نبض.. حديث المفاوضات
ضرار الطيب
أولاً وأخيراً، لن تدخل السعودية في صلح يلزمها بوقف الحرب على اليمن ، إلا برضى أمريكا وتوجيه مباشرمنها. ولهذا لالا داعي للمبالغة في التفاؤل بما يجري من “تفاهمات” بين السعودية وأنصار الله .. فمن جهة : نحن نعلم بأن السعودية لا مشكلة لديها في نقض أي اتفاق وإفشال أي حوار ، وهذه ليست افتراءات بل سوابق ثابتة في رصيد حربها ضدنا. ومن جهة أخرى : من الصعب الجزم بأن أمريكا تود فعلاً أن تتوقف الحرب ، وهي التي ظلت تدعم استمرارها طيلة عام ، وتصرح بانعدام فرص الحل السلمي في اليمن . قد تكون فرضية الصراع داخل الأسرة السعودية المالكة محوراً مهما في هذه قضية المفاوضات ولكنها تذهب بنا أيضاً إلى دراسة الموقف الأمريكي لنعرف من الطرف الذي تحركه أمريكا داخل القصر الملكي وماذا يمكن أن تفعل لدعمه ضد خصومه وما هي أولويات هذا الطرف . وعموماً ، من يستطيع أن يجدد مصلحة أمريكا بالضبط هو من يستطيع توضيح الموقف السعودي. السعودية تروج الآن لوجود وفد مفاوضات من أنصار الله في الرياض ، وأن المفاوضات معه تسير بشكل إيجابي ، ووراء هذا الترويج قد يقف واقعاً مغايراً أو حقيقياً وقد يكون إلى جانب ذلك نية خبيثة للالتواء على أنصار الله ثم إدخالهم في دوامة عبثية من الشائعات الإلإعلالامية الكيدية.. ولكن على أية حال ، بالسعودية تستخدم أسلوباً بعيداً كل البعد عن البراءة والشفافية وهي تتحدث عن هذا الموضوع . برغم ذلك ، لا نستطيع حالياً إلا الانتظار ، والانتظار بحذر ، وبدون أي مبالغات عاطفية. في النهاية : نحن لسنا ضد إيقاف الحرب، ولكننا لا نؤمن السعودية أبداً . وبعبارة أخرى : أياً كان الاتفاق الذي سنصل إليه ولو مبدئياً ، من يضمن لنا أن السعودية ستلتزم به؟ لأننا سئمنا تجريب مصداقيتها.