لحظه يا زمن.. عالم شبحي
محمد المساح
الناس يخرجون من وراء السيارات والمناطق المعتمة وكأنهم يخرجون من عالم شبحي آخر.
وتلك الشوارع والبيوت في الإمتداد، وفي العلو تختفي.
والشموع تجاهد في الدكاكين والبقالات والبوفيات والمطاعم لتكون ضوءاً إلا أنها في النظر، تبدو أنها نجوم في البعيد تلمع في جدار الظلام لترحل وتغيب.
تتصادم أضواء السيارات في الشارع الطويل وتحس حينها، أن تلك الأضواء في سبيلها للغوص في العتمة التي تستقر في الوسط ما بين الجاي والرايح من السيارات بحر معتم أو نهر طويل يمتد حتى يصل إلى منطقة الضوء في نهاية الشارع الطويل.
وهكذا يتكون المنظر البديع منطقة لاصي تليها منطقة معتمة.
هكذا تتعود المدن في هذه البلاد على لعبة الضوء والعتمة منطقة لاصي منطقة طافي.
ويا لتناوب تداخل العصور،عصر الشمع وعصر الكهرباء “وسينما لصي طفي” وعصر الظلام.
وتفتقر حكمة المتأمل أنها نظرية ثاقبة في علوم الصفقات وسحر الخبطات، نظرية ثاقبة،في الإختيارات خطوتين إلى الخلف، يتبعها نصف خطوة إلى الأمام لتعود ثلاث خطوات للخلف .. والاختبارات مفتوحة لجميع التوقعات.
فلا يستدعي الأمر بعدها غير دهان كشافات السيارات باللونين الأسود والأبيض.. تلصي في منطقة الطافي وتطفئ في منطقة اللاصي.!.