ترحيب وترحيل!!

عباس غالب.
في توقيت سافر ومستهجن تزامن الترحيب بقدوم المارينز الأمريكي إلى قاعدة العند وأجزاء من أرضنا الحبيبة في عدن وبعض المحافظات الجنوبية من قبل طغمة القمع في عدن..تزامن هذا الترحيب الغريب بهذه الخطوة مع أخرى لا تقل قبحاً واستهجاناً وذلك في ما أقدمت عليه هذه الطغمة وهي ترحل البسطاء من أبناء الوطن المنحدرين من المحافظات الشمالية إلى خارج الحدود التشطيرية تحت مسميات اعتقدنا أننا دفناها وإلى الأبد منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن عام 1990م.
وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض النخب الجنوبية التبرير لدخول قوات المارينز الغازية إلى أجزاء من جنوبنا الحبيب، لم تقو هذه النخب على تفسير أسباب ترحيل البسطاء من أبناء جلدتهم من الشمال الذين كان لآبائهم وأجدادهم شرف سبق الريادة في بناء “عدن”في الوقت الذي كانت في هرموز هذه العصابات تدير صراعاً دموياً بين رفاق النضال داخل عدن، تحت نزعات الانتماءات القبلية والقروية.. وهو ما تجلى بوضوح في النتائج المدمرة لآثار حرب يناير المشؤومة عام 1986م.
وعلى الرغم من تبريرات البعض لهاتين الخطوتين سواء الترحيب بالغازي الأمريكي أو ترحيل أبناء جلدتهم من وطنهم وقطع أرزاقهم فإنها ستبقى وصمة عار في جبين من أقدم على هاتين الخطوتين مهما ارتدى من ثياب الرهبان،إذ ليس لهذا المنطق العبثي غير تفسير واحد وهو المضي قدماً في التمرغ في وحل مخطط تقسيم الوطن وتفتيت نسيجه الاجتماعي وتحويله إلى رقعة شطرنج للاحتراب الداخلي لردح طويل من الزمن.
ومن الواضح أن تلازمية هذه الخطوات تنسحب أيضاً على أفق المشاورات الجارية في الكويت،حيث يفهم أن إطالة أمد الموافقة على مبادرة الوفد الوطني في ضرورة إيقاف العدوان ورفع الحصار والتوافق على سلطة انتقالية إنما يعبر عن هذا الاتجاه الخفي لتدمير اليمن ووحدة تماسك أبنائه..وهو ما يراهن عليه القابعون خلف أقنعة ما يسمى بالشرعية ممن يتحركون كالدمى في لعبة تقسيم الأوطان..ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رحيل الفاضل الأستاذ علي فاضل:
منذ أيام قليلة نقل إلى الشيخ الجليل محمد مكرم إمام وخطيب الجامع الكبير بالحديدة نبأ وفاة التربوي الفاضل الأستاذ القدير علي فاضل بعد حياة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة السلك التربوي، الذي كرس حياته بكل تفان وتواضع في خدمة العملية التربوية والتعليمية، وترك خلالها مسحة من الأثر الطيب والعاطر الذي لا يمكن أن تنساه الأجيال التي تتلمذت على يديه في مختلف مراحل التعليم التربوي في مدارس مدينة الحديدة أبان السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم.. وكذلك في قيادته لإدارة التربية والتعليم بالمحافظة.. وقد تتلمذ على يديه كوكبة ممن شغلوا ويشغلون مواقع المسؤولية في قيادة الدولة وفي قطاعات العمل المختلفة ممن يترحمون اليوم على هذه القامة التربوية التي أضافت إلى سفر حياتها العاطر زاداً تتعلم منه الأجيال معاني الوفاء والتفاني والإخلاص بكل التواضع ودماثة الخلق..تغمد الله الفقيد بواسع الرحمة والمغفرة.

قد يعجبك ايضا