ن …والقلم.. أنت تبتكر ؟ أنت موجود !! ((1 ))

عبد الرحمن بجاش
العنوان لي من وحي مقالة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي, نشره الأربعاء 4 فبراير 2015م لأهميته وخاصة للشباب ولمن لديه عقل, أنقله لكم هنا كما هو على حلقات: ((في الكتاب الأخير للتنافسية الدولية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا, تم تصنيف حكومة الإمارات الحكومة الأكثر كفاءة عالميا, ولا أذيع سرا عندما أقول: أن السبب الرئيس لتفوق أدائنا الحكومي هو أننا خلال سنوات طويلة لم نتعامل مع مؤسساتنا الحكومية على أنها جهات حكومية .
بل على أنها مؤسسات خاصة تنافس القطاع الخاص, وتعمل بعقليته نفسها, وتتبنى أفضل ممارساته , وتقاس أعمالها وخدماتها بمعاييره نفسها, بل ذهبنا أبعد من ذلك وبدأنا نقيس سعادة متعاملينا ونصنف مراكز خدماتنا وفق أنظمة النجوم الفندقية المتعارف عليها عالميا .
وأثبتت التجربة نجاحها, حيث أرتفع أداء مؤسساتنا وحققنا الكثير من أهدافنا, ولعلنا نناقش ذلك بشيء من التوسع في القمة الحكومية المقبلة .
ولكن شركات القطاع الخاص تمر بدورات في أعمالها, فهي تبدأ صغيرة ثم تنمو وتنطلق وتكبر, ثم يأتي من ينافسها ويطلق منتجات أفضل من منتجاتها, فيتراجع نموها ويتضاءل حجمها وتقل أهميتها ويضعف تأثيرها وقد تخرج من دائرة المنافسة.
وهذا ما تثبته الكثير من الدراسات, فأكبر 500 شركة عالميا في عام 19550م لم يبق منها اليوم إلا 11% فقط , أما الـ 89% الباقية فقد خرجت تماما من دورة الحياة والتأثير, بل الأكثر إدهاشا في الموضوع أن متوسط عمر الشركات في تلك القائمة سابقا كان 75 عاما , أما اليوم وفي عالم سريع التغير والتفاعل ,فإن متوسط أعمار الشركات في هذه القائمة هو 15 عاما فقط, لأن المنافسة اشتدت, والمنتجات تغيرت والمجتمعات تطورت .

السؤال هو: هل يمكن تطبيق التفكير نفسه على الحكومات ؟ هل تشيخ الحكومات والدول وتتأخر مع مرور الزمن ؟ هل تبدأ قوية وتكبر ثم يأتي من يزيحها من مراكزها فتتراجع ويقل نموها حتى تخرج من دائرة المنافسة ؟ لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يختلف معي على الإجابة: نعم الحكومات تشيخ, وتشيخ معها دولها وشعوبها أيضا, وتتراجع أهميتها , ويقل تأثيرها, فتصبح خارج دائرة المنافسة والاعتبار, أو لنقل بعبارة أخرى خارج دائرة التاريخ .
ولكن لنكن ايجابيين – مع الاستمرار في تطبيق نظريتنا في التعامل مع الحكومات كونها شركات – ولنركز على الـ 11 % من الشركات التي بقيت في القائمة, ولنسأل أنفسنا كيف استطاعت البقاء في المنافسة ؟ وما هو السر في طول شبابها وتجدد طاقاتها ؟ نسأل هذا السؤال حتى تبقى دولنا وشعوبنا أيضا ضمن سباق التنافس الدولي, أو لنقل لتبقى في سباق الحضارة الإنسانية وضمن تاريخ الأمم والشعوب التي تشكل العالم اليوم وتصيغ مستقبله .

قد يعجبك ايضا