التوسع الدلالي في المفردة القرآنية .. التكبر

محمد الهاملي

قال عز وجل: (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) الزمر 72.
وقال: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ). الأعراف 146
الكبر والتكبر غريزة مذمومة في بني سعود، معلوم أن الكبر يؤدي إلى احتقار الناس، فكبرهم انتقامي، وفي نفس الوقت هم مغرورون بالمال، ولكن هذا زائل، فهم يرون أن الناس من حولهم وفي خارج جلدتهم أدنى منهم.
فالتكبر حقيقته على وجهين: أحدهما أن تكون الأفعال الحسنة كثيرة في الحقيقة وزائدة على محاسن غيره، ولهذا وصف تعالى بالتكبر قال: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) الحشر 23.
والثاني أن يكون متكلفاً كذلك متشبعاً وذلك في وصف عامة الناس نحو قوله تعالى: (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ).
وقوله تعالى ” كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ “غافر 35
فآل سعود متكبرون متغطرسون مذمومون؛ لأنهم اعتدوا علينا، فأظهروا ما في أنفسهم من العناد والكبر والتكبر والعدوان، فهذا القتل والحروب والإجرام بالطائرات والحصار الجائر براً وبحراً وجواً طوال العام.. أليس هذا غرور وكبر؟!.. فالمال والغناء أصابهم بالغرور والاستكبار، هذا القتل والعدوان على الجار المسالم الذي عمل أبناؤه في السعودية طوال سنوات عديدة يكافأ بهذا الدمار في طول اليمن وعرضه.
وقال تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ).
فآل سعود يتكبرون على خلق الله، ويتكبرون على الحق، فمن كانت صفته الكبر والتكبر حرمه الله خيراً كثيراً، وخذله ولم ينفعه من آيات الله ما ينتفع به، بل ربما انقلبت عليه الحقائق، واستحسن القبح، فالقبح من خصالهم وسجيتهم وطبعهم، ولم يراعوا لا حرمة ولا ذمة.
قال الحكماء: إذا عاديت فلا تفحش، هؤلاء زادوا في الفحش والمنكر والإجرام والعداوة والقبح والمنكرات.
المتكبر من أسماء الله، والتكبر من صفاته الخاصة به، ولا يكونان إلا لله، وإذا استعمل ذلك في الإنسان فهو ذم، وأما الكبرياء فهو الترفع عن الانقياد، وذلك لا يستحقه غير الله قال: (وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) الجاثية 37 .
الكبرياء آل سعود من الصفات المذمومة وذلك إذا أريد الاستعلاء على الغير وقد يكون بالقول بالسجود لآدم فقال: (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الأعراف 12.
وأما الثاني فالانتقامات ونحوها.
فالكبر المذموم نعوذ بالله منه، ينقسم إلى ظاهر وباطن، فالأول: أعمال تصدر عن الجوارح، وهذا الذي تطبقه فينا مملكة بني سعود بكل حذافيره وفظاعته، صواريخ, قتل, دمار, إبادة جماعية, بنية تحتية, معالم آثار, حصار مطبق, خراب منازل, مساجد, طرقات، معالم سياحية… إلخ.
والثاني: خلق في النفس قبيح، وهذا أيضاً متأصل فيهم؛ لأنهم يرون أنفسهم أكبر من غيرهم، وأعظم إعجاباً بها، فيمتنعون عن قبول الحق والإذعان له، فيقعون في هوى النفس الأمارة بالسوء.
وفي الحديث: “الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قصمته ولا أبالي”، فتأملوا يا آل سعود في هذا الحديث، واستوعبوه وكونوا حذرين من الوقوع في غضب الله وسخطه وانتقامه، لقد وقعتم بأعمالكم الشريرة!!.
دعاء: اللهم اقصم ظهورهم، وانتقم يا الله منهم، ومن أعمالهم العدوانية، ونكس كبرهم وكبرياءهم .
نسأل الله الصمد الذي رفع السماء بلا عمد، أن يرينا فيهم يوماً أسود يا عزيز يا جبار انتقم لنا منهم إنك أنت السميع العليم.

قد يعجبك ايضا