22 مايو
عبدالمجيد التركي
سيكون شارع السبعين اليوم متناقضاً جداً.. هل سيستوعب فكرة الاحتفال بهذا العيد، أم أنه سيتحوَّل إلى ساحة عزاء حين تحضر أرواح الجنود الذين تساقطوا كما تتساقط النجوم، بفعل تفجيرٍ حقيرٍ لم يكن له هدفه القتل لأجل القتل فقط، وإنما كان يريد إيصال رسالة، وإسالة المزيد من الدم الذي امتلأت به ذاكرة الإسفلت.
عشرات الشهداء اهتزَّت لسقوطهم اليمن يوم الحادي والعشرين من مايو في عهد هادي، لكن سقوطهم، حينها، لم يهز شعرة في رأس عبدربه منصور وهم يتساقطون أمامه، وهو جالس على المنصَّة كأنه يشاهد فيلماً سينمائياً، ولم يهزّ وزارة الداخلية والجهات الأمنية ويدفعها لكشف الحقيقة وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.. وهذا ما طمَّع القتلة بعد ذلك للقيام بجريمة كلية الشرطة والجرائم المتعدِّدة والمتفرِّقة التي تلتها.. وحين رحلوا إلى الرياض تلاشت التفجيرات والاغتيالات!!
تحولت الفرحة إلى غصَّة كبيرة ترافق هذا العيد، إنها غصة الشهداء الذين ما زالت أرواحهم تئنُّ، ولن تهدأ حتى تتحقق العدالة بالقصاص من القتلة الذين اغتالوا وطناً بتلك الجريمة.
من سيشعر بحرقة الأمهات في هذا اليوم، وبحرارة اليُتم لمن فقد أباه في تلك المجزرة المرعبة!!
عيد 22 مايو هو العيد الأعظم، وهو الفرحة المتجددة، رغم وجود دويلات خليجية تحاول تمزيق الوطن وإعادة التشطير ليتسنَّى لها السيطرة على ميناء عدن، لأنها لن تحقق هذا إلا بالانفصال.
هناك من يتحدث أن الجنوب سيقرر مصيره في هذا اليوم، وأود أن أقول إنهم لن يفعلوا شيئاً، لأنهم يعرفون أن ملاذهم صنعاء حين تجور عليهم القاعدة التي طبَّلوا لها كثيراً وسمحوا لها برفع أعلامها في شوارع عدن، وتسمية بعض المحافظات “إمارة” تابعة للدولة الإسلامية.