فَرَاغ

حسن عبدالله الشرفي
لا شيءَ في الأَرض إلاَّ الْكَدُّ وَالنَّكَدُ
وَمُسْتَبِدُّوْنَ لم يفرحْ بهم أَحَدُ
أو لاعبون على كل الحبال وَمَا
أدراك كم صَدَرُوْا منها وكم وَرَدُوا
أَوْ بَائِسُوْنَ كأَنَّ الله شاء لهم
أنْ لا يكون لهم من لُطْفِهِ مَدَدُ
* * *
وما هناك إِذَنْ؟ قل إِنَّهُ وطنٌ
على متاعبه الْكَأْدَاءِ يَعْتَمِدُ
لأنَّ جيرانه الأَدنون ما فهموا
أنَّ الكرامة أخلاقٌ ومعتقدُ
فَجَيَّشُوْا كلَّ أحقاد الجمال وفيْ
أَحْقَادِهَا الْعُدَّة الهوجاء وَالْعَدَدُ
وَكَيْفَ تعرفك الدنيا وتعرفها
إن لم يكن لك من ضوضائِها سَنَدُ
هذا زَمان العروش الطارئات كَمَا
لَوْ أَنَّهَا الْغَثُّ في الأَيَّامِ والزَّبَدُ
وَأنت كنْ يا حصيف العقل حيث ترى
من أين تأتي بك الأَحْزَانُ والْكَمَدُ
هناك تدركُ أن الأَرض طاوِلةٌ
واللاعبون بها الحرمان وَالحسدُ
***
وما هناك إِذَن؟ قل إنَّهَا لغةٌ
حديثها ضاع منه المتنُ والسَّنَدُ
مِنْ عَهْدِ قابيل ظلت وجه مقبرةٍ
على مداخلها الأَشْلاءُ تحتشدُ
وَلاَ تصدق بأن العدل في يدها
وأنت كالقبر لا مالٌ وَلاَ وَلَدُ
قالوا هو الله،، قلنا لا شريك له
لكنَّ حكامنا بالمشهد انفردوا
وهذه سُنَنُ الطاغوت تقتلنا
بِمَالِهِ حيث لا صفحٌ وَلاَ قَوَدُ
* * *
يا صاحبي،، إن دُنْيانا معقدة
ومن مَشيْئَاتِهَا النفاث وَالْعُقَدُ
وَأَنت بين الخيارات العجافِ كما
لو أنَّ وعيك في قاموسِهَا وَتَدُ
وكيف تلمحها في الجوِّ طائرةً
وَسَقْفُ بيتك مظلومٌ ومضطهدُ؟
سأَلْتُ عن فرجةٍ لِلْهَمِّ واسعةٍ
والنار في الشارع المسكين تَتَّقِدُ
والطائرات تريني من قباحتها
مَا مِنْهُ قلب الجبال الشُّمِّ يرتعدُ
* * *
لا شيء في الأرض إلاَّ الصبر والجلدُ
ومترفون لغير القرش ما سَجَدُوا
وأنت وحدك في صمتٍ بِلاَ رِئَةٍ
وحولكَ الناس مَا غَابُوْا وَلاَ شهدوا
كأنَّهُمْ مُوْمِيَاءَاتٌ مُحَنَّطَةٌ
ما عندها للمنى رَوْحٌ وَلاَ جَسَدُ

صنعاء/ يناير 2016م

قد يعجبك ايضا