” أمي اليمن ..”

عبدالخالق النقيب
هذه المرة أيضاً سأتحدث عن الوحدة وثمة ثقة تاريخية تجتاحني بلا قلق ، صحيح أن ما يجري يدفعني لاختيار لغة تبادلكم جراح وأوجاع تئن في كل بقعة على هذه الأرض ، لكنها لغة لا تلتفت لتهويمات التشرذم والانقسام ، حتى ونحن نقف على قمة المخاطر ونشاهد النيران وقد أضرمت حولنا ، اليمني يدرك أن وطنه ووحدته يتعرضان لأكبر خيانة تاريخية على الإطلاق ، وهيهات للخيانة أن تنتصر.
ما يحدث في عدن هو ضمن مناخ أنجبه انحدار وانحراف وطني تفشى كالوباء ، فخضعنا لعدوان غاشم وخضنا حرب ظالمة وأصبح شلال مديرا لأمن عدن ، ودفع بنا لهذا المزاج السيء الذي ينتجه مجموعة من الغوغائيين والهمج الذين يتنازعون خريطة اليمن الواحد.
شلال هذا ليس التاريخ لنشير له نحو الخريطة ونستخدم براعتنا في الاستياء بينما نسرد له الحضارات التي تعاقب عليها الإنسان اليمني على امتداد مساحتنا اليمنية الشاسعة ، التاريخ لن يتخلى عن أربعة آلاف سنه من الانسجام والتلاحم والتعايش الضارب جذوره في عمق كيان وصلابة الإنسان اليمني ، البشرية مرة من هنا والتاريخ يمر على بقية التفاصيل ، أما من يستقدم قوات بريطانية وأمريكية ويلتفت لتهجير وملاحقة من استنشقوا هواء عدن وسلميتها قبل أن يعرف شلال الوجود ، نتألم لأوجاعنا حتى وهو يسيء إهانة شركاء”شكراً سلمان” ولا يضع لهم وزنا..
لا ندري كيف نترفع عن مخاطبة من لم يعد يسعه غير الكراهية ويتحدث بلهجة الاحتلال ، ما الذي تبقى ليعلن كيانه الجنوبي وقد توفرت كل المهازل والحماقات كما لم يحصل من قبل ، غير أن لحمة الإنسان اليمني أقوى من أن يمزقها أحمق.
الوحدة ليست فائضاً عن الحاجة لنغادرها بمشاجرة بليدة ، هذه أمنا اليمن وهذا هو شغفنا اللامتناهي ، وعلاقتنا الوجودية التي يسطرها التاريخ.

a.alnageeb@yahoo.com

قد يعجبك ايضا