> تدمير (249) مرفقا صحيا بينها مستشفيات رئيسية تمثل العمود الفقري للقطاع الصحي
إعداد/حاشد مزقر
في سابقة لم يشهد لها التاريخ في العصر الحديث مثيلا كانت المستشفيات والمرافق الصحية في اليمن هدفا مباشرا لقصف العدوان السعودي الغاشم ..وأمام عدسات العالم وضميره الميت سريريا.. تقوم طائرات العدوان وبطريقة ممنهجة على مدى عام بتدمير مقومات المنظومة الصحية من مستشفيات ومراكز ومستوصفات ووحدات صحية إسعافية ومخازن أدوية ومكاتب صحة ..دون ان يحرك العالم ساكنا..
ومع دخول العدوان على اليمن عامه الثاني تكون المنظومة الصحية قد دخلت مرحلة الانهيار النهائية حيث بلغت نسبة الدمار الذي طالها أكثر من 70% بحسب تقارير وزارة الصحة.
كما أن هناك عدداً من المستشفيات التي تم تدميرها تعد مستشفيات رئيسية ومركزية وتمثل العمود الفقري للنظام الصحي في المحافظات وبلغ إجمالي تلك المستشفيات(7) فيما بلغ إجمالي المستشفيات التي توقفت عن العمل واغلقت ( 9) مشافي إما بسبب تضررها من القصف أو لنزوح الكادر الطبي منها هربا من نيران القصف.
وطبقا لتقرير المركز القانوني فقد بلغ إجمالي المرافق الصحية بشكل عام التي تم تدميرها على مدى عام على العدوان (249 ) مرفقا منها مراكز للطوارئ مختبرات مركزية ومراكز نقل دم ومراكز للغسيل ومراكز رعاية ومخازن تموين دوائي بالإضافة إلى استهداف عشرات من سيارات الإسعاف وكان أبشعها استهداف سيارات الاسعاف بمحافظة صعدة والتي تم توثيقها بكاميرا احد الإعلاميين واستشهد خلالها عدد من المسعفين والكادر الطبي.
وبالنظر إلى خارطة الاستهداف تأتي محافظة صعدة في مقدمة المحافظات المنكوبة صحيا فقد استهدف القصف كل بنيتها الصحية ولم يعد فيها أي مرفق صحي سليماً حيث دمرت غارات تحالف العدوان السعودي المشافي الرئيسية فيها بشكل كلي كما دمر القصف كل المراكز الصحية البالغ عددها 39 مركزا صحيا أدى إلى نزوح الكادر الطبي منها ..
وشمل قصف طيران العدوان مصنع الأوكسجين الوحيد وتم تدميره كلياً وكذا تدمير مكتب الصحة والمعهد الصحي, وبذلك يكون العدوان قد دمر جميع عناصر المنظومة الصحية في محافظة صعدة وأخرجها تماما عن الخدمة مما أدى إلى حرمان ضحايا العدوان السعودي من خدمات الإسعاف وإنقاذ الحياة ولذلك تزايدت الوفيات بمعدلات عالية في أوساط المصابين كما أدى قصفها إلى حرمان الأطفال من خدمات التحصين التي توقفت في المحافظة بشكل كامل نتج عنه ظهور حالات إصابة بالحصبة بمعدلات غير مسبوقة حيث بلغ ما أمكن تسجيله أكثر من (500) حالة بحسب ما رصده الائتلاف المدني لرصد جرائم العدوان.
وفي السياق ذاته اشارت وزارة الصحة الى انتشار أمراض أخرى لم تستطع الوزارة رصدها لتوقف عمل المنظومة الصحية في محافظة صعدة وهوما ينذر بكارثة صحية ستكون السيطرة عليها خارج القدرات الصحية المتبقية لليمن بشكل كامل. كما طال القصف العديد من المستشفيات في أمانة العاصمة منها مستشفى القدس والسبعين بالإضافة إلى 10 مرافق صحية.
وكذا استهداف مخازن الأدوية التابعة للمستشفى العسكري في منطقة سعوان.
وعلى خط الاستهداف المستمر قصف العدوان 3 مرافق في محافظة صنعاء و 3 مرافق في مأرب وتوقف أكثر من 40 مرفقا صحيا وتم تدمير مشفيين في الضالع ومشفيين في شبوة و 3 مشافي في عمران وأكثر من ما جعل مرافق في حجة التي ارتكب ارتكب فيها العدوان مجزرة في سوق مديرية مستبأ مؤخرا ما جعل المنظومة الصحية المدمرة في هذه المحافظة عاجزة عن مهمة إسعاف وإنقاذ الكثير من المصابين باستثناء مهمة الاسعافات الأولية .
وفي محافظة عدن طال القصف خلال النصف الأول من عام العدوان 20 مرفقا صحيا منها مشفى الجمهورية الذي يعد المشفى الرئيسي لها كذلك توقفت مشافي مديرية كريتر ومشفى باصهيب العسكري عن تقديم الخدمات الصحية خلال تلك الفترة ولازالت بعد دخول وحدات من تحالف العدوان وسيطرتهم عليها حيث لم يتغير واقعها .
وبحسب تقارير دولية فقد توقفت خدمات التحصين في معظم مديريات عدن , وأصيبت المنظومة الصحية فيها بشلل شبه كامل نتيجة الفوض الاحتلالات الامنية التي تشهدها المحافظة بشكل غير مسبوق والتي انعكس تأثيرها على مختلف جوانب الحياة شمل ذلك التدهور الحاد في الخدمات الصحية مما أدى إلى انتشار الأوبئة فيها وأصبحت مدينة موبوءة بحمى الضنك التي حصدت حياة العشرات من السكان.
وامام هذا الصلف باتت المنظومة الصحية في كل محافظات الجمهورية خارج اطار الخدمة مشلولة مدمرة بصواريخ طائرات العدوان مما أدى إلى تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة وما تبقى من المنظومة الصحية يواجه الحصار الجائر اللا أخلاقي من منع لدخول الأدوية الضرورية والمنقذة للحياة وأغذية الأطفال وأدوية السرطان والأمراض المزمنة .
وتؤكد الهيئة العليا للادوية انه مع دخول العدوان شهره الثاني عشر تكون أدوية الأمراض المزمنة قد نفدت من مرافق الصحة العامة وأوشكت على النفاد في المرافق الخاصة . وفاقم من صعوبة الوضع منع الوقود من الدخول بشكل دائم لليمن كذلك استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي لا يمكن معه تشغيل الأقسام الحيوية في المستشفيات المتبقية كالعنايات المركزة وغرف العمليات وأجهزة الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال وصعوبة وصول الكادر الطبي إلى معظمها. مما سبق يمكن الجزم بان هناك كارثة إنسانية صحية هائلة لشعب بأكمله هو شعب اليمن ، يفوق حجمها وأضرارها ومخاطرها حجم وأضرار ومخاطر القصف عشرات المرات والتي تجاوزت ضحاياها ضحايا أي حرب أخرى ، فقد بلغ عدد حالات الإصابات التي استقبلتها المرافق الصحية بحسب تقرير المركز القانوني 16 ألفا و500 حالة وبلغت الوفيات 8 آلاف و446 حالة وفاة كل ذلك يجري في غياب مستمر للضمير الإنساني العالمي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله دون أن يحرك ساكنا.