تعز في التاريخ..؟

أحمد الأكوع

تعز العز من أهم محافظات الجمهورية اليمنية وأكثرها ثقافة وعلما وتوسعا إداريا.. وقد احتضنت تعز أهم الدول اليمنية ومنها الدولة الرسولية ولو لم تكن تعز كذلك لما اختارها الإمام أحمد كمقر دائم لحكمه, كما كانت ولا زالت من أكثر المدن اليمنية استقرارا وسلاما لولا بعض الخارجين عن الصف الذين باعوا أنفسهم وحياتهم لأعداء اليمن وتاقوا بعد المال والمكاسب ولو من باب الحرام لذلك كانت تعز المقر الرئيسي للدولة اليمنية.. وعلى مر العصور لم تستسلم تعز لأي غاز غزاها وليس ادل على ذلك من مقاومتها للأتراك بقوة مما جعل الحكم التركي المستعمر يتخذ أقسى العقوبات ضد أبناء تعز ومن أطلع على كتاب الإحسان في دخول مملكة اليمن تحت ظل آل عثمان تأليف عبدالصمد الموزعي اليمني وهو من أبناء تعز سيجد كيف كان أبناء تعز يقاومون الأتراك ويذكر أن أحد ولاتهم أنه اتعب المساجين أشد العذاب والتعب وكلفهم جميع المحن والمهن والنكد والنصب وامتحنهم أشد الامتحان وكان يكلفهم بعمل البساتين والمزارع في القلعة ويأمرهم بنزع الماء إليها من الأسداد ويستبشع المؤلف رحمه الله من خلال عرضه للأحداث طريقة العثمانيين في التمثيل بالقتلى والمغضوب عليهم وكانوا قد أدخلوا أساليب من القتل لا يقرها العرف ولا الشرع كسلخ جلد المقتول وهو لا يزال على قيد الحياة أو كوضعه في كيس كبير وإلقائه من شاهق إلى غير ذلك وقد تميزت مدينة تعز في العهد الرسولي بالازدهار العلمي والأدبي وبناء المساجد والقباب والقلاع الشامخة والمآذن العملاقة وللمدينة القديمة سور مبني من اللبن والزابور يعود إلى الفترة التي حكم فيها بنو طاهر ثم جدد فيه المطهر بن شرف الدين في القرن العاشر الهجري ومما تجدر الإشارة إليه أن المدينة شهدت تطوراً كبيراً في مجال الصناعة تتمثل في إنشاء المشاريع الصناعية العملاقة التي تعود ملكيتها إلى القطاع الخاص وبصفة أدق المصانع التابعة لمجموعة هائل سعيد أنعم، كما أن مدينة تعز هي عاصمة ومركز المحافظة التي عرفت باسمها فيقال (محافظة تعز) وتشمل الوحدات الإدارية التالية: الحشا (ماوية) شرعب السلام، شرعب الرونة، مقبنة، المخا، ذوباب, موزع المواسط، جبل حبشي مشرعة وحدنان, صبر الموادم, المسراخ، خدير، الصلو، القبيطة، الشماتيين، الوازعية، حيفان .. وتزخر محافظة تعز بعشرات المواقع الأثرية والتاريخية ومنها واحد وثلاثون حصنا وأربع قلاع أثرية كما أن فيها من المناطق الأثرية مدينة الجند التي يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام ومدينة جبا ومدينة ذا القبان محل عرين آل النعمان ومدينة يفرس حيث يوجد جامع وضريح الشيخ أحمد بن علوان ومنطقة السواء التي ورد اسمها في نقش حجري (امناب) ويرجع تاريخها إلى القرن الأول الميلادي حيث يوجد فيها مواقع أثرية عديدة لعصور ما قبل الإسلام.

شعر
لأنهم عن مسار الثورة انحرفوا
لمغريات العدا سرعان ما انجرفوا
كم رددوا (لن ترى الدنيا) وحين أتت
قوى الوصاية، ترحيباً بها هتفوا
قالوا لإخوانهم من بعدما قعدوا
لو سلموا وأطاعونا لما قصفوا!
قل فادرءوا القصف عنكم عن مناطقكم
فالشعب جمعاً لغارات العدا هدف

قد يعجبك ايضا