> رياض معوضة: لا عزة ولا كرامة للمرء في وطنٍ يُستباح من الأعداء وأبناؤه يتفرجون عليه
> عبدالفتاح الصريمي: لن يلهينا مرتزقة الداخل عن استعادة أراضينا المحتلة في جيزان ونجران وعسير
> عبدالله الجماعي: رغم الجراح أشعر بتوق وحنين لأرض المعركة؛ أرض العزة والمجد والشموخ
> ناجي الحمزي: أكبر كذبة القول أن للسعودية جيشاً فقد كانوا يفرون أمامنا مثل النعاج
> عبدالله الخظمي: في جبهة باب المندب هرب المرتزقة أمام زحفنا رغم الإسناد الجوي والبحري وعتادهم الحديث
> فيصل شوعي: الموت لا محالة آتٍ ومن الأفضل أن يأتينا ونحن ندافع عن وطننا بشموخ وعزة ومجد
> زياد زومل: كنا نشعر باعتزاز لا مثيل له ونحن نعبر الحدود المصطنعة نحو أراضينا المحتلة في عسير ونجران
> عبدالملك الكبسي: ذهبنا لجبهة الدفاع عن الوطن والشوق يحدونا لنيل إحدى الحُسنيين: إما النصر وإما الشهادة
> مجاهد صالح: على مرتزقة الداخل أن يعرفوا أننا جميعاً مستهدفون من هذا العدوان وأننا لن ننكسر
> مالك الصربي: خرجنا للقتال دفاعاً عن وطننا والذود عن حياضه في مواجهة عدوان غاشم وجبان
> محمد هاشم: انطلقتُ بدراجتي النارية كالسهم داخل أراضي العدو فولوا هاربين وهم بأحدث العتاد
استطلاع/ فايز محيي الدين
عامٌ كاملٌ مَرَّ منذ بدء العدوان السعودي وتحالفه المشبوه على اليمن، خلَّفَ وراءَهُ الكثير من الخراب والدمار وآلاف القتلى من الأبرياء، فضلاً عن ما ألحقه من أضرار اقتصادية جمة.
ورغم هذه الجرائم التي ارتُكِبَت بحق الشعب اليمني وبُنيته التحتيه، ورغم الحصار القائم والعدوان المتواصل، إلّا أنَّ هناك صفحات مشرقة يسطرها المجاهدون في مختلف جبهات العزة والشرف، ومثلها صور تنضح بالشموخ في مكانٍ لم نكن نتوقع وجودها.. إنها صور جرحى العدوان من المجاهدين الأبطال الذين ذهبوا لجبهات القتال بقناعة تامة للدفاع عن وطنهم والذود عنه.
لقد وجدنا في صلابة عزيمتهم وإيمانهم بقضيتهم واستعدادهم لخوض المعارك مجدداً بعد شفائهم من جروحهم ما يعجز اللسان عن وصفه. إنهم يحملون عزيمة فولاذية تستمد قوتها من إيمانهم بعدالة قضيتهم، ما يجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وهم يرون تلك الجراح الغائرة في أجسادهم، والتي يعتبرونها نياشين عزة ومجد وسؤدد.
في هذا الاستطلاع سنتعرف على بعض قصص أولئك الجرحى الميامين الذين يسطرون بدمائهم وما يفقدونه من أعضائهم أسمى وأنصع صور التضحية والبذل والعطاء والمحبة لهذا الوطن الغالي.. فإلى الحصيلة:
الجريح ((رياض عبده حمود ناشر معوضة)) أحد جرحى المجد والبطولة، وقد أُصيبَ في جبهة الجوف، تحدثَ إلينا بشموخ الأبطال وعزة الصناديد الذين لا يأسون على شيءٍ يقدمونه لأجل أوطانهم وإن كان ذلك دماؤهم وأجزاء من أجسادهم.
تحدثَ إلينا وهو يشير إلى عينه التي تم زراعة عين صناعية بدلاً منها، والأخرى التي لم يعد يرى فيها إلا قليلاً، فضلاً عن الجراح الغائرة في مختلف جسده.. قال أنه ذهبَ للقتال دفاعاً عن وطنه ضد العدوان السعودي الغاشم وهو يثق أنَّ الموت حليفه وأنه سيفوز بالشهادة، لكن الله أمد بعمره رغم الجراح الغائرة ليعود بإذن الله مجدداً للدفاع عن وطنه الذي آمن بقضيته وأيقنَ أنْ لا عزة ولا كرامة للمرء في وطنٍ يُستباح من الأعداء وأبناؤه يتفرجون عليه.
يتحدث عن إصاباته وكأنها نياشين، ويشرح تفاصيل المعركة التي أصيبَ بها وكأنه يتحدث عن رحلة سياحية ترفيهية نظراً للشوق العارم والافتخار الذي يُبديه لك وهو يتحدث عن تلك المعركة، ما يشعرك أنك أمام بطلٍ من طرازٍ فريد، بل وتشعر حينها أنه نال شرفاً عظيماً تتمنى لو كنتَ أنت معه في تلك المعركة.
رياض معوضة أنموذج لآلاف الجرحى الذين تعج بهم المستشفيات، ورغم جراحهم البليغة إلا أنك تكاد لا تسمع لهم أنيناً ولا توجعاً ولا صراخا، وهي شهادة أنا مسئول عنها يوم القيامة. أقسم بالله ما سمعتُ أنيناً ولا صراخاً ولا رأيتُ تبرُّماً ولا ضجراً لدى أي جريح قابلته أو رأيته في أقسام الرعاية والحروق وغيرها من الأقسام التي تعج بها المستشفيات.
لقد أذهلوني بشموخهم الذي يطاول الجبال، وعزيمتهم التي لا تفل.. إنهم فعلاً أحفاد اليمنيين الذين قهروا كل الغزاة، وبهم سيسطر المجدُ صفحات ناصعة في جبين التاريخ على مَرِّ العصور.
رفعة الوطن
تركتُ رياض معوضة الذي بدا شامخاً كالجبال، معتزاً بما نال من شرف التضحية لأجل الوطن، لأنتقل إلى زميلٍ له بجواره أُصيبَ في معركة جبل حبشي، وهو الجريح البطل ((عبدالفتاح سعيد علي الصريمي)) الذي فقدَ هو أيضاً إحدى عينيه بشظايا قنابل أُطلِقَتْ عليهم في الموقع الذي استولوا عليه عقب دحر عناصر العدوان والمرتزقة الذين تسللوا إلى تلك المناطق خدمةً لمموليهم من الأعداء الذين أرادوا بوطننا الشر، وبثوا عناصرهم المرتزقة في مناطق شتى لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي وإلهاء الجيش واللجان الشعبية عن المعركة الأهم المتمثلة في استعادة أراضينا المحتلة في جيزان ونجران وعسير.
تحدث إلينا عبدالفتاح الصريمي وهو يكاد يعلو على جبال عيبان ونُقُم وعطان شموخاً واعتزازاً بما قدّمَه من جسده لأجل رفعة ومجد هذا الوطن.. الوطن الذي آلى على نفسه وأقسم أنه سيواصل الدفاع عنه حتى آخر قطرة من دمه، ولن يتراجع ولن يتهاون مادام في جسده عرقٌ ينبض.
لم يسعني حينها إلا أن أوجه له التحايا والامتنان باسم كل مواطن يمني شريف بقيَ على تراب وطنه وفي سكنه آمناً محمياً من الأعداء بفضل هؤلاء الأبطال.
تضحية وبذل
الجريح البطل ((عبدالله علي بن علي الجماعي)) أُصيبَ في جبهة الضباب محافظة تعز، تحدثَ إلينا وهو يشير إلى إصاباته المتفرقة في ظهره ويده وفمه وعينه بأنّه ورغم إصاباته البالغة لا يزال يشعر بتوق وحنين لأرض المعركة التي أسماها أرض العزة والمجد والشموخ.
وقال بأنّ ما قدَّمه ليس إلا جزءاً يسيراً مما لديه من التضحية والبذل وما هو عازمٌ على تقديمه لأجل وطنه الذي إلى الآن – حسب تعبيره – لم يفِهِ ولو قطرة من مطرة مما يستحقه هذا الوطن الذي أغدقَ علينا بخيراته، وطالما نعمنا بالأمن والسلام والتآخي والمحبة والرخاء والاستقرار في تحت سمائه وفوق ترابه، وهو ما يدفعنا للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل رد جزء من أفضال وطننا الحبيب علينا.
إحدى الحُسنَيين
فيما أصر الجريح البطل ((عبدالملك عبدالله حسين الكبسي)) الذي أُصيبَ في منطقة الجدعان بجبهة مأرب وهو يقاتل ضد مرتزقة العدوان وفلولهم. وأشار لنا إلى الحروق والكسور التي أصابت مناطق عدة من جسمة نتيجة الأسلحة المحرمة التي ألقاها عليهم طيران العدوان السعودي أثناء دحرهم لمرتزقته الذين ولوا هاربين، ولم ينجِهم من براثن الجيش واللجان الشعبية سوى طيران الإف16 والأباتشي التي كانت تقصف مواقع أبطال القوات المسلحة والأمن بهستيريا شديدة في محاولة بائسة ويائسة منه لوقف تقهقر مرتزقته وتقدم أبطالنا.
وأشار في حديثه إلى أنّه ذهب لجبهة الدفاع عن الوطن والشوق يحدوه لنيل إحدى الحُسنيين: إما النصر وإما الشهادة، وأنّ الفضل يعود بعد الله لأسرته التي ربته على التفاني في سبيل الوطن والإيمان المطلق بوجوب الدفاع عن الوطن وكرامته وسيادته بكل ما لدى الإنسان، وفي مقدمة ذلك أعز ما يملكه وهي روحه.
مختتماً حديثه بتجديد العهد لهذا الوطن الغالي بأنه سيظل يدافع عنه صادقاً محباً شغوفاً حتى آخر قطرة من دمه، ويعاهد الله والوطن أنه لن ينثني ولن يتراجع وأنه يتمنى نيل الشهادة مقبلاً غير مُدبِر.
هروب المرتزقة
الجريح البطل ((عبدالله صالح حسن قاسم الخظمي)) الذي أُصيبَ في جبهة باب المندب وهو يقاتل مرتزقة (بلاك ووتر) و (الجنجاويد) السودانيين وبعض فلول الإمارات والسعودية الذين تقدموا ضمن قوات تحالف العدوان بإسناد الطيران المعادي والبارجات الأمريكية والإسرائيلية التي تتواجد في البحر الأحمر وفي خليج عدن.وقد أشار لنا البطل الخظمي بأنَّهم كانوا يواجهون المرتزقة ببسالة عظيمة وبأس شديد وعزيمة مرتفعة لا تكِل، لأنهم (أبطال اليمن) مؤمنون بعدالة قضيتهم وأنهم يدافعون عن أرضهم لتطهيرها من دنس الغزاة والمحتلين، فيما كانت فلول المرتزقة تولّي الأدبار هاربةً رغم العتاد الضخم الذي تملكه والإسناد الجبار الذي يرافقهم براً وبحراً وجوا.
ويؤكد على أنهم غنموا الكثير والكثير من معدات العدوان بعد أن ولَّتْ فلوله الأدبار، تاركةً خلفها أحدث الأسلحة التي لم يعرفها اليمن بعد. فكانت هديةً من الله لقواتنا المسلحة واللجان الشعبية الذين غنموها وعادوا ليستخدموها في نحور أصحابها، ولسان حالهم يردد: “وما رميتَ إذْ رميتَ ولكنَّ اللهَ رمى”.
جبهات العزة
قريباً منه كان يرمقني بنظره الجريح البطل (فيصل غالب علي الشوعي بلال) وكله توق للحديث إليَّ، وحين اقتربتُ منه أشار لكامل جسده الذي بدا محترقا بأماكن كثيرة، وقال لي: نحن لا نحب الكذب مثل مرتزقة العدوان، ها أنت تنظر لحروقي وإصاباتي، وأنا قد أُصبتُ بأحد مواقع القتال في جبهة جبل حبشي.. ومع ذلك لن أكذب وأدعي أن هذه الإصابات نتيجة قصف العدوان كما يفعل المرتزقة، رغم أني لو قلتُ ذلك لما كذَّبني أحد، كوني متواجد في جبهات القتال، لكن الحقيقة أني أصبت بحريق مطبخ الموقع، وقد كان حريقاً نتيجة ضغط غاز المطبخ. ورغم ذلك أنا نادم أن إصاباتي لم تكن بقصف، وعزائي فقط أني كنتُ متواجداً في جبهات القتال، ولم أذهب إلى هناك إلا وأنا على استعداد تام لأضحي بروحي ودمي وكل ما أملك في سبيل وطني.
ولا تزال المعنويات عندي مرتفعة أكثر من ذي قبل، وأسأل من الله الشفاء العاجل للعودة لأرض المعركة لأقاتل دفاعاً عن وطني بكل ما لديَّ من قدرات، ولأخدم زملائي المقاتلين بأي خدمة يسندونها إليَّ، فأي خدمة في جبهات القتال تكون عظيمة ولا غنى للمقاتل عنها وإنْ بدتْ في نظر البعض يسيرة وبسيطة، فكل من هم في الجبهة يكمِّل بعضُهم بعضا.
نعشق الموت
الجريح البطل ((زياد عزيز علي زومل)) الذي أُصيبَ في جبل الدود بجبهة جيزان، مصاب بعدة جروح بشظايا الطيران الذي قصفهم وهم فوق الطقم يخوضون معارك البطولة والمجد.
تحدث لنا بفخرٍ واعتزاز بما أبلاه من دور في سبيل وطنه، معتبراً ذلك جزءاً يسيراً مما يستحقه الوطن. وكم كانت سعادته وهو يصف دُمى ما يسمى بالجيش السعودي الذي كان يولِّي هارباً أمام زحف وتقدم المقاتلين اليمنيين البواسل، حيث لم يكونوا ليروا المقاتلين اليمنيين حتى يلوذوا بالفرار طلباً للنجاة من شجعاننا الأشاوس الذين يعشقون الموت في سبيل وطنهم كما يعشق السعوديون الكبسة ولعب القمار.
شرح وأسهبَ في وصف ثبات المقاتلين اليمنيين وهم يعبرون الحدود المصطنعة باتجاه أراضينا المحتلة في جيزان ونجران وعسير، وأكَّدَ أنهم كانوا يرون الموت وجهاً لوجه وفي قرارة أنفسهم ترحيب كبير بهذا الضيف الذي قد يأتي لك وأنت تمشي في الشارع باصطدام سيارة أو غيرها، لكنه في ميادين البطولة له طعم ومذاق آخر لا يشعر به إلا من خاض معارك البطولة والمجد والعزة دفاعاً عن وطنه.
مشدداً على أنه لن يتوانى عن نصرة وطنه وسيعود لجبهات القتال حال شفائه من جروحه، وسيبذل كل قوته دون كلل أو ملل.
قصف عن بُعد
وأيَّد ما سبق الجريح البطل ((ناجي يحيى حسن الحمزي)) الذي أصيب في نفس الموقع وهو جبل الدود جبهة جيزان، وأرانا يده التي قطعت العديد من أصابعها نتيجة إصابتها بطلقة رشاش عن بُعد من قبل فلول ما يسمى بالجيش السعودي.
وتحدث عن كذبة ما كان يتم تداوله إعلامياً عن وجود جيش سعودي وتعزيزات قتالية جبارة على الحدود وأنه يصعب تجاوزها. ساخراً من أنها أكبر كذبة سمعها بحياته، حيث لم يواجهوا رجالاً البتة، بل أشباه رجال كانوا يولون الأدبار هاربين بمجرد رؤيتهم للمقاتلين اليمنيين الأشاوس، وأنهم كانوا يتركون خلفهم عتاداً لو امتلكه الجيش اليمني واللجان الشعبية مثله لاقتحموا الشرق الأوسط برمته.
مبشراً الجماهير اليمنية بأن النصر حليفنا كوننا نقاتل للذود عن وطننا بعقيدة قتالية عالية، وأنهم كأبطال سيظلون يسطرون ملاحم البطولة في جبهات العزة دون توانِ أو تراجع، وأنّ أسطورة الجيش السعودي والمرتزقة الذين يدعمونهم هم مجرد وَهْم ولا قيمة لهم أمام بسالة المقاتل اليمني الذي يخوض المعارك بإباء دون الخشية من الموت.
منوهاً بأن السعوديين لم يجرؤوا على الالتحام ومواجهة المقاتلين اليمنيين، وكانوا يكتفون بما يقوم به الطيران والقصف عن بُعد بالمدافع والرشاشات والدبابات.
متمنياً لنفسه وزملائه الجرحى الأبطال الشفاء العاجل ليعودوا لخوض المعارك في سبيل رفعة وعزة ومجد هذا الوطن الغالي.
قاموس الأبطال
الجريح البطل ((مجاهد يحيى صالح)) أُصيبَ في جبهة نهم شرق أمانة العاصمة أثناء دحرهم لفلول المرتزقة الذين كانوا يمنون أنفسهم باقتحام صنعاء وانكسروا على عتبة البطولة والشجاعة والشراسة والاستبسال التي أبداها المقاتلون الأبطال في هذه الجبهة مثل مجاهد يحيى صالح وزملائه الأشاوس.
وقد أُصيبَ هذا البطل بحروق شاملة وقوية نتيجة القصف بأسلحة محرمة أحرقت الشجر والحجر، ورغم ذلك كانت نفسيته عالية لحد السماء وشموخه يطاول الجبال رفعةً واعتزازاً وشموخا وهو يتحدث عن عدم وجود مفردات الانهزام والتراجع والخضوع في قاموس الأبطال اليمنيين، وأنهم إنما خرجوا إلى ساحات الوغى وميادين القتال إلا وهم ينشدون إحدى الحُسنيين: إما النصر وإما الشهادة.
موجهاً كلامه لمرتزقة الداخل بأنهم أداة في يد أمريكا وإسرائيل وعليهم أن يتقوا الله بأنفسهم ووطنهم وأبناء شعبهم ولا يقفوا مع العدوان ضد وطنهم وأبناء جلدتهم. مذكِّراً لهم بالخزي والعار الذي سيلحقهم في الدنيا قبل الآخرة، ولعذاب الله أشد وأبقى أفلا تذكرون؟
مؤكداً أن الجميع مستهدف من هذا العدوان، وأنهم كمقاتلين سيظلون على مبدئهم ولن يحيدوا عنه قيد أنملة حتى تحقيق النصر العظيم الذي يشفي غليل كل اليمنيين الشرفاء.. وأنه لن يخرج من المستشفى إلا ليعود إلى ميادين العزة والبطولة والإباء.
أخلاق الشجعان
الجريح البطل ((مالك مسعود عيضة الصربي)) أُصيب في جبهة الجوف بقصف طيران العدوان السعودي وحلفائه المرتزقة، وشملت جروحه حرق وكسور في معظم أجزاء جسده الذي كان مُسجىً بالشاش والضمادات ولا يستطيع الوقوف أو المشي، ومع ذلك لم يبدُ منهزماً أو خانعاً أبدا، بل ظهرَ بعزيمةٍ وشموخٍ قلَّ أن يجد المرءُ مثيلاً لها في كل أنحاء العالم.
تحدثَ عن إيمانه بعدالة قضيته ومظلومية شعبه الذي يتعرض لعدوان ظالم وغاشم دون مبرر أبدا. منوهاً إلى أن قتال المرتزقة والمعتدين هو جزء من الجهاد المقدس لإعلاء كلمة الله ونشر دينه الصحيح.
ووجه للمعتدين رسالة يدعوهم فيها لأن يتحلوا بأخلاق الرجال والشجعان ويوقفوا قصف المنازل وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء والعجزة المسنين، وأن يواجهوا المقاتلين في أرض المعركة كما يفعل الأبطال، لا أن يظلوا محتمين بالطيران ويتعمدوا قصف الأبرياء وهم في مساكنهم آمنون.
متوعداً الخونة بالجزاء العادل، والمعتدين بالثأر ولو طال الأمد.
درَّاجات العزة
زميله الجريح البطل ((محمد عبدالملك هاشم)) الذي أُصيبَ في جبهة جيزان وهو يقود أحد المُتُرات “دراجة نارية” التي يستخدمها أبطالنا الأشاوس في التقدم لغزو مواقع العدو السعودي في جبهات أراضينا المحتلة بعسير وجيزان ونجران. وكم كانت سعادتي غامرة وأنا أُقابل أحد أولئك الأبطال الذين طالما استمتعتُ بمشاهدة إقدامهم وبسالتهم وهم يخوضون المعارك على متن الدراجات النارية ليلقنوا المعتدين دروساً قاسية، ولم أصدق نفسي وأنا أقف وجهاً لوجه مع أحد أولئك الأبطال الذين طالما أسعدونا ببطولاتهم ومشاهدتهم وهم ينطلقون صوب الموت كالسهام دون كلل أو خوف من الموت الذي يعتبرونه ضيفاً كريما.
قمتُ ومرافق البطل (محمد عبدالملك هاشم) برفع البطانية والأغطية التي تقبع على حامل الجراحة الحديدي حتى لا تلتصق الأغطية بجسمه المُصاب بالحروق والكسور، لألتقط له بعض الصور ثم أواصل معه الحديث عن بطولته.
شرح لي بإسهاب وتواضع غير معهود، وكأنه لم يقم بشيء يُذكَر، مع أنّ ما قام به بطولة نادرة وتضحية فريدة يستحق عليها وأمثاله الإشادة والتكريم جيلاً بعد جيل.. إنهم فعلاً صانعو البطولات ومسطرو الأمجاد.
تحدث بأنه أُصيبَ وهو على متن الدراجة النارية لوحده يحمل بعض الأسلحة ويمرق عبر الحدود كالسهم، فيما فلول ما يُسمى بالجيش السعودي يهربون منه في ذُعرٍ وهلعٍ شديد، ولم يكونوا ليتوقفوا حتى يكونوا قد وصلوا إلى أماكن بعيدة ومحصنة، لتأتي طيران الإف16 والأباتشي فتقصف الموقع ويكون هو أحد ضحايا ذلك القصف الهستيري الذي ينم عن جنون وخشية المعتدين من هؤلاء الأفراد القلائل من الأشاوس اليمنيين.
موجهاً تهديده للمعتدين أن يرعووا ويعودوا عن غيهم، ما لم فإنهم موعودون بحربٍ ضروس وطويلة الأمد تستنزف كل ما لديهم، وحينها لن نقف إلا في قصور الرياض والدرعية لوأد وهدم وكر الشر الذي لم ترَ منه الأُمَّة العربية والإسلامية سوى الشر والخراب والدمار.