الثورة/محمد الفائق
في مأمن ، يعيش أبناء قرية بيت رجال بمديرية بني مطر كغيرهم من أبناء القرى المجاورة بعيدين عن المعسكرات أو المواقع العسكرية ، ويمارسون نشاطهم وحياتهم الاعتيادية ذهابا وإيابا من المنازل إلى الأرض الزراعية .. وحالهم لا يختلف كثيرا عن بقية أبناء الشعب الذين يتألمون جراء ما يتعرض له وطنهم من عدوان غاشم .
مجزرة جديدة
لم تمر سوى عشرة أيام منذ بدء العدوان الغاشم والظالم على اليمن ، حتى كانت هذه القرية هدفا من أهداف الشيطان ، ليختار السادس من أبريل من العام الماضي موعدا لشن غاراته المتوحشة على منازل المواطنين في هذه القرية الجميلة ، ويدمرها على رؤوسهم.
سجل العدوان هدفه في مرمى الأطفال والنساء تحديدا في الساعة الثانية عشرة ظهراً عقب عودة المزارعين والأطفال إلى المنازل لتناول وجبة الغداء، معلنا انتصاراً جديداً على لسان متحدثه العسكري عسيري .
5شهداء و12 جريحاً
كانت فاجعة للمنطقة ككل ولأهالي القرية التي لم يكن في حسبانهم أنهم سيكونون هدفا من أهداف العدوان الوحشية والغطرسة ، أو أن قريتهم ستشوهها صواريخ آل سعود ، وتسفك دماءهم وتزهق أرواحهم .
خمسة شهداء، امرأتان وثلاثة أطفال و12 جريحا و17 منزلا كانت الحصيلة الأولية لتلك المجزرة، وكلهم من أسرة واحدة يعولهم صالح يحيى شعلان ، الذي فقد زوجته وابنتيه وطفله وطفلاً آخر من أقاربه ودُمّر منزله بالكامل…
حازم محمد الهيلمة 7 أعوام وشعلان صالح شعلان 3 أعوام وانتصار شعلان 15 عاما وسمية شعلان 20 عاما ووالدتهم لطيفة الرميم 50 عاما ، أزهقت أرواحهم من دون ذنب أو سبب وهم في منزلهم آمنين بأمان الله ..
تناثر جثث الضحايا
أهالي القرية عقب المجزرة مباشرة قاموا بعملية انتشال الضحايا ووجدوا بعض الجثث مرمية بعيدا عن المنزل المستهدف ، إذ قذفت بها قوة الصاروخ وقوة ضغط الانفجار بعيدا .. مؤكدين على وحشية العدوان وجبنه وسقوطه الأخلاقي والديني في استهداف المنازل والقرى والأطفال والنساء ، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه المجازر الوحشية التي ارتكبها آل سعود بحق أبناء اليمن .
حول العدوان القرية إلى فوضى عارمة ودماء متناثرة وجراح موزعة ،كما هي عادته في كل منطقة يقوم باستهدافها .. منازل أخرى في القرية كانت مدمرة كلياً وجزئياً جراء الغارة ، فضلا عن نفوق مئات الحيوانات من الأغنام والأبقار .
هدف آخر
بالقرب من قرية بيت رجال كان هناك هدف آخر من أهداف العدوان الا انه لم يتحقق ، حيث استهدف طيران قرية ((كشر بيت الفائق)) بصاروخين ولكنهما لم ينفجرا ، ولم يصب أحد سوى بعض الأضرار في المنازل والمصنع المجاور للقرية .