وقف العدوان وليس القتال

اسكندر المريسي

سبق وان تمت الإشارة إلى أن المباحثات السياسية المرتقبة فيما إذا تحققت بحسب الموعد المقرر لها في ?? ابريل بدولة الكويت  قد تنجح بالنظر لما افاد به المبعوث الدولي ولد الشيخ في إعادة إنتاج الصراع للأبعاد الداخلية تحت مسمى حكومة وحدة وطنية .
خصوصاً وهناك تجارب سابقة في هذا المجال ، فاليهود في مباحثات اوسلو التي تمت مع الفلسطينيين كان الرهان من جهة تل ابيب على القتال بين الاطراف الفلسطينية مع بعضهم البعض وحصل ذلك بالفعل في غزة .
وإذا ما قرأنا الواقع الراهن فإن مسمى الامم المتحدة بحسب تصريح مبعوثها الاممي اشارت إلى وقف القتال في كافة انحاء البلاد قبل بدء المفاوضات ، والمعنى المراد من ذلك، ان ما هو حاصل في بلاد اليمن قتال داخلي وليس عدواناً خارجياً إضافة إلى ذلك فإن الامم المتحدة كأنها من وجه بذلك العدوان لأن مبعوثها هو من أعلن وقف ما يسميه بالقتال انكاراً لما حدث من عدوان ثم تعزيزاً أو بحثاً لايجاد انقسامات داخلية تراهن على وجودها القوى الخارجية من خلال المحادثات المرتقبة فيما إذا نجحت في الكويت حسبما هو مقرر لها لجهة اليمنيين مع بعضهم البعض كان يفترض لها أن تكون داخل البلاد لا خارجها .
ولا توجد خلال الفترة المرتقبة بين وقف العدوان وبين المفاوضات أية ضمانات دولية حيال عدم استمرار الاعمال العدوانية أو تكرار مثل وبعد أو اثناء المباحثات على اعتبار ان التهدئة التي حصلت من قبل الجانب اليمني في الحدود وان كانت قد قامت على تفاهمات مسبقه إلا انها لصالح المملكة بالتأكيد .
حيث سبق للعسيري وان تحدث عن حل يمني شامل دون توضيح حول وقف الاعمال العدوانية خلال المفاوضات أو فيما إذا حصل ذلك الحل وان كان المعنى المراد منه البحث عن انقسامات داخلية بين اليمنيين وتلك سمة معروفة عن الامم المتحدة ناهيك عن الاجندة الخارجية التي تنفذ ذلك ليس في بلاد اليمن فحسب ولكن في معظم البلدان النامية يوجد تدخل خارجي في الشأن الداخلي .
فما هي الضمانات التي تحول دون ذلك التدخل بعد المفاوضات ولماذا لا تكون المحادثات التي يجري الحديث عنها لصالح القوى الخارجية التي تراهن على الانقسامات السياسية خاصة بعد مرور عام منذ بداية ذلك العدوان تسعى تلك القوى كما اتضح من خلال تصريحاتها الضمنية إلى أن يكون الوقف الشامل للعدوان ليس مقابل الحوار أو التفاوض وهو ايجاد الانقسام الداخلي بين اليمنيين بالنظر إلى ما تسميه الامم المتحدة بوقف القتال في انحاء البلاد كأن المشكلة يمنية داخلية وليس عدواناً خارجياً على اليمن بحسب رؤية المنظمة الاممية للحل أو للتسوية التي من خلالها تريد وقف العدوان مع ضمان ايجاد قتال داخلي بين اليمنيين .
وهو ما تسعى إليه كما اشرنا القوى الدولية خصوصاً دول التحالف المعادية لليمن وهذا ما ينبغي التنويه له والتحذير من عواقبه الواضحة لا سيما بعد صمود اليمن في مواجهة العدوان السعودي الغاشم  .
وهو ما يتطلب من القوى السياسية المناهضة لذلك العدوان تعزيز الصف الوطني والنأي به عن بوادر الانقسامات السياسية مهما كان شكلها أو نوعها حتى لا تكون هناك فرصة سانحة تجعل المعتدين على بلاد اليمن يحققون في المباحثات السياسية ما عجزوا عن  تحقيقه في العمليات العسكرية سيما وآل سعود ومعهم الامم المتحدة يريدون كما قلنا ان يتوقف العدوان شرط توسيع الانقسام الداخلي لكي لا يكون في البلد اصطفاف وطني حقيقي.

قد يعجبك ايضا