تفوق قدرات الجيش واللجان على ترسانة العدو

الثورة نت/ إبراهيم السراجي

 

مع اقتراب العدوان السعودي الأمريكي من إكمال عامه الأول، وإعلان الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أمس الأربعاء أن وقفاً لإطلاق النار سيبدأ في العاشر من إبريل القادم على أن تنطلق مفاوضات الحل السياسي في الثامن عشر من الشهر نفسه، يعكف الخبراء والباحثون على تقييم النتائج التي أفرزها العدوان.

 

حول ذلك نشرت وكالة (فراس برس) العالمية اليوم الخميس تقريراً رأت فيه ان تحالف العدوان وقف عاجزاً خلال عام كامل عن الحسم العسكري أما وجوده في الجنوب فقد أفرز اتساعاً لنفوذ الجماعات الإرهابية أو “الجهاديين” كما وصفهم التقرير وسط رفع سقف الانتقادات من قبل المنظمات الحقوقية والدولية بسبب ارتفاع ضحايا العدوان من المدنيين والظروف الإنسانية الصعبة التي انتجها الحصار.

 

وتناول التقرير أربعة جوانب رئيسية الأول يتعلق بالقدرات العسكرية الضخمة للتحالف السعودي وفشلها في مواجهة الجيش واللجان الشعبية بقدراتها التسليحية المتواضعة والثاني يتعلق بفشل تحالف العدوان في تمكين حكومة الفار هادي من بسط نفوذها في المحافظات التي تسيطر عليها ويتعلق الجانب الثالث بتوسع سيطرة الجماعات الإرهابية كنتيجة أفرزها تواجد قوات الغزو والجانب الرابع عن الانتقادات المتصاعدة من قبل المنظمات الدولية التي تحمل تحالف العدوان مسؤولية الجرائم بحق المدنيين.

 

وبحسب التقرير وبعد عام من ” الغارات والقتال الميداني المضني” أعلنت “حكومة الفار هادي” قبولها بالمفاوضات التي يسبقها وقف شامل لإطلاق النار.

ولا يبدو أن الفار هادي هو من امتلك قرار القبول بمفاوضات الحل السياسي إذ يقول الصحفي والمحلل البريطاني بيل لو في مقال نشرته الاندبندنت البريطانية الأسبوع الفائت أن “هناك امر محزن يحدث لـ(هادي) الذي يواجه خيارات مؤسفة بعد جريان مياه التفاوض السعودي وفقا لشروط الحوثيين”

 

وبالعودة للتقرير الذي نشرته وكالة (فرانس برس) اليوم الذي يقول أن محليين يرون أن قوات الجيش واللجان الشعبية أو كما وصفوهم بـ”المتمردين” ومنذ بدء الضربات الجوية، التي شنها التحالف السعودي في 26 مارس الماضي، تمكنوا من المواجهة رغم محدودية قدراتهم العسكرية بالمقابل يرون أن “حكومة الفار هادي” كشفت عن ضعفها وعجزها عن فرض نفوذها في المناطق التي سيطر عليها تحالف العدوان في الجنوب في ظل تنامي نفوذ القاعدة وداعش.

 

وينقل التقرير عن الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن (تشارلز شميتز) أن قوات الجيش واللجان الشعبية خلال عام العدوان أبلت بلاءً حسناً مقارنة بالظروف.

ويضيف الباحث أن ما قدمه الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات يأتي رغم أنها “لا تملك غطاء جويا ولا وسائل امداد مضمونة لذخيرتها، الا انها تحافظ على قوة عسكرية مهمة”.

 

أما (جوردان بيري) الباحث الرئيسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا في (فريسك مايبلكروفت) فينقل التقرير عنه قوله أن أنصارالله “اظهروا قدرة على الامساك بالأرض والسيطرة على اجهزة رئيسية للدولة”.

ويرى بيري أن قدرة الجيش واللجان الشعبية على الإمساك بالأرض يأتي في مقابلها “تأثر التحالف السعودي سلبا بنقص الخبرة التقنية والخبرة القتالية الميدانية”.

 

ويشير التقرير إلى أن القوات الغازية دخلت إلى الجنوب ورغم ذلك تعاني “حكومة الفار هادي” من بسط سلطتها هناك مع نمو الجماعات الإرهابية التي يقول التقرير أنها شنت “سلسلة هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيالات طالت مسؤولين سياسيين وعسكريين، اضافة الى مقرات عسكرية للتحالف”

 

في هذا الإطار يعود الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن (تشارلز شميتز) ويوضح سبب فشل تحالف العدوان بالقول: “السعوديون اخطأوا في تقدير قدرة معسكر هادي على حكم الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم”.

وتطرق التقرير إلى الانتقادات المتصاعدة من قبل المنظمات الحقوقية بخصوص الجرائم التي وقعت بحق المدنيين بفعل الضربات الجوية إذ أنه “مع تواصل الغارات، زادت الامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية من انتقادها للتحالف على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين.”

وأشار التقرير إلى أن “المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين حمل الأسبوع الماضي مسؤولية التسبب بغالبية الضحايا المدنيين للتحالف قائلا ان الاخير استهدف “اسواق ومستشفيات وعيادات ومدارس ومصانع وقاعات استقبال لحفلات الزفاف ومئات المساكن الخاصة في قرى ومدن”.

 

قد يعجبك ايضا