هيروشيما /(اليابان)
أصبح جون كيري امس أول وزير خارجية أمريكي يزور النصب التذكاري لضحايا الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما في 1945م، مثيرا تكهنات باحتمال قيام الرئيس باراك أوباما بزيارة في مايو المقبل.
غير أن كيري التزم بالموقف الرسمي الامريكي الذي ما يزال يرفض تقديم أي اعتذار عن القنبلة الذرية التي استهدفت المدينة، وخلفت جريمة هزمت الضمير العالمي في بدايات القرن العشرين، كما تطالب بذلك طوكيو وخاصة أهالي ضحايا الهجوم النووي أو من بقي منهم على قيد الحياة الى حد الآن.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية ردا على أسئلة الصحافيين قبيل زيارة كيري لمتحف السلام في وقت سابق من الزيارة: “إذا كنتم تسألونني ما إذا كان وزير الخارجية أتى إلى هيروشيما لتقديم اعتذاراته، فالجواب هو كلا”.
وأضاف قائلاً: “إذا كنتم تسألونني ما إذا كان وزير الخارجية.. وجميع الأمريكيين واليابانيين يملأهم الحزن بسبب المأساة التي عاشها كثير من إخواننا في المواطنة، فالجواب نعم”.
وتفقد كيري الذي كان يرافقه وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجموعة السبع، النصب التذكاري ومتحف هيروشيما.
ووضع بعد ذلك وزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة أكاليل زهور عند النصب التذكاري.
وبعد الزيارة التي قام بها كيري ونظراؤه من المجموعة أصدر الوزراء بيانا يعيد التأكيد على التزامهم ببناء عالم خال من الأسلحة النووية، لكن البيان أضاف: إن هذه المساعي عقدتها الاستفزازات المتكررة من كوريا الشمالية والوضع الأمني المتدهور في سوريا وأوكرانيا.
وعلى الرغم من أن كيري ليس أكبر مسؤول أمريكي يتفقد المتحف والمتنزه التذكاري في هيروشيما حيث سبقته إلى ذلك في 2008م نانسي بيلوسي التي كانت ترأس في ذلك الوقت مجلس النواب، فإنه أرفع مسؤول في الفرع التنفيذي بالولايات المتحدة يزور النصب.
وقال كيري في سجل الضيوف في المتحف: “يجب على الجميع في العالم أن يروا ويشعروا بسطوة هذا النصب التذكاري. إنه تذكرة قوية ومؤلمة وملزمة ليس فقط بالتزامنا بإنهاء تهديد الأسلحة النووية وإنما بإعادة تكريس كل جهودنا لتفادي الحرب نفسها.”
وبعد وقوف الوزراء دقيقة حدادا قدم تلاميذ يابانيون اصطفوا على المدخل ملوحين بأكاليل مصنوعة من طيور ورقية ترمز للسلام بألوان أعلام كل دولة من الدول الأعضاء بمجموعة السبع.
وبناء على اقتراح من كيري قام الوزراء أيضا بزيارة ارتجالية لموقع يسمى قبة القنبلة النووية وهو أطلال للمبنى الوحيد الذي بقي قائما بالقرب من موقع انفجار القنبلة وحاليا مدرج على قائمة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
وأدى إلقاء طائرة حربية أمريكية قنبلة نووية على هيروشيما في السادس من اغسطس 1945م إلى تحويل المدينة إلى رماد وقتل نحو 140 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.
وبعد إلقاء هذه القنبلة بثلاثة أيام ألقيت قنبلة نووية أخرى على نجازاكي في التاسع من اغسطس 1945م.واستسلمت اليابان بعد ذلك بستة أيام.
وقد تمهد زيارة كيري الطريق أمام زيارة غير مسبوقة لهيروشيما من قبل رئيس أمريكي خلال فترة رئاسته عندما يحضر أوباما الاجتماع السنوي لزعماء مجموعة السبع في مدينة يابانية أخرى الشهر المقبل.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يتخذ قرارا بعد بشأن الزيارة إلا أن مسؤولا أمريكياً بارزا قال أمس الأول: إن أوباما الذي زار كوبا الشهر الماضي أظهر استعداده للإقدام على أفعال مثيرة للجدل مثل زيارة هافانا.
وتعد زيارة وزراء خارجية مجموعة السبع للمتحف والنصب التذكاري جزءا من جهود اليابان كي تبعث رسالة قوية لنزع السلاح النووي من هيروشيما أول مدينة تتعرض لقصف نووي.
وقال فوميو كيشيدا وزير الخارجية الياباني في بيان: “أعتقد أن أول زيارة على الإطلاق من وزراء خارجية مجموعة السبع للنصب التذكاري هي خطوة تاريخية أولى صوب إحياء المساعي الخاصة بعالم خال من الأسلحة النووية.”
وفي بيان منفصل وتفصيلي وجه وزراء مجموعة السبع انتقادات عنيفة لكوريا الشمالية وأدانوا الاختبار النووي الذي أجرته وعمليات الإطلاق التي تمت باستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
Prev Post
قد يعجبك ايضا