الثورة نت /
استقبل الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا اليوم بصنعاء مشائخ وأعيان ووجهاء قبائل محافظة صنعاء بحضور المحافظ حنين قطينة ووكلاء المحافظة وأعضاء اللجنة الثورية والمجالس المحلية والأجهزة التنفيذية في المحافظة.
ورحب رئيس اللجنة الثورية العليا بأبناء محافظة صنعاء .. مؤكدا أنهم كانوا ولا زالوا رجال البطولة الذين كسروا رهان الأعداء بأنهم الحلقة الأضعف والمتخاذلين في الدفاع عن مناطقهم والعاصمة وأن بالإمكان شراؤهم بالمال.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى أن الإشاعات التي يبثها الأعداء والمرتزقة ومنها ما بث مؤخرا حول تهدئة في الحدود مقابل بيع وتنازلات ونحو ذلك من الإفلاس، الذي يعرفه الجميع برجاحة عقولهم وفطنتهم التي لا تحتاج أكثر مما هو واضح لديهم من رهانهم على مرتزقتهم وآلتهم الإعلامية لإحداث فجوة أو نصر وهمي يلصق بجبهة الدفاع الوطني والثورة تهم بيع الأرض والتنازل عن الدماء.
وقال ” نؤكد على حرمة التنازل عن قطرة دم أو عرق سالت في جبهات العزة والكرامة، وكل ما دار لا يتعدى عملنا وجهادنا من خلال روح القرآن الذي يحثنا على الجنوح للسلم أن جنح العدو له بالتوكل على الله ومن هذا المنطلق نؤمن بالحوار والتفاوض الذي لا يعني أن ينتهي كل شيء أو التخلي عن الجبهات في الحدود وغيرها وهاهم المجاهدون باقون في نطاق ومناطق تمركزهم وبنفس الجاهزية والاستعداد والوتيرة إلى اليوم والعدو يعرف ذلك “.
وأضاف ” طالب العدو بتسليم أسير واحد من باب حسن الثقة وسلم لهم مقابل الإفراج عن 30 مواطن معتقل لديهم وتبادل لجثامين ” كتفاهمات أولية ” تبنى على الهدوء في الحدود كمقدمة للتفاوض في ما عداها على أساس الوقف الشامل والكامل للعدوان وعملياته ودون أي إخلال بأي جبهة أو موقع أو تفريط أو تنازل “.
وأكد الأخ محمد علي الحوثي أن التحركات والجبهات لم تتم من بواعث ودوافع شخصية بل جاءت نتاج مواجهة مؤامرة أعدت لها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل بدرجة رئيسية والدول المتحالفة معها في الخليج وهي من الحقائق المعروفة التي لا يجهلها صغير أو كبير ومعلن عنها جهارا نهارا، والجرائم والمذابح ضد اليمن واضحة وواضح مرتكبيها وأدواتها ولا يمكن أن نسكت عنها.
وقال ” لقد حاول الأعداء أن يشتتوا الموقف اليمني الموحد ويوزعوا موقفه إلا أنهم واجهوا إيمان المجتمع بمصداقية القيادة والحوار وهي ليست تجربتنا الأولى معهم، لقد كان بيننا وبينهم حوار في الحرب السادسة ومع شخصيات قبلية كما يقولون ونحن نؤكد لكم أن الوتيرة في الحدود كما هي وبنفس القوة والثقة وجنوحنا للسلم في أي لحظة صادقة يجنحون فيها للسلم مراهنين على ثقتنا بالله والشعب اليمني العظيم وعلى الأمة العظيمة والأخوة بيننا”.
وأشار رئيس اللجنة الثورية العليا إلى ما تلقاه موفد الأمين العام للأمم المتحدة الذي وصل صنعاء من تأكيدات عقب وصوله أن المباحثات الحقيقية والبناءة لن تُعقد إلا إذا تم الوقف الشامل والكامل للعدوان .. مذكرا بالمواقف التي حصلت في المباحثات الثانية التي عقدت في سويسرا وكيف تدفع قوى العدوان للحوار دوما بمن لا يملكون القرار وانعكاس ذلك على الجدية والمصداقية والتدخل الأمريكي المباشر فيها والذي أجبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة على إيقاف تلك الجولة بطلب مباشر من السفير الأمريكي أثناء إنعقاد الجلسة الأخيرة من المفاوضات.
وتابع” إن كل ذلك لا يمنعنا من الإيمان بالمحاولات التي قد تحقن الدماء والعمل من أجلها مع معرفتنا بعتو وغطرسة العدو وعدم مبالاته بكثرة الجرائم والمجازر التي تتكرر ولم تكن آخرها مجزرة مستبأ وما قبلها من المجازر في تعز والحديدة ونهم، لاسترخاصهم الدم اليمني الذي هو لدينا أغلى وأعز عندنا من جميع آل سعود ومن معهم ولن يبقى معهم إلا من كان على شاكلتهم من المرتزقة “.
وقال ” لأن أعدائكم وضعيفي النفوس يعتقدون أن الآخرين مثلهم وأن هناك من شروهم بالمال فالآخرين مثلهم، إلا أنكم خيبتم ظنونهم وكنتم الرجال الأحرار الذين لا يمكن أن تشتريهم أموال الدنيا لأن وطنهم وعزهم وإبائهم وحريتهم أغلى من كل الاموال التي يراد شرائهم بها “.
وأشار إلى أن المال الذي جناه المرتزقة لن يستطيع أن يعيد للمرتزق قيمته أو كرامته أو أن يظل بشرفه وحريته واستقلاله الذي باعه بالمال ولا يمكن أن يكون العميل سيد قوم لأن الرجولة والكرامة والمكانة الاجتماعية لا يمكن أن تشترى بالمال .
وأكد رئيس اللجنة الثورية العليا أن المحاولات الإماراتية والسعودية وغيرها لشراء ولاء اليمني وكرامته بالأموال، تلخيص للفشل وعدم معرفة خصوصية الروح اليمنية التي لم تمسخها الثقافة الأمريكية التي مسخت الهوية في الخليج ونجد والحجاز وحولتها إلى روح مسلعة لاهثة وراء المال قابلة لبيع كل شيء مقابل المال ورضى الغرب عنهم.
ولفت إلى العدوان الذي ينهي عامه الأول بصمود وثبات اليمنيين أمام تحالف بغي وقسوة وعنف مطلق ضحى فيه الجميع وقدموا قوافل الشهداء والجرحى ولا زالت الجبهات تزدحم بالرجال وأن كل ذلك يأتي في سبيل استقلالنا وحريتنا والذود عن الكرامة والعزة اليمنية الجامعة وهي القيم التي لا يمكن ليمني حر أن يساوم عليها.
وقال ” إن أبناء محافظة صنعاء وكل المحافظات أصبحوا عنوانا لمعرفة معاني العزة والصمود والإباء في وجه الغزو والاحتلال وإعادة ترسيخ الهيمنة المباشرة وغير المباشرة، مقدمين أغلى ما يملكون من فلذات أكبادهم، الذين يعد لدينا أصغرهم أو أقلهم جهدا أغلى وأثمن من أموال الخليج والعالم لأنهم أبطال أعزة يحمون وطنهم وحقوقهم وأعراضهم ويدافعون عن الحق في العيش الكريم والحرية والاستقلال “.
ولفت رئيس اللجنة الثورية العليا إلى الألم الذي يحسه الجميع جراء استخفاف آل سعود وحلفائهم بالقبائل اليمنية والتعريض بهم وبمواقفهم وبإمكانية البيع والشراء فيهم وكأنهم من شركات الإرتزاق التي جلبوها بأموالهم.
وقال ” عليهم ان يراجعوا حساباتهم فهم في اليمن العزيز الذي يحميه أبنائه ولن يستطيعوا أن يحققوا فيه شيء لأن الشعب الحر سيستمر في مقاومتهم حتى ولو بأبسط الامكانيات والأدوات”.
كما أكد أن أبناء محافظة صنعاء لا يشكلون طوق الأمان للعاصمة فقط بل للشعب اليمني وأثبت أبنائها أنهم طوق حافظ للأمن والسلامة والسكينة في الأمانة والمحافظة وأنهم يوفرون الأمن والأمان لما يقرب من ثلاثة مليون نازح بأمانة العاصمة أيضا مع غيرهم من الشرفاء والقوى الوطنية بروح وطنية مخلصة لا تعرف المناطقية والعنصرية أو المذهبية أو الطائفية أو الإستعلاء على أحد، محافظين على روح المدينة الجامعة التي تضرب مثلا حيا لمعنى أن يكون سقف الجميع هو الوطن.
وأردف قائلا ” إن العدو لن ينال إلا الهزيمة والفشل وأن المرتزقة لن يحققوا لهم إلا مزيدا من الفشل والخسران وهم لا يعون كثرة الرهان الخاسر الذي يحوزوه دوما، وها هي لقاءاتنا بكم تتكرر مع تعزز الانتصارات وانعكاس الاشاعات التي كان آخرها إشاعات الحدود والتهدئة وما سواها والتي يحاولون بها شد عزيمة مرتزقتهم المتقهقرون المنهزمون بكثير من الانهيار لمعنوياتهم وخسرانهم لأموالهم وأرواحهم وجهودهم هباء منثورا.
فيما جدد محافظ صنعاء حنين قطينة العهد والوفاء للوطن وقيادة الثورة ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، والصمود والثبات في مواجهة العدوان وأدواته ومرتزقته .
وقال “إن تمادي العدوان وعتوه يزيد أبناء محافظة صنعاء وقبائلها صلابة وشدة وبأس، وأن رجالها وأبنائها لديهم القدرة على الصمود والتحدي لسنوات مديدة في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال ” .. معبرا عن شكر وتقدير أبناء وقبائل المحافظة للجنة الثورية العليا على ما توليه من اهتمام بأبناء المحافظة وتلمس همومهم وتصديها لمعركة الحرية والاستقلال.
وألقيت في اللقاء عدد من القصائد الشعرية المعبرة عن روح الصمود والثبات والتحدي واستحقاق اليمن للحرية والاستقلال ورفض الوصاية والهيمنة ومشاريع التفتيت والاستعمار الجديد.
سبأ