عز القبيلي.. بلاده
أحمد يحيى الديلمي
ونحن نتابع موضوع معسكر العمالقة الكائن في الجبل الأسود ناحية حرف سفيان تخيل للبعض أننا أمام معسكر العلمين، وأن “منتغمري” يقف في أعلى صهوة الجبل الأسود يؤدي دوره في الحرب، أي مهزلة وصلنا إليها، وأي أمم متحدة نتحدث عنها؟!، وأي ولد الشيخ هذا الذي فعلاً أقام الدنيا ولم يقعدها على قضية ليس لها أساس من الصحة ولا يوجد لها مبرر سوى أساليب عبد الملك المخلافي الخادعة وحذلقاته التي طالما سمعنا عنها حينما كان يدعي الوطنية والدفاع عن الحقوق والحريات، فمن لا يعرف عبد الملك المخلافي ربما انخدع بمثل هذه البيانات والتصريحات عن اختراق معسكر العمالقة، والمخلافي نفسه لا يعرف أين يقع هذا المعسكر، ولم يتنبه يوماً، ولم يصح ضميره حينما كان المعسكر يتعرض لضربات الطائرات التي هدمت المباني، وقتلت الجنود، وحطمت المعدات، كل هذا لم يثر حفيظة المخلافي، ولم يصل صداه إلى ولد الشيخ، كلاهما ظلا يتغنيان بالسلام على طريقتهم الخاصة، إنها فعلاً قمة المهزلة، فهذا المبعوث الأممي الذي قلنا: إنه من جذور يمنية، باعتبار أن جميع الموريتانيين يتباهون بانحدارهم من أصول يمنية، إلا أنه تحول إلى أداة يسيرها أصغر أمير في السعودية، لذلك لا نستغرب إذا وجدناه يتعاطى بقوة مع البيان الذي أصدره المخلافي عن اقتحام معسكر العمالقة، رغم تركيبات كلمات البيان الهشة، ومعانيه الهزيلة، ومضامينه الخالية من أي دليل، إلا أنه اعتبره نقطة هامة من أجلها يمكن أن تتعثر المفاوضات دون أن يعلم أنها متعثرة فعلاً؛ نتيجة وجوده على رأسها، وانصياعه المذل والمهين للأوامر القادمة من الرياض أو البيت الأبيض، بالمقابل لم يصح ضميره، ولم يتحرك إزاء عشرات الزحوف في تعز ونهم ومارب والجوف، ومئات اختراقات الطيران والضربات الجوية التي تدمر كل شيء، كل هذه لدى ولد الشيخ ووسائل الإعلام المأجورة لُعب وتسالي وإن كانت تحصد أرواح المساكين والأبرياء، قد نستثني الأمر في حالة واحدة وهو أن الأخوة في الفريق الوطني المفاوض لا يستطيعون إيصال ما يحدث في اليمن بالصورة والصوت ونقله إلى أروقة المفاوضات لكي يكتشف العالم هذه المآسي التي يندى لها الجبين.
في اعتقادي أن الاحتمال هذا غير وارد؛ لأن ولد الشيخ معني بقضية اليمن ولا أشك أنه يتابع كل صغيرة وكبيرة بما في ذلك ما تبثه القنوات اليمنية المحلية أو المؤيدة للشعب اليمني على قلتها، والتي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة مقابل السيل الجرار من القنوات والمواقع والصحف التي لا تتوانى عن تزييف الحقائق والتضليل والدجل وتسوق الأحاديث عن الانتصارات الوهمية والاعتداءات التي لا وجود لها إلا في ذهن من يكتبون الأخبار والتقارير .
وهُنا نتساءل: إذا كان المندوب الدولي بهذا الانحياز فعن أي مستقبل نبحث في هذه المفاوضات وعن أي مؤشرات إيجابية يتحدث هذا الرجل وهو يعلم علم اليقين أن من جاء من الرياض كموفد معبر عن النظام السعودي ليس له إرادة ولا مبدأ ولا يستند إلى أي قاعدة، لذا نجده حينما فشل في تقديم رؤية عن الحل والتزم حرفياً بما تعلنه وتبثه قنوات الجزيرة والعربية والحدث الأكبر وأمثالها من القنوات المأجورة، لم يخرج قيد أنمله عن مثل هذه الأحاديث التي تعكس وجهة نظر العدو الحقيقي وهي الشقيقة سابقاً العدو حالياً “مملكة آل سعود ” وحينما وجد نفسه مزنوقاً وغير قادر على تقديم رؤية مقابل الرؤية التي تقدم بها الفريق الوطني لجأ إلى البيانات الصارخة عن اختراق معسكر العمالقة والمطالبة بعودته إلى كنف الشرعية كما يقول، ولا يزال بكل صلافة يتحدث عن ما يسميه شرعية مفقودة أصلاً حتى في ذهنه وتفكيره وفي حواسه، وهو الذي أصبح مجرد وزير يلهو بالمنصب ويتنقل من غرفة إلى غرفة في احد فنادق الرياض باعتبارها مؤسسات الدولة، والرسالة هنا نوجهها لمن يرعى هذه المفاوضات، وفي المقدمة دولة الكويت الشقيقة وأميرها الذي سبق أن تحدثنا عن دوره الإيجابي والفاعل في حل الإشكالات بين شطري الوطن في السابق حينما كان وزيراً للخارجية، إضافة إلى ولد الشيخ الذي نأمل أن يصحو ضميره ولو لمدة خمس دقائق ويفتح إحدى القنوات اليمنية ويشاهد المآسي التي تحدث يومياً والاختراقات التي تتواصل بدون توقف، فهل يحدث هذا؟ إذا لم يحدث فإننا سنجد أنفسنا أمام خيار واحد نردد المثل السائد الذي يقول ((عز القبيلي بلاده.. ولو تجرع وباها)).
ومن الله سبحانه تعالى نسأله العون والسداد وتمكين رجال الرجال أبطال الجيش واللجان الشعبية من صد كل الزحوف التي تحاول أن تحقق شيئاً على الأرض لتحسين موقف المفاوض في الكويت وهو ما لن يحدث في وجود هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين لديهم القدرة على صد أي عدوان وأي زحف إن شاء الله، ومن نصر إلى نصر.