مسرحية هزلية .. تراجيديا مستبدة ..!!

عبدالله الصعفاني
بعد خمسة وثلاثين يوماً من تسويف مفاوضات الكويت، تستبد بي الحيرة من جدوى الكتابة، إذ كيف لصوتك أن يصل في زمن حظر تجوال الحقيقة وكأننا أمام استنساخ موفنبيك آخر .
هناك وفي دهاليز الانشطار والتفكك والارتهان تزداد الخيبة
ويتجسد الأداء الرديء لإسماعيل ولد الشيخ.. وحتى وهو يضحك علينا بالقول ” مالها إلا نسوانها ” أضيفوا السبع من الناشطات النساء لم نغادر الفراغ ، ولا شيء سوى لغو الحديث عن التقدم الشكلي والمزيد من الدوران في الحلقة المفرغة .
بلغة العقل والمنطق ليس لمأزق اليمن من حل غير الإسراع إلى شرعية توافقية بين طرفي الحوار، ولن تكون الشرعية التوافقية نفسها حلاً دون أن تكون مجرد أرضية وتهيئة نحو الحركة باتجاه الشرعية الدستورية الانتخابية، وغير ذلك ليس إلا خديعة وتلاعب بالعقول يتواكب فيها السيناريو اليمني اليمني مع سيناريو الفجور الإقليمي والدولي !
على اليمنيين في الكويت أن ينظروا وهم يكيدون كيداً إلى التداعيات السياسية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية التي يعيشها شعب يعيش الكثير من وجع التقتيل والتدمير والتهجير القسري والتشظي النفسي والاجتماعي وسط تحذير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ” الفاو ” من احتمال تحول الوضع الغذائي إلى كارثة إنسانية، وأن أكثر من نصف سكان اليمن بحاجة ماسة إلى توفير الأمن الغذائي والمساعدة في تأمين سبل العيش ، علاوة على جديد تداعيات السيول الناتجة عن فيضانات الأمطار وتهديد الجراد الصحراوي لسبل عيش أكثر من 100 ألف شخص من المزارعين والنحالين والرعاة في خمس محافظات .. ولا تنسوا ما يرافق تحدي إنتاج الغذاء وما قامت به الأمطار من جرف منازل و مدرجات وقطع للطرق وردم للآبار ..
مرة أخرى تستبد بك الحيرة وسط كائنات يمنية لا تريد النظر إلى الماضي ولا إلى الحاضر لتفهم ما ستتركه عواقب تعطيل العقول في خضم حرب منسية يجري تغطيتها بديمقراطية دولية فاجرة وتعصب وتحيز وسائل إعلام كاذبة.
ومرة ثالثة .. يستبد بكل عاقل ووطني الحديث عن مفاوضات يمنية برعاية إقليمية ودولية فيما التحشيد على مدار الساعة، والدماء لا تتوقف والقصف مستمر .
هل من تفسير للمفاوضات وللهدنة الافتراضية فيما يتعرض موقع عسكري واحد لست عشرة غارة وتحشيد مئات المدرعات والأطقم العسكرية وتسخين لجبهات الوازعية وكرش وباب المندب ومأرب واقتلاع مواطني تعز تحديداً من عدن وحضرموت مقابل استقبال الأمريكي والسوداني دونما سؤال عن بطاقة أو سلاح أو احتلال ! تستبد بكل ذي دماغ هذه المسرحية الهزلية الدموية المدمرة لحياة شعب ومقدرات وطن فيما لا يزال كل مختطف للقرار الشعبي يمارس خيانة الذات والوطن ويتصور واهماً إمكانية تصديق أن من دمر اليمن قادر على الوفاء باستحقاقات الجيرة أو أن أمريكا جمعية خيرية وأن بريطانيا دار للحضانة !.

قد يعجبك ايضا