يا قمة.. سخرت “من انعقادها” الأممُ
علي الريمي
بعد اعتذار المملكة المغربية عن احتضان ما تسمى بالقمة العربية, المقرر أن تجرى نهاية الشهر الجاري النسخة الجديدة من تلك القمة وذلك في ضيافة جمهورية موريتانيا، التي ستستضيف القمة العتيقة والمحتضرة منذ زمن طويل في 28 و29 من مارس الحالي عقب اعتذار الأشقاء في المغرب مطلع العام الجاري عن تنظيمها.
وخير اللهم اجعله خير, فإن الاعتذار المغربي عن استضافة القمة العربية لهذا العام لم يكن بسبب شحة المال، أو نتيجة لانعدام إجراءات السلامة الناتجة عن عجز أجهزة الأمن المغربية عن توفير الحماية الأمنية لأصحاب السمو والمعالي من قادة ورؤساء وملوك الدول العربية الذي كان يفترض أنهم سيحضرون القمة لهذا العام في حال عقدت في المملكة المغربية حاشا لله، فمن حيث الفلوس (مستورة والحمد لله, أما أمنياً فإن الوضع مستتب في جميع المدن في المغرب الشقيق باستثناء الإعلان شبه اليومي لأجهزة الأمن في المغرب, غن ضبطها للعشرات من الخلايا الإرهابية (النائمة) تتبع “داعش والقاعدة” وهي الخلايا التي كان يفترض أن تدشن نشاطها (الجهادي) في القتل والتفجير والسحل والخطف إلخ.. لصالح تنظيم قاعدة الجهاد في المغرب العربي.
بالعودة إلى حيثيات الاعتذار الذي تقدمت به وزارة الخارجية في المغرب بداية يناير الماضي وسلمته للأمانة العامة للجامعة العربية (المختطفة) والمسيطر عليها وعلى قرارها من قبل مشيخات وحكومات “البترودولار” في الخليج, فقد جاء في نص خطاب الاعتذار المغربي عن استضافة القمة العربية التي كان من المقرر إقامتها في المغرب هذا العام (بحسب التسلسل الأبجدي) وهو النظام المتبع في تنظيم واحتضان القمم العربية بين الدول الأعضاء في الجامعة العربية أن السبب الذي دفع الرباط للاعتذار عن استضافة القمة يعود لإدراك القيادة والحكومة المغربية بانعدام كل الفرص التي يمكن أن تؤدي إلى نجاح أعمال القمة في دورتها لهذا العام, بالنظر إلى ما يعتري الواقع العربي راهناً من اختلاف وتباين حاد في المواقف والرؤى حول معظم الأزمات والحرائق التي تشهدها بعض الدول العريبة وهو ما أدى إلى حدوث تباعد كبير في الآراء تجاه مختلف قضايا المنطقة ناهيك عن القضايا الأخرى القارية والدولية.
يمكن القول بأن المبرر الذي قدمه الأشقاء في المغرب للاعتذار عن عدم استضافة القمة العربية لهذا العام هو قرار في الاتجاه الصحيح تماماً, بل لقد كان في رأي كاتب هذه السطور مبرراً واقعياً ومنطقياً جداً، كون جميع المؤشرات توحي بأنه لن يكتب للقمة المنتضرة أي نجاح يذكر سواء جرت في المغرب أو في موريتانيا أو أي مكان آخر حتى ولو كان هذا المكان خارج المنطقة العربية.
ولعل ما حدث ـ مؤخراً في اجتماع وزارة الداخلية العرب في تونس ثم ما خرج به الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي انعقد في مقر الجامعة بالقاهرة من انقسام حاد حول القرار الذي خرج به المجلس ومن قبله مجلس وزراء الداخلية العرب, بشأن اعتبار (حزب الله) اللبناني المقاوم الأول والأبرز للكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية في فلسطين والجولان في سوريا ومزارع شبعا اللبنانية (منظمة إرهابية)!؟
وقد امتد الخلاف والانقسام في المواقف ليصل إلى موضوع اختيار الأمين العام القادم للجامعة العربية, فرغم أن الاختيار وقع على المصري أحمد أبو الغيط وزير الخارجية في نظام الرئيس السابق مبارك
ليخلف مواطنه / نبيل العربي / في هذا المنصب لكن عملية التصويت على اختيار / أبو الغيط/ شهدت اعتراض عدة دول وتحفظ دول أخرى، والموقفان يرفضان أن يبقى هذا المنصب ” حصرياً” بمصر!
آخر السطور
كما جرت العادة ، سيقوم الرئيس الموريتاني/ الجنرال/ محمد ولد عبدالعزيز / خلال الأيام القليلة المقبلة / بإرسال الدعوات إلى الرؤساء والملوك العرب ، بشأن حضور القمة المرتقبة وهي القمة التي باتت محل ” سخط” من القاصي والداني من العرب وغير العرب ، ناهيك عن أنها أصبحت محلاً للسخرية والتهكم من غالبية الشعوب والأمم .
والسؤال الذي يتكرر للعام الرابع أو الخامس ” مش مهم عدد المرات”: نرى عن سيرسل / ولد عبدالعزيز / والدعوة لحضور القمة لمن سيمثل ليبيا وكذلك سوريا؟
ختاماً .. يمكننا التأكد من أن القمة ستعقد في نواكشط لكن .. وآه من لكن هذه “ستعقد بمن حضر” بمعنى أنه وفي أفضل الاحتمالات ستكتفي العديد من الدويلات وزراء الخارجية ، أما الأغلبية فربما تكتفي بتكليف سفرائها في موريتانيا بالحضور .. وكفى الله العرب ” المؤمنين طبعاً” شر المزيد من الخلافات والانقسامات ، فالموجود يكفي لسنوات طويلة وكفىّ.