسم البنتاجون، ماتيو ألين “لدينا مذكرة التفاهم المبرمة مع وزارة الدفاع الروسية والتي تهدف إلى ضمان أمن تحليق طائراتنا العاملة في سوريا، وهذه المذكرة تعمل بشكل فعال حتى هذه اللحظة، ونواصل استخدامها لكننا لا نتعاون ولا ننسق عملياتنا مع الروس”.
وأضاف المسؤول الأميركي “العمليات الروسية، كما أشار وزير الدفاع أشتون كارتير، تساعد وتدعم نظام الأسد الذي يصب الزيت على النار، أما نحن فنركز بشكل كامل على إضعاف وتدمير داعش”.
لكنه أكد أنهم على تواصل ” مع الروس لإيجاد مقترحات آلية مستدامة تسمح بمراقبة وتطبيق أفضل لوقف الأعمال القتالية في سوريا”، دون الخوض في تفاصيل حول هذه الآلية.
وتابع المتحدث بأن موسكو لم تتقدم باقتراح رسمي لواشنطن حول الغارات المشتركة، وقال للصحافيين “لم أشاهد سوى المقالات الصحافية نفسها التي شاهدتموها، لم نتلق أي شيء رسمي”.
وتعهدت روسيا والولايات المتحدة في بداية مايو بتكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع السوري وتوسيع وقف إطلاق النار بحيث يشمل مجمل الأراضي السورية.
وتشرف موسكو وواشنطن اللتان تترأسان مجموعة الدعم الدولية لسوريا على احترام وقف إطلاق النار منذ 27 فبراير علما بأنه تعرض لانتهاكات متكررة وواسعة النطاق في مناطق عدة أبرزها حلب في شمال سوريا.
من جانبها أكدت الخارجية الأمريكية على لسان مدير مكتبها جون كيربي أنه لا اتفاقات بين واشنطن وموسكو حول تنفيذ ضربات جوية مشتركة على الأراضي السورية.
وقال كيربي في بيان صحفي “نبحث مع شركائنا الروس، وفقا لبيان مجموعة دعم سوريا الذي تم تبنيه في فيينا الأسبوع الماضي الاقتراحات حول اعتماد آليات مستقرة للإشراف على عمل نظام وقف الأعمال القتالية وتطبيقه بشكل أفضل”.
وجاءت هذه التصريحات ردا على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي أعلن أمس الأول للتلفزيون أن بلاده عرضت على الولايات المتحدة والتحالف الدولي بقيادة واشنطن شن غارات مشتركة ضد مجموعات إرهابية في سوريا اعتبارا من 25 مايو وخصوصا جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا.
وأشار إلى أن الأمر يتعلق أيضا باستهداف المجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تدعم وقف إطلاق النار القائم في سوريا بالإضافة إلى المجموعات المسلحة والشاحنات التي تنقل السلاح والذخائر وتعبر الحدود التركية السورية بشكل غير شرعي مع ضمان عدم استهداف المنشآت المدنية والمناطق المأهولة بالسكان.
ومن المتوقع مبدئيا، أن ترفض تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والمشاركة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، شن غارات تستهدف منطقتها الحدودية.
وأوضح شويغو أن روسيا تحتفظ من جهة أخرى “بحق شن ضربات بشكل آحادي اعتبارا من 25 مايو ضد مواقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة غير الشرعية التي لا تحترم وقف إطلاق النار”.
ومن جهتها دعت الأمم المتحدة على لسان المتحدث باسمها ستيفان ديوجاريك إلى تنسيق العمليات ضد الجماعات الإرهابية في سوريا.
وقال ديوجاريك تعليقا على اقتراح روسيا المقدم إلى الولايات المتحدة حول توجيه ضربات جوية مشتركة إلى مواقع تنظيم جبهة النصرة الإرهابي في سوريا “بلا شك أعتقد أنه من المهم جدا القيام بتنسيق الأعمال الرامية إلى محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا بأفضل طريقة”.
وأوقع النزاع في سوريا منذ مارس 2011 أكثر من 270 ألف قتيل وخلف دمارا هائلا وأدى إلى نزوح نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
Next Post