الفقراء أحق بالزكاة
“رجل يسدد الزكاة للدولة وهي مبلغ كبير وهناك حي سكانه كثير يفتقر إلى الجامع تبرع أهل الخير بقيمة الأرض وجزء من البناء؛ هل يجوز تسليم الزكاة أو جزء منها مساعدة للجامع؟
وهل يجوز توزيع الجزء الآخر على المحتاجين وليس للدولة؟
لا يصرف شيء من الزكاة في بناء المساجد, فليست المساجد من المصارف المنصوص عليها, بل ولا تدخل في مصرف سبيل الله, لاسيما والأرض كلها مسجد لأمة محمد صلى الله عليه وآله, وأيضاً الفقراء والمساكين في زيادة مستمرة مع صعوبة الحياة وتدهور الأوضاع في أكثر البلاد الإسلامية, لكن يجوز استثمار أموال الزكاة في مشاريع ناجحة وبأيد مأمونة لتعود بالخير والنفع لأكبر شريحة و بصورة مستدامة.
وأما الشق الثاني من السؤال, فليس الأمر على الجواز بل الوجوب, ونعني بهذا أنه إن كان هناك إمام عادل ودولة عادلة ينصف فيها المظلوم ويقمع فيها الظالم وترد الحقوق إلى أصحابها ويقام فيها عمود الدين وتحيا فيها شريعة سيد المرسلين, فيجب والحال هذه تسليم الزكاة لهذا الإمام وهذه الدولة.
وأما إن كان الوضع كما هو عليه اليوم في الكثير من البلدان من الظلم والجور والفساد المالي والإداري والقيمي والأخلاقي ومحاربة الدين وأهله وانتهاك الحرمات وتعطيل الحدود, فيجب أن يتولى كل مؤمن ومؤمنة صرف زكاته وفق المصارف المنصوص عليها بنفسه للفقراء والمحتاجين من المؤمنين المعروفين بتقواهم وصلاحهم وخيريتهم, أو يوكل من يثق فيهم بصرفها, والله تعالى أعلم.
المجيب: العلامة خالد علي القروطي
الجهاد بذل الجهد
يعتقد البعض أن الجهاد لايكون إلا إذا ذهب يقاتل في الجبهة فيذهب إلى الجبهة على حساب عمله المكلف به سواءً إعلامياً أوثقافياً أو طبياً متجاهلاً تكليفه أو مقللاً من جوانب الجهاد الأخرى تاركاً ثغرة في مكانه .. أفيدونا جزاكم الله خيراً ..
والجهاد هو أعمال تكاملية يكمل بعضها بعضاً فالمجاهد الذي هو المقاتل في ساحة المعركة يحتاج إلى مجاهد في جانب الإعلام يبذل جهده لإيصال الرسالة إلى العالم وللوقوف في وجه الهجمة الإعلامية المضادة، كما يحتاج المجاهد المقاتل إلى المجاهد الطبيب الذي يقوم برعايته وعلاجه ولو اقتصر الجهاد على القتال في سبيل الله لوقعنا في مأزق بسقوط أول جريح ولذلك هناك عدة جبهات كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كان يستخلف على المدينة في غزواته كلها لتأمين الجبهة الداخلية، فقد استخلف الإمام علياً عليه السلام على المدينة في غزوة تبوك ، فالجهاد يحتاج إلى تنظيم وإلى التسليم للمشرفين والقيادة الذين يحددون الشخص المناسب في المكان المناسب فإذا حددوا شخصاً ليكون ثقافياً للمقاتلين في الجبهة تحدد ما قالوا وإذا طلبوا منه أن يظل ثقافياً في المدينة والحارة فعل ما طلب منه.
وعلى العموم الجهاد هو بذل الجهد أي الطاقة وليس بذل الفائض والزائد وعلى الجميع أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل نصر الحق والدين في وجه الباطل وصدق الله القائل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} ولا ينبغي للإنسان أن يجعل الجهاد على حسب الهوى والمزاج بل ينبغي أن يلتزم بما كلف به وأن يعامل ربه وألا يستقل بدوره الذي يقوم به إذا كان جاداً وصادقاً ومتفانياً ومخلصاً والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.
الجهاد هو بذل الجهد في سبيل الله سبحانه وجهد كل واحد يتحدد بحسب المجال الذي يمكن أن يخدم فيه وينفع فيه حيث لايقوم غيره مقامه..
المجيب: العلامة/فؤاد ناجي