لحظة يا زمن… أبواب خشبية
محمد المساح
هده التعب.. اشتعلت في نفسه رغبة طارئة في أن يستلقي ويترك جسده ليسترخي وينام.
توالت في ذهنه الكثير من الأسئلة وهو غارق في تلك الحالة من الرغبات والتمنيات.. وأين المكان؟ ليس المكان.. وهو يقلب السؤال.. الغرفة.. أو الزاوية.
أما الفراش والقعادة.. فلم يلامسا الذهن أبداً.
كانت الأمنية التي تعتصر النفس حينها.. أرض فضاء مفتوحة نامية الحشائش والأعشاب.
أرض ترابية.. تتناثر فيها العداف الغبراء.. وقفزت في الذهن.. قريته البعيدة المفتوحة على سماء الله.. وذلك الأفق المفتوح على كل اتجاهات الكون والأشجار وهي تتناثر في ذلك الفضاء المفتوح.. تفرش الظلال بعفوية الكائنات ولا أحد سيقول له لا غلس ولا ليل في تلك الأمكنة البعيدة.. عن متناول الرغبة الحارقة وهي ترتعش داخله.
إنه هنا والآن.. يطرق شوارع الاسلفت، وقد انعكس سواده في حدقتي العينين، وضجيج لاهب يطن في الأذنين.. ووجوه تعبر شماله ويمنيه، ومشاهد ومناظر لعمارات.. وأبواب حوانيت فاغرة أشداقها.. وأبواب حديدية تصر بصوت معدني، خالٍ تماماً من الروح الإنسانية, بالتأكيد ليست كتلك الأصوات الخشبية التي مازالت ترن أصداؤها في الأذن.. حين كانت يداه تلامساتها بتبرك ووداعة.. أبواب الأولياء والقديسين وقبابها المدورة بالنقاء وهي توحد حرة في فضاء الله.