حسن عبدالله الشرفي
لِغَدٍ وَبَعْدِ غَدٍ كلام ثاني
عمَّا جرى للأَرضِ والإنسانِ
لِغَدٍ وَبَعْدِ غَدٍ حكايات بلاَ
سقفٍ ولا أُفُقٍ عن العدوانِ
عن أُسْرَةٍ لَمَّاعَةِ في فحشها
وفجورها وسلوكها الشيطاني
نَظَرَت إلى اليمن الغنيِّ بأَهْلِهِ
في الحكمة المثلى وفي الإِيمَانِ
فَأَتَتْ بعاصفة العداوات التي
عُرِفَتْ بها من سالف الأزْمَانِ
كُنَّا نرى في بغي إسرائيلَ ما
يَرْبُوْ على الجبروت والطغيانِ
لكنَّ سَلْمَاناَ تجاوزه إِلَى
ما لم يكن للوعي في حُسْبَانِ
سَلْمَانُ مخبولُ الجزيرةِ شَنَّهَا
عِبْرِيَّةَ الأَزْياءِ والأَلْوَانِ
ماذا جنى يمن الجوار؟ وما الذي
من أَهْلِهِ يخشاه هذا الجاني؟
شَهْرٌ تقضَّى والحرائق هاهنا
وهناك في الباني وفي البنيانِ
في كُلِّ شَيءٍ صامِتٍ أَوْ صَائِتٍ
في العشب، في الأَحْجَارِ،، في الحيوانِ
في الماء،، في الْوَاحَاتِ في كل القرى
في النخل،، في الأَعْنَابِ،، في الرُّمَّانِ
* * *
شَهْرٌ كَمَحْرَقَةِ اليهود،، وإِنَّهَا
لَأَخَفُّ في النيران والأَفْرَانِ
هذا جوار الظَّالِمِيْنَ يقودُها
بِسِلاحِ صهيوني وأَمْرِيكاني
* * *
من أَجْلِ ماذا يا سؤالاً حَائِراً
كالقصف يستعصي على النسيانِ
من أجل ماذا لا فلسطينٌ هُنَا
سُلِبَتْ،،، وَلاَ عُدْنَا إلى الأَوْثَانِ
يَا رَبُّ،، ثم أرى المجازر كُلَّهَا
من بَاقِمِ الدامي إلى عَطَّانِ
في كُلُّ شبرٍ لا تنام جِرَاحُهُ
في كُلِّ ناحِيَةٍ وَكُلِّ مكانِ
سَلْمَانُ مهبولٌ الجزيرةِ شاءَها
محروقة الربوات والوديانِ
من أَجْلِ ماذا؟ ثم أدري أَنَّهَا
صَنَمِيَّةُ المكيالِ والميزانِ
من أجل ماذا؟ ثم أَلْمَحُ أَنَّهَا
حَرْبٌ على التأْرِيخِ والقرآنِ
وعلى العروبةِ في أَعَزِّ بقاعها
وعلى ضمير العدلِ والإِحْسَانِ
* * *
يا عدلُ يا إحسانُ أَيْنَ أراكُمَا
في مملكاتِ الزورِ والبهْتَانِ
يا عدلُ،، يا إحسانُ،، جرحي نَازِفٌ
ومصاب أهلي فادحُ الأَحْزَانِ
وأقولُ يا كُلَّ الشرائِع إِنَّهَا
نَازِيَّةُ الصفحات والعنوانِ
كل الوحوش بها،، وفيها غابةٌ
بَنْكِيَّةُ الأَرْبَاحِ والخُسْرَانِ
* * *
يا عدلُ،، يا إحسانُ،، لكنَّ الصدى
في الجانب الثاني بغير لسانِ
ويرى الصدى أَنَّ البنادِقَ وحْدَهَا
لا تكتفي بالصبرِ والسلوانِ
هي قاب صوت عَابِرٍ أَوْ طلقةٍ
مظلومةٍ من فُوْهَةِ البركانِ
وَغَدٌ لناظره،، وفي يَدِهِ غدٌ
فيه الجراح الحمر من عيبانِ
* * *
لغدٍ وبعد غدٍ كلام لم يَكُنْ
إلاَّ كلام السَّيِّدِ الْمَيْدَانِ
وَكَلاَمَ همدان ابن زيدٍ كلها
وَالجودُ وابن الجودِ في همدانِ
وتظل خولان ابن عامر حُرَّةً
كجبالها،، والْعِزُّ في خولانِ
وَغَدٌ وبعد غدِ الفدى في رَازِحٍ
يلقاكَ كل مُبَارَكِ الأَرْكانِ
قُلْ إِنَّهَا يَمَنٌ بِكُلِّ بقاعِهَا
في نخوةِ القاصي وَبَأس الدَّاني
صنعاء/ 29/4/2015م