واقع مؤلم لذكريات جميلة

أمهات فقدن أبناءهن في ميادين النضال وحالهن الصبر والأمل

استطلاع/ اسماء حيدر البزاز
من المؤلم جداً أن تستقبل خبر وفاة عزيز عليك، ولكن أمهات  يمنيات يستقبلن خبر استشهاد أبنائهن بالشموخ والأنفة  والإباء.. قضايا وناس التقى بأمهات الشهداء ونقل لكم مشاعرهن في سياق الاستطلاع الآتي..  نتابع:
أم الشهيد محمد الوشاح تقول: الوطن هو مشاعر تنبض بين قلوبنا وبها تكمن عزتنا وكرامتنا ونحن الأمهات لا نملك لهذا الوطن المعطاء أعظم وأغلى من فلذات أكبادنا الذين تمزقت أشلاؤهم وأجسادهم وهم يلذون ويستبسلون في الدفاع عن عزة اليمن ووحدته واستقلاله.
وقالت أم محمد لم أكن أتوقع أن يعود أبني محملاً بالاكتاف، فقد استشهد باين بتاريخ 4 /2/ 2016م في مارب وجاء خبر استشهاده في صباح اليوم التالي عن طريق رفاقه الجرحى الذي تم إسعافهم إلى مستشفى العسكري بصنعاء في حالة خطيرة جداً، لم أتوقع حينها أن ابني قد توفي وأني لن أراه ثانية خاصة وأن جثته تأخرت قرابة شهر لدواع وظروف أمنية غير أن الرسالة والغاية التي استشهد محمد في سبيلها هونت عليَّ خير رحيله ووفاته ورغم مرارة الألم وعظيم الحزن إلا أنني فخورة بإبني كل الفخر والاعتزاز.
الصبر والاحتساب
أم الشهيد محمد عبدالخالق الحمزي هو الأخرى أصيبت بصدمة نفسية عنيفة عند سماعها بخر وفاة فلذة كبدها الوحيد محمد حيث تقول: لم أكن أعلم حينها أنه في يوم الجمعة الموافق 5 /2/ 2016م سيأتيني خبر استشهاد ابني عن طريق خاله الذي ما لبث أن أبلغه الجيران بنبأ الوفاة حتى أسرع إلينا مبلغاً راجياً منا الصبر والاحتساب فوقعت على الأرض مغشي علي باكية ومصدومة برحيله، ثم ما لبثت أن تماسكت لأستوعب خبر وقصة استشهاده وما إن علمت أنه استشهد في ميدان العزة والبطولة والشرف حتى خفف عليَّ ذلك كثيراً من وطأة الألم والحزن وحال وصول الجثة تقبلت ذلك برباطة جأش رغم الألم الذي يختلج في صدري واودعته واستأمنت عليه الله الذي لا تضيع ودائعه وإليه ملتقانا ومرجعنا.
الوداع
أم الشهيد حسن لطف الغيثي، تروي لنا قصة تلقيها خبر استشهاد ولدها بالقول: استشهاد حسن هو حياة لـ25 مليون يمني دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم دفاعاً عن الحق أينما كان ودحراً للباطل والغزاة وجيشهم وعتادهم.
وتكمل حديثها : فقد فضل بني واختار هذا الطريق – درب الشهادة – مقدما شبابه وعمره وجسده وروحه تاركاً تعليمه الجامعي بعد أن التحق بالسلك التعليمي كلية الحاسوب المستوى الثاني إلا أن طريق جهاده توجه بالشهادة وهنيئا له ولنا بها.
وتواصل الحديث أم الشهيد متحدثة عن حادثة استشهاده قائلة: جاء نبأ استشهاد ابني في يوم الجمعة صباحا الموافق 5/ 2 /2016م عندما ذهبت أعزي بيت جيراننا باستشهاد ولدهم ولم أكن أعرف  أنه قد تم نقل ابني إلى المستشفى العسكري بصنعاء في العناية المركزة في ذلك اليوم وقد كان رفيق الشهيد وإذا بالأخبار تتوالى أن ابني جريح في المستشفى بصنعاء فذهبت لأراه وقد تعرف عليه في بدايتها وتحدث معي رغم ألمه الشديد وما هي إلا ثمانية أيام حتى تدهورت حالته الصحية وصارت أكثر سوءاً وأحسست حينها أن و لدي سيفارق الحياة ويغيب جسده الطاهر عنا وفعلا كما عاش متمنيا الشهادة مات عليها وحسب الظالمين رب العالمين.

قد يعجبك ايضا