الوفد الوطني وخيارات التفاوض
عبدالفتاح علي البنوس
يشعر المواطن اليمني الشريف الغيور على وطنه وأرضه وعرضه بالزهو والافتخار والسمو والرفعة والعزة والكرامة وهو يشاهد الوفد الوطني المفاوض بالكويت ممزوجا بعبق اليمن ومعبرا عن تطلعات وآمال أبناء شعبه ومتسلحا بالثقة المطلقة والكبرياء الذي يبلغ عنان السماء وهم يرسمون لوحة جديدة من لوحات الصمود اليمني المتفرد ويفرضون أنفسهم كممثل شرعي للشعب اليمني ويحظون بالاستقبال الرسمي والحفاوة الكويتية بخلاف ما عليه وفد جمهورية الرياض الفندقية الذي وصل مصحوبا بالذل والمهانة لأنه عبارة عن كومبارس يؤدي ما يطلب منه من الديوان الملكي السعودي .
عزة وكرامة وعنفوان ظهر بها الوفد الوطني المتناغم والمتجانس والمتوافق في كل شيء حيث كان الوفد عند المسؤولية والثقة التي منحها له الشعب اليمني عندما رفضوا الدخول في أي مفاوضات قبل تثبيت قرار وقف إطلاق النار وإيقاف قصف وتحليق طائرات العدوان ومنع انتهاك السيادة اليمنية ورفع الحصار الجائر عن أبناء الشعب اليمني كخيارات ضرورية قبل الدخول في أي حوارات وقبل الخوض في الملفات المزمع مناقشتها في مفاوضات الكويت وهي خيارات قوبلت بالرفض من قبل وفد جمهورية الرياض الفندقية لأن أسيادهم يبحثون لأنفسهم عن انتصار عسكري على الأرض يمنحهم أي ورقة ضغط للتفاوض عليها ‘انتصار عجزوا عن تحقيقه بعد ما يقرب من 400يوم من العدوان رغم كل ما جلبته وما ضخته من أموال وعتاد عسكري وما حظيت به من دعم وإسناد عالمي غير مسبوق ويظنون بأنه بمقدورهم تحقيق ما عجزوا عنه طيلة الفترة السالفة الذكر في عدة أيام بحسب تحليلات وخطط العجوز الهارب علي محسن الأحمر والمراهق المدلل هاشم الأحمر وبقية الخونة والمرتزقة الذين يدينون بالولاء للرياض أو من يقيمون في جمهوريتها الفندقية سبعة نجوم .
وفدنا الوطني يدرك جيدا ماذا يريد أسياد وفد الرياض من وراء هذه الجولة من المفاوضات ومن الطبيعي أن تكون أجندته في المفاوضات مدروسة وملامسة للهم الوطني بكل أبعاده وصوره وأشكاله ولن يقبل أعضاء الوفد على وطنهم أولا وعلى أنفسهم ثانيا التنازل عن المطالب الجوهرية للشعب اليمني مهما كانت الضغوطات والعقبات التي يحاول أزلام آل سعود ممارستها ووضعها حجر عثرة في مسار المفاوضات عبر أحذيتها المتمثلة في وفد الجمهورية الفندقية وخصوصا وهم يشاهدون الدعم والإسناد الجماهيري من خلال الوقفات الاحتجاجية والمسيرات التي تشهدها العديد من محافظات الجمهورية دعما وتعزيزا لخياراته التي تتصدر أجندته التفاوضية هناك في الكويت ولن يرى وفد الرياض منه إلا الثبات والانتصار لعدالة ومظلومية الشعب اليمني ولن يحصد مرتزقتهم الذين يرفضون قرار وقف إطلاق النار غير الهزيمة والخسران وستتحطم كافة مؤامراتهم وزحوفاتهم على صخرة صمود وبطولة أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء المرابطون في جبهات العزة والكرامة وصبر وصمود وتحدي أبناء شعبنا اليمني الأماجد الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والوفاء وعمق الانتماء للوطن وخرجوا بعد عام من العدوان يهتفون للعالم بأسره( صامدون ومنتصرون )بعزيمة أمضى وإرادة لا تلين وكلهم ثقة بنصر الله وتأييده لهم وانتصاره لمظلوميتهم التي باتت تمثل مظلومية العصر بامتياز .
وكلنا ثقة بأن الوفد الوطني يمتلك كافة المقومات التي تؤهله لإنجاح المفاوضات والخروج بنتائج إيجابية ولكن المشكلة تكمن في وفد الرياض الذي لا يمتلك أي نوايا صادقة لبدء المفاوضات فكيف بإنجاحها فهو أشبه بدمية و عبارة عن مجرد أجراء لا قول ولا فعل لهم والكلمة الفصل لأرباب نعمتهم في الرياض لذا لا أتوقع أي تقدم في المفاوضات وخصوصا إذا ما استمرت الخروقات من قبل مرتزقتهم وطائراتهم إلا إذا تحرر وفد الرياض من التبعية وعاد إلى رشده وأدرك خطورة المرحلة وتداعياتها الراهنة والمستقبلية وهذا هو المستحيل بعينه ما دام الريال السعودي هو سيد الموقف بالنسبة لهم .
وحتى الملتقى …..دمتم سالمين