مطالب عراقية بتدويل قصف داعش لـ”تازة” بالغازات السامة

 

بغداد/ وكالات
قدم رئيس لجنة حقوق الإنسان البرلمانية ارشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية وثائق وتقارير الى بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” تثبت تعرّض سكان ناحية تازة في محافظة كركوك للقصف بغازات سامة من قبل تنظيم داعش.
وقال الصالحي خلال اجتماعه مع رئيس بعثة “يونامي” يان كوبيش، “سلمنا الوثائق والتقارير حول الاحداث الاخيرة التي تعرضت لها ناحية تازة التركمانية باستهدافها بالصواريخ الكيميائية والغازات السامة (الكلور والخردل) ليتم توثيقها في الامم المتحدة”.
ودعا المسؤول البرلماني الامم المتحدة الى اتخاذ الاجراءات السريعة وممارسة دورها في نقل هذه القضية الى اجتماعات الامم المتحدة والبحث فيها والوصول الى نتيجة تنقذ الاهالي من هذه الاعتداءات وحمايتهم مستقبلاً وايقاف مسلسل الاستهداف الذي يتعرّضون له وتحرير مناطقهم في بشير وتلعفر.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان عن وفاة ثلاثة أطفال بالغازات السامة الناجمة من قصف تنظيم داعش لناحية تازة في جنوب كركوك، واصابة اكثر من 600 آخرين بحالات اختناق خطيرة نتيجة مهاجمة داعش بالصواريخ المحملة بالكلور للناحية في الثامن من الشهر الحالي.
من جانبه، وصف رئيس مجلس النواب سليم الجبوري هذه الهجمات الكيميائية بالكارثة، وشدد على أهمية دعم المجتمع الدولي للعراق، للحد من قدرة التنظيم على امتلاك أسلحة كيميائية.
وقال الجبوري في تصريح صحافي إن هذه الاعتداءات الوحشية التي قامت بها عصابات داعش استهدفت الأبرياء، وبشكل يمثل تحولاً خطيرًا في نهج التوحش، الذي يتبناه تنظيم داعش “الإرهابي”.
ودعا الجبوري الى ضرورة أخذ المزيد من التحوطات لحماية حياة المدنيين في تازة وجميع المدن الأخرى.. لافتاً الى أن الإسراع في تحرير بقية المناطق في محافظتي كركوك وصلاح الدين يمثل أولوية قصوى لردع تلك الاعتداءات وايقافها.مشيراً الى ان “الأساليب الجديدة في إرهاب العدو تدل على إحباطه وفقدان توازنه في معركة المواجهة العسكرية الحقيقية”.
كما اكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم العراقي على اهمية تدويل قضية تازة وإن استخدام الغازات السامة يعد مؤشرًا خطيرًا إلى تهديد السلم الدولي بشكل عام.
وطالب في كلمة له في ديوان بغداد للنخب الشبابية المنظمات الدولية الى تحمل مسؤولياتها وإغاثة المصابين.. مستغربًا “الصمت الدولي تجاه هذه المأساة في حين ترى الإعلام العالمي يعج بمتابعة قضايا أخرى، يدّعي انها انتهاكات لحقوق الانسان وابادة جماعية”.
واشار الى ان التجربة العراقية تعاني من الظلم وعدم التركيز على الجوانب الايجابية.. وقال “إن الإعلام العربي المسلط على العراق لا يحدثنا عن الفساد في بلدانه وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان”. وبيّن أن “الإصلاحات لا يمكن اختزالها بوزير هنا أو هناك، وانما الإصلاح منظومة شاملة مبنية وفق رؤية وبرنامج وسياسات واجراءات وتشريعات ساندة للإصلاح”.
وأشار زعيم ائتلاف العراقية أياد علاوي الى انه “تزامناً مع سلسلة الجرائم النوعية التي نفذها تنظيم داعش في محافظات بغداد وديالى وبابل وغيرها، وراح ضحيتها المدنيون الابرياء خلال الايام الماضية ينتقل داعش الى مستوى جديد من الانتقام ينسجم مع عقيدته التدميرية بقصف مدينة تازة الصابرة بالاسلحة الكيميائية بعد صمود اهلها وتصديهم لقوى الشر و”الإرهاب” اعتمادًا على امكاناتهم المتواضعة وفي مناخ من الصمت الحكومي والانساني المخجل”.
كما صرح علاوي للصحافة أن امتلاك داعش لقدرات السلاح الكيميائي بعد استيلائه على العديد من المنشآت الصناعية والعسكرية الحكومية، اضافة الى رواج تجارة السلاح خارج رقابة دول المنطقة واستمرار وجود داعش يمكن ان يسمح بتكرار تجربة تازة خورماتو.
من جهته، فقد دعا مجلس محافظة كركوك مجلس الامن الدولي الى عقد جلسة طارئة بشأن قصف تنظيم داعش لناحية تازة بصواريخ محملة بالغازات السامة.. مطالبًا بتوفير “أقنعة واقية” لجميع سكان الناحية.
وأوضح عضو مجلس المحافظة نجاة حسين ” إن “مجلس محافظة كركوك يطالب مجلس الامن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة قضية قصف تنظيم داعش لناحية تازة بصواريخ محملة بغاز الخردل الذي لا علاج له”، مشيراً الى أن “عدد المصابين في الناحية وصل الى 600 مواطن”.
وأضاف حسين أن “اهالي ناحية تازة يحتاجون نحو 30 ألف قناع واقٍ من الغازات السامة”.. داعياً الدول الى “التبرع بهذه الاقنعة من باب الانسانية لاهالي الناحية لتلافي هجمات داعش التي تحتوي على الغازات السامة”.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي اكد الجمعة الماضية أن القصف الذي يشنه تنظيم داعش على ناحية تازة في محافظة كركوك “لن يمر من دون عقاب”.. متوعدًا التنظيم بـ”دفع ثمن باهظ”.. فيما أشار إلى وجود فرق ومواد طبية لتقديم الاحتياجات اللازمة لأهالي الناحية.
والتقى العبادي بوجهاء ناحية تازة وقرية البشير وأكد على أن “ما اقترفته عصابات داعش الإرهابية في مدينة تازة لن نمرره من دون عقاب، وسيدفع مرتكبوه الثمن باهظًا، وسينهيهم قريبًا، حيث إن هذه العصابات منكسرة، وقواتنا تحقق الانتصارات عليهم، ونتقدم في مساحات واسعة”.

قد يعجبك ايضا