محمد النظاري
خلال عام كامل وقعت أحداث مؤسفة للرياضة والرياضيين من شرق اليمن إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها..دمرت منشآت رياضية وقتل رياضيون، ومع هذا خيم الصمت على كثير من القيادات.
خلال عام وقيادات رياضية رسمية تتغنى بكلمة نحن ضد (العدوان) إعلاميا، فيما شيكات الاتحادات تصدر للخارج، جهارا نهارا، ويبقى التصدي (للعدوان) هو للاستهلاك المحلي فقط.
بصراحة الغالبية تعمل بشريحة أبو نظامين، فإن بقي الحال على ما هو عليه فهم ضد العدوان، وإن عاد الحال لما كان عليه فالوضع مختلف ..المهم باقون في مناصبنا على كل حال،
وما لا يمكن إنكاره أن هناك مراسلات من بعض المسؤولين،فحواها يقول: بأننا تحت القهر والأمر الواقع ، وإن عدتم عدنا… هكذا بلا خجل ، عيني عينك.
الصوت العالي بالصرخات بدأ يخفت قليلا قليلا،.وتحول إلى استجداء ، من أجل البقاء ، وكذلك يمر على الحاضرين والآتين، مع يقين كل منهما بأنهم أصحاب نظامين أن لم يكونوا أكثر من ذلك.
أتدرون لماذا يبقى هؤلاء في أماكنهم القيادية؟ لأنهم بضاعة مطلوبة في أي زمان ومكان، ولا يوجد ارخص منهم، فهم مع الزفة مهما كانت العروسة..
بعد أسابيع أو أشهر قليلة سترون العجب العجاب، وستجدون النظام الثاني بدأ بالعمل…المهم كلها طلبة الله تحت شعارات: الحي أبقى من الميت، والي تزوج أمنا هو عمنا، والوطن يتسع للجميع.
من الآن نقول لهم تبا لكم، فلم تخدعونا، بقدر ما اريتمونا قدرتكم على تغيير الجلد في العام مرتين، ولكن المصيبة أنكم ستبقون رغما عن انفنا وعن من قدم حياته لبلاده دون ذنب ،سوى انه يمني يؤمن بحبه لها دون شعارات.
لهم جميعا نقول نحن كنا وما زلنا وسنبقى مع بلدنا، نرفض الاعتداء عليه، كما نرفض أن يهينه أبناؤه من أجل شعار زائف..
ندين قتل الأبرياء دون جريرة، وتدمير المنشآت بلا سبب، ونستنكر كيف يبقى أبو النظامين يعمل دون حمرة خجل.. وغدا سيغني طلع البدر علينا..
مسكينة هي اليمن، هذه الأرض الطيبة التي للأسف تقبل الخبيث منا، بل ويترعرع في رباها، فيما محبوها الحقيقيون، يدفنون عدوانا وقنصا وإعداما تحت ثراها.
أيها القيادي سواء أكنت رياضيا أم مفروضا على الرياضة، بدل نظامك مثلما تحب، فهذا ليس عيبا فيك، ولكن العيب فينا نحن الذين نتقبل التعامل مع كل نظام تقوم باستبداله.
ما حصدناه من مر ليس في من مات وما دمر، بل في من تفلت عقاله من شبابنا ، وأصبح قاتلا لأخيه اليمني، تحت مسميات وشعارات كثيرة، أثبتت زيفها وان ولاءها الكبير هو فقط لمن يدفع أكثر.
غدا سنحس كرياضيين بما حل برياضتنا، وسيذهب الساسة لاقتسام الكعكة، فيما الرياضيون لن يجدوا سوى الحسرة والألم ليتقسموه فيما بينهم.
لمن يملك أكثر من نظام نقول له أنت الرابح بالأمس واليوم وفي الغد، ولكنك الخاسر الأكبر في يوم لا يعمل فيه إلا بنظام واحد، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا منصب، إلا من أتى الله بقلب سليم.