اقرأ وأنت تغرق !!

ن ………والقلم                                            
عبد الرحمن بجاش
ولأن الشيء بالشيء يُذكر , فلا بد من القول أن القراءة هي البوابة الرئيسية المؤدية إلى المعرفة , والمعرفة هي البوابة الرئيسية إلى المستقبل الذي يأتي نتيجة لإشاعة التعليم , والعلم , والتعلم , غير هذا لا يوجد طريق , ولو ظللنا نلقي خطابات إلى يوم القيامة , التعليم وحده الطريق إلى الرؤية , والرؤية الباب الوحيد المؤدي إلى المشروع , والمشروع هو ما يقود أي أمة إلى المستقبل , تحت رعاية دولة نظام وقانون . بتوفر القانون والدستور قبله تتوافر المواطنة الواحدة , فيكفي هذرا بحكاية المواطنة المتساوية , نحن بحاجة إلى قانون يتسيد حياتنا ,تتساوى الرؤوس تحته , فلا فضل لأحد على الوطن المنشود إلا بقدر ما تقدم عبر معادلة الحقوق والواجبات ولا شيء غيرهما , القراءة التي نزل بها أمر ارحم الراحمين لمحمد (( اقرأ )) تتسيد أجندة الشعوب المتقدمة , ولا حاجة بنا لذكر نماذج , فقد كتبنا عنها هنا مرات ومرات ,فلماذا لا نرفع (( اقرأ )) شعارا يحل محل كل الشعارات المُسَيًسَة على وجه التحديد , وتلك التي تُسَيٍسُ الدين وهو ما يقودنا إلى هاوية ليس لها قرار !!! . نحن بحاجة إلى تسيد المعرفة , ولا تتأتى إلا بالقراءة , إذ لا يمكن للإنسان أن يلج إلى مصاف التحضر إلا عبرها , ولا يمكن لديمقراطية أن نتعلمها إلا عن طريق ديمقراطية القراءة ان صح التعبير , ولا يمكن للريح النظيفة تلك التي لا تحمل غبارا أن تدخل من نوافذنا إلا متى ما كانت الشفائف تتمتم بالأحرف , ولا يمكن للشمس أن تدخل بيتا وساكنيه أميين , ولا يمكن لأمي أن يصنع حياة , لا يمكنه أن يربي , ولا يمكنه أن يتعلم , ولا يمكنه أن يدري حتى كيف يلبس , والآن اذا أردتم فحولوا المساجد بعد كل صلاة إلى مكان للقراءة , والمدارس إلى بؤر تفرز إنسانا يعرف كيف يقرأ , ووسائل الإعلام العقيمة من تفبرك الأخبار , وتحرض , وتتحول إلى أدوات عقيمة للتسريبات وخدمة التخلف الذي عنوانه الجهل , تحويل كل هذه الأدوات للقراءة وبس . لا يكفي أن نظل نلت ونعجن أن الإسلام حقنا , وان الدين مرتبط بنا ..أقولها لكم , لا فالدين ان لم يقترن بالمعرفة التي بدايتها تعلم كيف نقرأ , فلا تركنوا إنكم سترون أفقاً أبدا أبدا . وأنظر ففي فنلندا وهي بلد يعتمد على الإنسان وفقط عليكم أن تنظروا إلى جيوبكم ستجدون أثر أجهزة النوكيا تعمر تلك الجيوب , دليل تفوق الإنسان , الذي أسست له القراءة بيتا للتطور واللحاق بالعالم , فنلندا لا موارد لها إلا الإنسان , ولذلك تجدهم منه يبدأون وبه ينتهون , وهي بموافقة لينين تركت الاتحاد السوفيتي واستقلت كإحدى دول شمال أوروبا . في هلسنكي , يصادفك في شارعها الرئيسي تمثال عجيب ..نصفه رأس إنسان يغرق ..مقابله يدين تمسكان بكتاب , وعبارة تقول (( اقرأ وأنت تغرق )) !!, علموا أنفسكم القراءة وقولوا لأولادكم (( اقرأوا )) وعندما يقرأون فلن يحاربوا بعضهم مستقبلا , فالجهل هو مدعاة الحروب العبثية  . لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا