الثورة نت../ حسين الكدس
أقام منتدى صنعاء الثقافي بالتعاون مع الجمعية الفلكية اليمنية والجمعية الجغرافية اليمنية في ندوة علمية يوم الاثنين الماضي، بدأها الباحث عدنان الشوافي بسؤال طرح للمجتمعات العلمية والفلكية والباحثين حول العالم من قبل المدون والمؤلف الأمريكي ريموند تاورز في مدونته على إثر ندوة سابقة في فبراير الماضي كانت للباحث الشوافي بعنوان« تفسير الحركة المركبة لنظام الازدواج (بلوتو وشارون) حسب فرضية كرات الاتزان المركبة، لما احتوته الندوة السابقة من إثباتات للتعارض في البيانات بين ما يتم رصده بواسطة ناسا وما يتم استنتاجه بواسطة القوانين وقدمت التفسيرات والحلول، كما أشار المدون الأمريكي إلى كل المهتمين والمتخصصين بالفلك والرياضيات المعقدة لاستعراض الأقران والتحكيم لما طرحه الباحث الشوافي، ودعا العامة لجعل صوت الشوافي يصل للعالم، لأن ما يطرحه مسنود بالكثير من العلم .
وفي نفس السياق يوضح الفلكي الشوافي نموذجا من التعارض في البيانات فهل بلوتو وشارون مزدوج بحيث يدور شارون بسرعة مدارية 198.91 متر بالثانية وعلى مسافة 17470 كيلو متراً حول مركز الجذب المشترك بحسب ما تستنتجه قوانين السرعة المدارية وبحسب ما تم توضيحه وتفسيره بالرسومات من قبل ناسا للازدواج، في نفس الوقت هذه البيانات تدحض استنتاجات تطبيق قانون كبلر الثالث وتطبيقاته على شارون مع بقية الأقمار حول بلوتو والتي تستنتج أن شارون يدور على مسافة 19596 كم من مركز بلوتو ليحقق قانون كبلر الثالث وتكون السرعة المدارية لشارون 223 متراً بالثانية وكذا البيانات المرصودة من قبل ناسا بأن السرعة المدارية لشارون تقريبا 230 متر بالثانية، إضافة إلى ذلك مشكلة العجز في حساب كتله جميع الأقمار لبلوتو على أساس منهجي علمي.
ووجه الباحث الشوافي رسالة إلى الأوساط العلمية والفلكية والبحثية المتخصصة بالتحكيم واستعراض الأقران، لأن ما طرحه تم على أساس علمي منهجي مبني على الرياضيات والمنطق لفرضيته والتي كان قد نشرها في كتابه عام 2013 بعنوان “فرضية كرات الاتزان المركبة .. مقاربة في علم الفلك “، وتم تطبيقها على دراسة الإحداثيات لبلوتو وشارون في الصور المتتالية التي نشرت بواسطة نيوهورايزون (مهمة ناسا إلى بلوتو وحزام كايبر) وكما تم تطبيقها على البيانات المرصودة من قبل ناسا والجهات العلمية الأخرى، مؤكدا أن فرضيته لا تتعارض مع حقائق مثبتة بل بالعكس تحتوي و تؤكد كل بيانات ناسا على أساس رصدي واقعي، وما عداه من تفسيرات أو اجتهادات تخضع للدراسة والمقارنة، فإن الإخفاق في حساب الكتلة للأقمار حول بلوتو كنتيجة لإخفاق ثابت الجذب العام الذي جاء بعد تجربه العالم هنري كافنديش بتجربة وزن الأرض وتم تحديد ثابت الجذب العام والذي قد يكون نجح إلى درجة دقيقة، فيما يخص الجاذبية للأرض مع الشمس ومن الطبيعي أن يحتمل الإخفاق في أنظمة أخرى كما نعتقد ذلك، وهذا سبب الإخفاق في حساب كتلة أقمار بلوتو، دعونا نقترح إعادة التجربة على سطح القمر فمستلزمات التجربة ممكن أن تكون بضع كيلو جرامات، أو بواسطة أحد الريبورت المرسلة إلى كوكب آخر، حتى تجيب على المشكلة في حساب الكتلة والمشكلة في انحراف منحنى سرعة النجوم في أطراف المجرات عن ما تتوقعه نتائج قوانين الجاذبية.
وأكد الشوافي بأن فرضية كرات الاتزان المركبة جاءت بعد دراسة لأكثر من 15 سنة وتطبيقات لاحتمالات واسعة للعوامل المحتمل ارتباطها بالتغيرات لثلاثة قطوع ناقصة وهي القطع الناقص لحركة الكوكب حول الشمس مستندا على ما تضمنته قوانين كبلر وغيرها من تفسيرات لهذا القطع الناقص مضيفا ما يرسمه مستوى هذا القطع من اثنين مقاطع للكوكب والشمس والتغيرات التي تحدث في الثلاثة القطوع نتيجة الحركة المدارية بميل محوري وميل مداري، فان ذلك يجعل منظور الكوكب متغير من زوايا مختلفة أثناء مداره حول الشمس مما يجعل المدار بشكل اهليجي (قطع ناقص) وليس دائري تماما.
كما أشار الباحث الشوافي إلى أن فرضيته تحاول الإجابة على سؤال أوسع فإذا كان بلوتو كما هو معروف يحقق الاتزان بين قوة الجذب والطرد المركزي في الحضيض على مسافة 4.44 مليار كم من الشمس، لماذا يبدأ بتخفيف سرعته المدارية حول الشمس والابتعاد إلى الأوج ليصل إلى مسافة 7.31 ملياركم ليحقق نفس الاتزان بين الجاذبية والطرد المركزي ويبدأ بزيادة سرعته المدارية ليعود إلى الحضيض، ما الذي يحصل بداخل بلوتو ليزيد سرعته أو يكبحها المفترض لو حقق الاتزان بالحضيض لماذا يذهب إلى الأوج والعكس صحيح، طالما وكتلته ثابتة المفترض أن يستقر على مسافة ثابتة لأن كتلته ثابتة وبالتالي الجاذبية مستقرة وكذلك ليغير من سرعته ما هي الطاقة (الوقود) اللازمة لإجراء مناورة تغيير السرعة المدارية لو افترضنا أن بلوتو قمر صناعي بكتلته المعروفة، وقس على ذلك المشترى وبقية الكواكب والأجرام السماوية فمن أين تأتي بهذه الطاقة لتغير من سرعتها ثم تكبحها ذهابا وإيابا بين الأوج والحضيض على مر الزمن، ولكن فرضيته تشير إلى أن طاقة الجاذبية مكتسبة من الحركة.
الندوة أدارها الأستاذ/ علي محمد الحبيشي رئيس المنتدى وعقب على الباحث الدكتور/ محمد عبدالعزيز يسر، رئيس الجمعية الجغرافية اليمنية وأشار إلى أن علم الفلك من العلوم الواسعة وحجمه بحجم الكون وأننا نعول الكثير على الفلكيين في بلادنا الحبيبة لتقديم المزيد من الأبحاث التي تضع النقاط على الحروف لما يحمله تاريخنا اليمني من رصيد تاريخي كبير في هذا العلم على مر العصور، حضر الندوة القاضي يحيى بن يحيى العنسي الأمين العام للجمعية الفلكية اليمنية وعدد من الأكاديميين والفلكيين والمهتمين.