إلى الصديق غير المغرم بمخاطبة الأفراد !

عبدالعزيز البغدادي
تراهن على ضياع الوقت دون استعادة الكرامة وتبدو متجاهلاً كون صاحبك يتحمل الحجم الأكبر من المسؤولية في إهدار الكرامة طوال ثلاثة وثلاثين عاماً على الأقل !!!
لقد تحدثت في أكثر من مقال  عن اعتقادي بضرورة أن نفرق بين المساس بالسيادة والكرامة وبين التفريط فيهما، ولا أعتقد أن بإمكانك أن تخالفني الرأي بأن مسؤولية تفريط من هو على رأس هرم السلطة في السيادة والكرامة لا يمكن المساواة بينها وبين مسؤولية غيره  ممن لم يحكم وطن طوال ثلاثة وثلاثين عاماً بل لازال يحاول بذل الجهد للدفاع عن كرامة أهدرها صاحبك طوال الفترة مثل تلك المدة كانت كلها تفريط في السيادة وإهدار لكرامة اليمن واليمنيين وفي أواخر هذه السنين سلم للجار الذي يقود العدوان الهادف إلى منع اليمنيين من مجرد التعبير عن رغبتهم في استعادة الكرامة سلم لهذا الجار أكثر من نصف اليمن واعتبر ذلك نصراً يستحق الاحتفاء والبرع !! ،
نعم يا صديقي أهدر العدوان المباشر المستمرمنذ عام وحتى اللحظة  ولا زال الوقت يهدر دون أن نستعيد الكرامة التي أهدرها صاحبك طوال العدوان غير المباشر فترة تربعه على عرش إهدار السيادة والكرامة  وأنت لا أشك تعلم أن هذا العدوان المباشر المستمر منذ 26 / 3/ 2015م لم يكن سوى تعبير عن الغضب البدوي من محاولة اليمنيين الخروج من  آثار الإهدار الناعم للكرامة والسيادة  من قبل دولة فخامة صاحبك العميقة التي دامت  ثلاثة وثلاثين عاماً  !!؛
نعم يا صديقي إنني لا أجد ابلغ فحشاً من أن احمل من يقاتل ضد العدوان المباشر المعبر عن كل هذا الغضب المغلف بوهم الشرعية ، ومع كل هذا يكون لديك  المقدرة على إسدال الستار عن أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً من تمكين المعتدي الغاضب للتململ الذي بدأ يظهر في 21/ سبتمبر 2014م من إهدار الكرامة والسيادة اليمنية!،
نعم أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً  هو عمر إهدار كرامة اليمن واليمنيين !!؛
كيف تمتلك كل هذه القدرة على تجاهل كل هذا وكيف تعجز عن إدراك أن ما يقوم به أنصار الله والمتحالفون معهم من الجيش واللجان الشعبية منذ 26/3/2015م  محاولة للدفاع عن الكرامة والسيادة والكفاح من أجل قطع الامتداد لهذا الإهدار !؛
من عجائب صديقي أيضاً أنه بعد تحسره على إهدار عام هو عمر العدوان المباشر على اليمن أبدى حزنه على ما أسماه بالشرعية الحقيقية بعد أن سخر من الاحتفال بذكرى حلم اليمنيين بالثورة في 11فبراير 2011م وإحياء ذكرى  شهداء مجزرة جمعة الكرامة ، ويرى أن الشرعية الحقيقية هي شرعية مجلس النواب  المبني على انتخابات مزورة  تزويراً مادياً ومعنوياً والتي انتهت قبل سنوات !
أما أعجب العجائب فإن هذا الصديق يرى بكل بساطة أن المعتدى عليه هو المسؤول اليوم عن إهدار كرامة اليمنيين خلال الثلاثة والثلاثين عاماً زائد عام العدوان بل وهو المسؤول عن العدوان ذاته لأنه يطالبه بإيقاف الاقتتال  وبهذه الدعوة لوقف الاقتتال لصيانة اليمنيين كما يقول فهو ضمنياً مع ما يردده علماء وقادة ما يسمى بالمقاومة من تبرير للعدوان بأنه بسبب الاقتتال الداخلي  بين الإصلاحيين والسلفيين وبين الحوثيين حسب زعمه .
صاحبي كذلك نسي أنه ورفاق درب إهدار الكرامة طويل الأمد يدعون اليوم أنهم في الصفوف الأمامية للدفاع عن الوطن جراء العدوان بل انهم أساس هذا الدفاع ومكونه الأساس !!
وهم من يشنون حملة هذه الأيام ضد أنصار الله لأنهم دخلوا في تفاهمات سرية مع الطرف السعودي ولا أدري كيف لا يستطيع من هو في جبهة القتال المكون الأساس الذي لولاه لأنهارات خطوط الدفاع للشباب الذين سطروا أروع الأمثلة بأقل الإمكانيات كيف لا يستطيع وهو أساس معركة استرداد السيادة والكرامة وفي الصفوف الأمامية الامتناع عن وقف القتال إلا وفق شروط وطنية شاملة حسبما يقولون !!،
هل تحتاجون إلى كبير عنأ يا من تمارسون رقصة المعارضة في مهرجان السلطة التي لا تزالون ممسكين بتلابيب عمقها هذا العمق  الذي لم يعرف طريقه إلى تلمس هم المواطن والوطن وعمق جراحه من جراء طول فترة تفريط  فخامة صاحبكم في الكرامة والسيادة  ؟!
نعم نحن بحاجة ليس إلى وقت لنعرف عمق المأساة بل إلى بعض الضمير وبعض الإحساس بالمسؤولية !!!.

قد يعجبك ايضا