مفاوضات

عبدالمجيد التركي

ماذا تعني المفاوضات مع شعبٍ مُعتدى عليه.. وكيف يعتدي عليك شخصٌ ويغدر بك وأنت نائم ثم يتحدث عن مفاوضات؟
يتغطرس لأنه يمتلك أسلحة فتاكة وقنابل محرمة وآلاف الصواريخ، ويبدأ بقصف دفاعاتك وأسلحتك، ثم يبقى سنة كاملة وهو يقصف المعسكرات ومخازن الأسلحة والمطارات والمستشفيات والمدارس والمقابر والبيوت والمؤسسات والجسور والأسواق وناقلات النفط والغاز والغذاء.. يقصف بكلِّ خساسة ووحشية ويتحكم في الموانئ والمطارات، وبعد عام كامل كأن ضميره صحا فجأة وبدأ يتحدث عن مفاوضات!!
ورغم، الحديث عن مفاوضات لابد أن يستخدم آل سعود مكرَهم لإفشال هذه المخططات، ووضع بنود لا تصبُّ إلَّا في صالح الطرف المعتدي، أما الطرف المُعتدى عليه فلا يريدون منه سوى الإذعان والاستسلام لكل أملاءاتهم وشروطهم وبنودهم التي تعكس خبث طواياهم.
على المتفاوضين أن يأخذوا معهم صور الشهداء من الأطفال والنساء والمدنيين، وصور الدمار الذي أتى على كلِّ شيء في اليمن، ودمَّر البنية التحتية تدميراً حاقداً،وصور الرعب على وجوه الأطفال، ووضع هذه الصور على طاولة المفاوضات، لأن الذي سيكون طرفاً في هذه المفاوضات سيتحمَّل هو إيصال الصورة الواضحة للعدوان على اليمن، ويتحمَّل مسؤولية جبر الضرر المادي والنفسي الذي لحق باليمن منذ بداية العدوان الذي لم يتوقف حتى اللحظة.
خضعوا للمفاوضات لأنهم متضررون، وإن لم تنجح المفاوضات كما نريد فإن المفاوضات الأجدى هي في جاهزية البنادق وسواعد الرجال الذين مرَّغوا أنف العدوان وانتصروا لليمن بشجاعتهم التي أذهلت العالم، واقتحموا حدود العدو السعودي وما زالوا مرابطين هناك.
ضررنا أكثر، وهذا لا شك فيه، لأنهم جبناء وغادرون ولا يعرفون أخلاق الحرب. لكننا المنتصرون دون أدنى شك.

قد يعجبك ايضا