الثورة نت / د. عبد الوهاب الروحاني
رسمت الحشود المليونية التي شهدتها العاصمة الإبية صنعاء يوم 26 آذار / مارس الجاري لوحة يمانية نادرة, تجلت فيها كل الوان الإبداع اليماني .. هزت الوجدان الوطني واظهرت قوة هذا الشعب و عظمته ..ِِ
أنه شعب ممتلئ بالوحدة والصمود..عام كامل وهو يواجه طائرات العدوان وبوارجه .. يواجه تحالف أكثر من 18 دوله معظمها افريقية صغيرة لا تعرف لماذا هي مشاركة في التحالف ضد اليمن, ولا تعرف ما يجري فيه, لكنها تعرف أن السعودية تدفع لها أموالا لتزين تحالفاتها في حربها الهمجية الخاسرة في اليمن امام الغرب المتواطئ مع اموالها .
في ميدان السبعين وفي الحربية رسم الشعب اليمني لوحته البديعة التي بعثت في الشرفاء الامل واحيت فيهم روح التفاؤل.
تلك الحشود التي تداعت من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب مثلت استفتاء جديدا على الوحدة .. ورفض مشروع الفدرله والتقسيم, كما استفتت على رفض العدوان, واستفت على وحدة الصف الوطني في مواجهته.
انا متفائل بطبعي, وذلك اليوم الذي كان يوما وطنيا بإمتياز, حفزني لقراءة المشهد في بوست صغير نشرته على صفحتي في “الفيسبوك وتويتر” إللتين صرت اهجرهما كثيرا.
كتبت أن صنعاء بحشودها الوطنية الرافضة للحرب والعدوان تبعث للعالم 5 رسائل مفادها:
– أن اليمن لن يركع
– السعودية لن تنتصر
– الاعلان عن انتهاء دور هادي ومرتزقة الرياض
– فرض قراءة دولية جديدة لليمن و للعدوان.
– تشكل خارطة وطنية جديده.
أثارت تلك النقاط – على اقتضابها – قدرا كبيرا من الانزعاج عند البعض وصل حد الإساءة والتجريح .. وربما كانت كلمة “الارتزاق” هي الأكثر وجعا, وصدقوني حاولت البحث عن مفردة أخرى اخف وقعا لكني لم اجد للاسف.
وبرغم اني اقدر انزعاج الكثيرين من هؤلاء وبالذات من كتب في رسائل خاصة بين شتام ومعاتب, لكن ذلك – كما قلت – يظل رأيي الذي اقف عليه واعتد به.
ومع كل هذا, أجدها هنا مناسبة لأ قول “للمقاومين” الذين يطلون من فنادق الرياض وقنوات “العربيه” والجزيرة, ولمن يرفعون صور القتله والغزاه من أمراء وشيوخ النفط ويرشدونهم لقتل أطفالنا ونسائنا وتدمير وطننا أن يراجعوا حساباتهم وإن بعد خراب ملطا, وعليهم – على الاقل – أن لا ينتظروا من الناس ان تصفق لهم وهم على هذا الحال من الخيانه والارتهان .
كان يمكن أن نؤيد “مقاومة” هؤلاء لو انهم واجهوا الموقف بشرف من الداخل وكانت الدولة ومؤسسات الجيش والأمن بأيديهم لكنهم انزلقوا الى مقاومة التفريط .. ففرطوا بالسيادة وقتلوا اهلهم ودمروا كل الوطن بآلة الحقد السعودي الأعمى التي ظلوا يدرسونها لنا ولاجيالنا طيلة أكثر من خمسين عاما في مدارسهم ومعاهدهم المؤدلجة (إخوانية واشتراكية .. وقومية ناصرية) !!.
فكيف يمكن أن نصدق اليوم ياسين سعيد نعمان ولسان حاله يقول ” أن السعوديةتدافع عن الشرعية والتعددية السياسية في اليمن, ولم تعد الرجعية المتخلفة والمتآمرة علي اليمن, وأصبحت حمامة سلام بعد أن كانت ربيبة الامبرياليه العالمية” !! .. كيف يمكن أن نصدق نعمان ونكذب عبد الفتاح إسماعيل, وسالمين, وقحطان الشعبي, وعبدالله باذيب, وجارالله عمر, وعمر الجاوي ؟!!
كيف يمكن أن نصدق فتوى الشيخ الزنداني بقبول العدوان اليوم ونرفض فتاواه السابقه التي تعلمنا منها رفض العدوان وأن السماح بالتدخل الخارجي في شئوننا الداخليه يعني الخيانه الوطنية العظمى, ويعني التعارض مع قيم الدين الاسلامي وعدالة السماء؟!!
كيف نصدق اليوم عبد الملك المخلافي, وسلطان العتواني – وهما القياديان الناصرين- فيما يقولانه عن حرص آل سعود على حماية شرعية الجمهورية والوحدة في اليمن ونكذب الزعيمين الراحلين جمال عبد الناصر, وإبراهيم الحمدي ونكذب مقتله ؟؟؟
كيف يمكن أن نصدق هؤلاء “المقاومون الجدد” ونكذب الرئيس الارياني والأستاذ النعمان اللذين قاوما االسعودية وحاوراها في حرض منتصف الستينات على ترك اليمن وشأنه بعد ثمان سنوات من حربها ضد الجمهورية وضد إرادة الشعب؟!
كلام لا يستقيم .. فلا يوجد مبرر لمن يرفعون صور مجرمي العدوان السعودي على اليمن وقتل نسائه وأطفاله وشيوخه وحرق مزارعه وتدمير آثاره ومصانعه إلا أنهم قد خانوا الأرض والعرض .. وداسوا على الكرامه الوطنية من أجل السلطة والمال.. !!.
ختاما نقول لهؤلاء:
¤ عاصفتكم فشلت وأبرز أهدافها كانت قتل الأبرياء من الشعب.
¤ شرعيتكم انتهت, لأنه لا شرعية لمن يقتل شعبه ويقدم للعدو احداثيات الأسواق الشعبية, ويرشده لضرب المخابز ومصانع الألبان وجمعيات المكفوفين ومخيمات الاعراس ومنازل وبيوت المواطنين.
¤ لا شرعية لمن يقتات من دماء وأشلاء الأبرياء .. فانتم تأكلون وتشربون من لحوم ودماء أبناء شعبكم.
وإذن, فيوم 26 مارس 2016 كان يوما يمنيا مشهودا .. قال الشعب اليمني فيه من أقصاه إلى اقصاه كلمته , واستفتى على قيادته وأعلن موقفه من العدوان .. ودعا الغزاة إلى حوار الأقوياء.
فذلك هو اليمن, وتلك هي إرادته, والمقاومة التي يجب أن يفهمها الجميع هي المقاومة ضد الغزو والتدخل الخارجي وليست ضد من ينافح عن حياض وطنه, ويذود عن شرفه وعرضه .
رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية