ن… والقلم.. كيف ؟؟ للنقاش ..
عبدالرحمن بجاش
بالأمس سألت للمرة الألف عن المثقف, أين هو ؟ كيف غاب؟ من وما غيبه ؟ هل انهزم ؟ هل استسلم؟ هل للأمر علاقة بغياب الطبقة الوسطى؟ هل للأمر علاقة بضياع الهدف من اليسار تحديدا؟ هل استطاعت الأنظمة القهرية أن تنتصر عليه ؟ وتلغيه ودوره في الحياة العامة !!! .
السؤال كبير وما يزال بحاجة للنقاش, لنخرج بتصور أولي للمرحلة الغامض ملامحها والقادمة لا تدري على ظهر حمار أو جمل !!! أو سلحفاة مثلا, أو أن لا مرحلة قادمة من أصله, بل أن العبث القائم في الحياة السياسية ورموزها التي خانت على الأقل الأجيال الجديدة, كل العبث سيتكرر لأن لا قوة ثالثة تستلم الراية, وعندما يتحدث واحد مهم مثل الرئيس علي ناصر محمد فيما أسميت ((مبادرة)) عن قوة ثالثة تستلم زمام الأمور, لم يقل من أين ستأتي القوه الثالثة, إلا إذا كان يقصد وجوه قديمة عفى عليها الزمن يريد أن يرجعها إلى الواجهة, فالجمعة الجمعة إذا !!! .
لم تفرز الحياة السياسية أي قوى جديدة, ولأن التغيير سنة الكون, فهو وحده من يرفد الحياة بالجديد .
عدت أسأل د. عبده المطلس وهو بالمناسبة واحد من الكفاءات النادرة في هذه البلاد وممن جرى التخلص منهم, سألته وقد علق على موضوع أمس: (( بعد عقود من سياسة التدجين للمثقفين ما الذي تنتظرونه منهم, نحن بحاجة إلى جيل جديد من المثقفين ليضطلعوا بدورهم التاريخي المأمول )), عقبت عليه في صفحتي في الفيس بوك: (( كلام جد مهم يا د . عبده ولكن كيف يؤتى بهم ؟ خاصة وقد اندثرت الطبقة الوسطى )) .
عاد ليقول: (( التعليم …التعليم ..والتعليم هو السبيل إلى ذلك, هذا ما أردده دائما, فكما أنه لا صلاح للدولة إلا بصلاح الإدارة …فلا صلاح للثقافة والمثقفين إلا بإصلاح التعليم ..تريد مستقبلا أفضل لجيل من المثقفين عليك بالتعليم والمعلمين والمدارس والمناهج, ذلك هو المفتاح للبناء والهدم )) .
أتفق كلية مع المطلس, لكننني أنبه إلى شيئين مهمين وهو أن العملية التربوية كما قال لي وزير تربية سابق (( العملية التعليمية كلية صفر )), وأضيف أنا أن رموز سياسة التدجين ما يزالون أدوات الصراع القائم, والقوة التي رأينا في بدايتها جديدا للأسف لا تمتلك رؤية, هنا فقط يبرز الخطاب الديني العقيم الذي لا يقيم دولة بل يؤدي إلى مزيد من التدجين !!!, فكيف ؟, من سيقود أو سيتحمل لواء التغيير ؟؟ يبدو لي أننا بحاجة إلى من يكون لديه الاستعداد لأن يفقد حياته في سبيل الهدف الأسمى, والسؤال لا يزال يطرح نفسه وبقوة: من ؟ وأين هو ؟, أعلم علم اليقين أن التعليم والعلم والتعلم الطريق الوحيد والصحيح, فقط من سيأتي بكل هذا ؟ إذا كانت الجمعة ستعود جمعة, والسبت يكرر نفسه كل يوم, الأمر لأهميته يحتاج إلى مزيد من الرؤى والنقاش, لعل وعسى .
لله الأمر من قبل ومن بعد .